“الخرطوم”.. فيلم وثائقي يهز المشاعر ويكشف معاناة الحرب بصوت أهلها
متابعات - الراي السوداني
متابعات – الراي السوداني – يُشكل فيلم “الخرطوم” الوثائقي تجربة سينمائية جريئة ومؤثرة، تسلط الضوء على معاناة سكان العاصمة السودانية خلال الحرب، في محاولة لنقل واقع النزاع إلى العالم من خلال شهادات حية ومؤلمة.
يهدف الفيلم إلى كسر عزلة السودان إعلاميًا، وإيصال معاناة السكان إلى جمهور أوسع، بعيدًا عن الصور النمطية للحرب.
فبدلًا من التركيز على القادة العسكريين والسياسات، يعرض الفيلم القصص الشخصية لخمسة أفراد من سكان الخرطوم، مما يمنحه بُعدًا إنسانيًا عميقًا.
اعتمد صُنّاع الفيلم نهجًا تجريبيًا باستخدام شاشة خضراء، مما سمح للمشاركين بسرد قصصهم بأسلوب يتداخل فيه الواقع مع الخيال، حيث يستعيدون ذكريات الحرب، ويتخيلون أحيانًا سيناريوهات تتجاوز المأساة.
هذا الأسلوب أضاف بعدًا بصريًا وأدبيًا فريدًا للفيلم، مما يجعله تجربة غير تقليدية في عالم الأفلام الوثائقية.
عرض الفيلم في مهرجان “سندانس” السينمائي، وهو واحد من أبرز المنصات للأفلام المستقلة، يزيد من فرص تسليط الضوء الدولي على الأزمة السودانية.
إذ يكفي أن يُثير اهتمام نسبة ضئيلة من الجمهور حول السودان لخلق نقاش عالمي قد يساهم في تحريك الرأي العام والمؤسسات الدولية نحو اتخاذ إجراءات لمساعدة المدنيين العالقين وسط الحرب.
تصريحات المخرج إبراهيم سنوبي أحمد تؤكد أن الفيلم ليس مجرد محاولة لإثارة الشفقة، بل هو شكل من أشكال المقاومة الثقافية، حيث يمنح السودانيين صوتًا على الساحة الدولية، ويؤكد أنهم ليسوا مجرد ضحايا صامتين، بل أفراد لديهم قصص تستحق أن تُروى.
يُعد “الخرطوم” شهادة سينمائية قوية على فظائع الحرب وتأثيرها على السكان العاديين.
ومن خلال قصص شخصياته وأسلوبه الفني الفريد، قد ينجح الفيلم في إبقاء السودان في دائرة الضوء، في وقت يحتاج فيه العالم إلى أن يسمع أصوات أولئك الذين يُعانون بصمت.