الامتحانات في مهب الريح.. سر المقاعد الفارغة في الشهادة الثانوية!
متابعات - الراي السوداني
متابعات – الراي السوداني – ما يحدث في امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام يعكس حالة غير مسبوقة، حيث تظهر فراغات واضحة في مقاعد الامتحانات ببعض المراكز، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة.
في مركز المهندس الخاص للبنين في المعيلق، نجد مشهداً استثنائياً حيث يجلس طالب واحد فقط في غرفة مخصصة لثلاثين طالباً، محاطاً بمراقبين، بينما توزع نظره بين مقاعد فارغة. في غرفة أخرى بذات المركز، يجلس أربعة طلاب فقط مقسمين على حجرتين بمعدل طالبين لكل غرفة.
أما في مركز المهندس الخاص للبنات في المعيلق، فالوضع يبدو أكثر حدة، حيث جلست 10 طالبات فقط من أصل 270 طالبة مسجلة، مما أدى إلى عدم فتح معظم الغرف بسبب الغياب الكبير. هذه الأرقام تعكس حالة غير عادية تستدعي البحث والتحليل لمعرفة الأسباب التي دفعت الطلاب والطالبات للتغيب عن الامتحانات.
من المحتمل أن تكون الظروف الاقتصادية الصعبة عاملاً رئيسياً، حيث تواجه العديد من الأسر تحديات تعيقها عن تغطية تكاليف التعليم والانتقال إلى مراكز الامتحانات. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون للهجرة الداخلية أو الخارجية دور في تناقص أعداد الطلاب، إلى جانب الأزمات الاجتماعية والسياسية التي أثرت بشكل كبير على النظام التعليمي واستقرار العملية الدراسية.
كما قد يكون غياب هذا العدد الكبير من الطلاب انعكاساً لفقدان الثقة في النظام التعليمي أو في جدوى الشهادة الثانوية كمفتاح لتحسين مستقبلهم. هذا الواقع يدق ناقوس الخطر ويستدعي تدخل الجهات المعنية لدراسة الأسباب ومعالجتها، من خلال تقديم الدعم المادي والمعنوي للطلاب وتحسين جودة التعليم وزيادة الثقة فيه، مع العمل على تهيئة الظروف العامة لضمان حق التعليم للجميع باعتباره حجر الأساس لمستقبل الأمة.