اخبار السودانمقالات

عن قائد سلاح المدرعات ..وفي الدوحة كادوا يقبّلون اليدين …

تابعنا على واتساب
كل ما أصبح صباحٌ وصاح ديكٌ وناح وجرت السحب لمستقرٍ بالرياح تترّسخ عند السودانيين قاطبة قيمة هؤلاء الأبطال السمر الضاربين بالسهام والرماح من أبناء القوات المسلحة الباسلة ومن يقاتلون معها حرب الكرامة زوداً عن حياض الوطن أن يستباح وعن ترابه الذي كساهم (حُلةً ناعمةً) وقد فارقوا مزيلات هذه (الحُلّة) ردحاً من الزمان..
كل يوم تتقدّم فيه القوات المسلحة شبراً في أرض القتال والنزال وهي تدكّ معاقل الغدر والخيانة وأوكار الارتزاق والعمالة يتقدّم السودانيين في حبها وعشقها أميالاً وفراسخ وقد علموا علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين بأن لديهم جيش بحقٍ وحقيقة.. مكذّبين مقولة أعدائه الذين هتفوا ذاك الهتاف (السخيف) وهم يضمرون في قرارة أنفسهم المريضة مرض لا (يُرجى برؤه) بأنهم سيقفون مع من سيقاتلها من المليشيا ومرتزقتها.. فالموقف الذي نراه منهم اليوم ليس بمستغربٍ ولا مستعجبٍ فمن هتف ضدها بالأمس هو (متعاون) اليوم ومن انبرى لكيل السب والشتم ينبري اليوم دفاعاً عن جرائم المليشيا وجرائرها مساوياً لها مع القوات المسلحة يهزى بانتهاكات (طرفي الحرب)..
رأي السودانيون بأم أعينهم وفي حربٍ يتابعها الجميع ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة كيف يقاتل الجيش معاركه متقلباً ما بين الانتصار والانكسار والتقدم والتراجع والالتفاف والانقضاض.. تابعوا معارك جبل موية والدندر والرهد والدالي والمزمزم وبوط والمدرعات والمهندسين والإِشارة والإذاعة وتابعوا بطولات المشتركة في دارفور..
رأي السودانيون أن الجيش يمثّل قيمة الأمن والأمان فاخضرت أم درمان وتخضر بحري (سر هوى أهلها) كما اخضرت سنجة الجريحة وستخضر ود مدني السليبة ودارفور الحبيبة..
رأوا كيف يبسط أبناء القوات المسلحة مساحات الأمن والأمان والأمل بدمائهم وأشلائهم وتضحياتهم وهم يقدّمون الأرواح ثمناً لذلك فتغيّرت نظرة كثير ممن خدعوا ببعض شعارات الثورة (الكذوب) التي استعدت الجيش وهو العمود الفقري للدولة السودانية وواحدة من ممسكات وحدتها وصمام أمانها..
رأوا كيف يهرع الناس زرافاً ووحداناً مستقبلين للقوات المسلحة تسابقهم الدموع ويكتمون النحيب والعبرات تعبيراً بالفرح الغامر بزوال كابوس الجنجويد عن مناطقهم وقد فعلوا بهم الأفاعيل..
وثقّت الكاميرات زغاريد الأمهات ودعواتهن وهتاف الرجال والشيوخ شعب واحد جيش واحد.. وتغنيهم يا الحارسين حمانا بعزة وأمانة.. والحارس مالنا ودمنا جيشنا جيش الهنا..وجنود الوطن لبوا النداء خاضوا المعارك بالدماء
أقول هذا وقد قدم دوحة العرب في زيارة عائلية الأخ اللواء ركن دكتور نصر الدين عبد الفتاح محمد سليم قائد سلاح المدرعات ذلك الاسم الذي ترتج له الوسائط والأسافير وقد سطرت معاركة التي تفوق المائة بأحرف من نور وبدماءٍ عزيزة غزيرة سكبت على بواباته أن تستباح وعلى أسواره أن يتسلقها الأوباش الأنجاس..
لم يكن في جعبته أي برنامج آخر سوى رؤية أسرته التي فارقها منذ الخامس عشر من أبريل 2023م شأنه شأن معظم المقاتلين ولكن كان لأهل الدوحة من السودانيين رأي آخر.. لم يجد الأخ نصر الدين الفرصة الكافية للجلوس مع أسرته سيما وأن مساحة الغياب عن عرينه ليست طويلة فتسابق الناس للاحتفاء به والسلام عليه وإكرام قدومه..
لم يسع للتصوير والقول بأنني هنا (وهآنذا) ولكن استقبله السودانيون استقبال (الفاتحين) وتباروا كل يريد أن يخصّص له من الوقت المستقطع على حساب أسرته للحديث والاستماع والتصوير.. فعل ذلك الجميع جماعات وأفراد وروابط وشخصيات عامة وإعلاميين وضباط متقاعدين وسفارة وملحقية عسكرية وغيرها من الجهات التي احتفت بالرجل أيما احتفاء..
لكن أصدقكم القول سادتي هذا ليس احتفاء به لشخصه وكسبه وجهاده ولكنه احتفاء بالمؤسسة العسكرية الجيش السوداني الذي يقود حرب الكرامة لنحو من عشرين شهراً دونما كلل أو ملل.. هذا احتفاء بالبطولة والبسالة والرجولة والإباء واحتفال بما تحقق من انتصارات خلال الأشهر (الثقال) التي عايشها السودانيون بمناطق القتال أو في النزوح أو في الملاجئ الاختيارية..
شهدتُ معه جلستين فجلس الناس إليه مزهوين وهم يسألونه (سؤال الضهبان) والرجل يجيب وفق المتاح (والمباح) فلا تزال المعارك مستعرة..
مثّل الرجل بالنسبة لهم شاهد عيان وسامع آذان لبطولات الشهيد أيوب وإخوانه ولمصارع المرتزقة والعملاء وقد دفنوا بالجملة أمام بوابات السلاح فما بكت عليهم أرض ولا سماء.. أكاد أجزم أن معسكر أعداء القوات المسلحة خسر الكثير وراهن على (المستحيل) وارتمى ارتماءً رخيصاً في حضن العمالة والارتزاق والخيانة بموالاته للمليشيا ومن يقفون خلفها..
سيفعل السودانيون ما فعله أهل الدوحة من السودانيين بأبطال القوات المسلحة أينما حلوا وحيثما ذهبوا وسيفعل العكس تماماً بالمرتزقة عملاء السفارات وأبواق المليشيا السياسيين..
وليس هذا للأخ نصر الدين خاصة الذي حسبت وأنا أري بعض المواقف أنه (شيخ مبجّل) تفتح له الأبواب الموصدة (وتقبّل منه الأيادي).. نصر الله القوات المسلحة الباسلة ومن يقاتلون معها وأخزى شانئها من الجنجويد ومن شايعهم وعاونهم والله أكبر ولا نامت أعين الجبناء.
اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

زر الذهاب إلى الأعلى