أفادت مصادر موثوقة أن اتفاقاً سرياً تم إبرامه وأداء القسم عليه بواسطة قائد قوات الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو (حميدتي) ومسئولين في دولة جنوب السودان من أبناء منطقة أبيي (ينتمون إلى دينكا نقوك)، ونصّ على تسليم منطقة أبيي وكل المشيخات والحواكير التابعة لها إلى قبيلة دينكا نقوك بمجرد انتهاء الحرب، كما تم الاتفاق على أن يتولى فرانسيس دينق بعلاقاته الواسعة مع مراكز نفوذ أمريكية وأوروبية لجعل الدعم السريع الجيش القادم للسودان، بمساعدة مجموعات الضغط التي عملت مع دولة جنوب السودان عقب الانفصال.
وأكدت المصادر بحسب حقيقة السودان، أنه وعقب اكتمال الاتفاق السري الذي أبرمه حميدتي مع قيادات قبيلة دينكا نقوك خلال اللقاء الذي جمعه مع فرانسيس دينق ولوكا بيونق في العاصمة الكينية نيروبي مؤخراً، إلا أن الدعم السريع أرسل تاج التجاني، أحد قيادات التمرد من أبناء المسيرية لتهدئة الأوضاع في قبيلته عقب تسرب الخبر إلى إدارتها الأهلية، الشيء الذي عجل بزيارة قائد قوات الدعم السريع في مدينة الضعين للناظر بابو نمر في المجلد، لنفي الخبر وطمأنة أبناء المسيرية الذين يشكلون قوة ضاربة في قوات الدعم السريع حالياً.
وتفيد الأنباء الواردة من مناطق المجلد وأبيي أن غالب بطون قبيلة المسيرية وصلت إلى قناعة تامة بأن تسليم الفرق والوحدات العسكرية للجنجويد ألحق أضراراً بالغة بمناطقهم، كما حدث في كل المدن التي استلمها الجنجويد و عاثوا فيها فساداً وباتت تعاني من الجوع والفوضى وانعدام الأمن، علاوة على انعدام المواد البترولية والغذائية، الشيء الذي أدى إلى حدوث حالة من الغلاء الشديد، مما أدى بدوره إلى ارتفاع وتيرة الغضب على الإدارات الأهلية التي أعلنت انحيازها إلى الدعم السريع وتمردت على الدولة، وتسببت في توقف الضخ في معظم حقول البترول الموجودة في مناطق المسيرية وعلى رأسها حقول المجلد وشارف وهجليج وبليلة ونيم وكنار ودفرا،
سيما بعد أن أقدمت إدارة شركتي بتروانرجي وتو بي أوبكو، وشركات الخدمات، على وقف أعمالها وسحب منسوبيها من الحقول بعد دخول متمردي الدعم السريع إليها وإقدامهم على نهبها بالكامل، وفشلت مناشدات الأهالي في إقناع الشركات بإعادة المهندسين وبقية العاملين للحقول المذكورة، وتقع منطقة “بليلة” على بعد 55 كيلومتراً جنوب غرب الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان، ويوجد بالمنطقة حقل للنفط كان ينتج نحو 22 ألف برميل يوميا قبل اندلاع الحرب لكن الإنتاج تعطل خلال الشهور التسعة الماضية.