
أفادت مصادر دبلوماسية بأن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يستعد للتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو خلال أكتوبر الجاري، للمشاركة في القمة الروسية–العربية المقررة في 15 أكتوبر 2025، وسط تحركات تعكس تصعيداً استراتيجياً في علاقات الخرطوم وموسكو.
ووفق معلومات حصلت عليها “الراي السوداني”، من المنتظر أن يعقد البرهان لقاءً مغلقًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش القمة، في خطوة تمثل تحولًا لافتًا في مسار الشراكة بين البلدين، خاصة في مجالات الطاقة، التعدين، الزراعة، والدفاع.
السفير السوداني لدى روسيا، محمد الغزالي، أشار في تصريحات لوسائل إعلام روسية إلى أن الزيارة تُعد “محطة استراتيجية” لتوسيع النفوذ الاقتصادي السوداني، لاسيما عبر جذب استثمارات روسية نوعية في قطاع الذهب ومشاريع البنية التحتية، في ظل حاجة الخرطوم الماسة إلى دعم اقتصادي يعزز استقرارها الداخلي.
البرهان، الذي يقود البلاد في ظل حرب ممتدة منذ ثلاث سنوات، يسعى من خلال هذه المشاركة إلى ترسيخ حضوره في المشهد الدولي، وفتح قنوات دعم جديدة، خصوصًا مع تزايد الاهتمام الدولي بأمن البحر الأحمر وممراته الحيوية، إضافة إلى الأوضاع المتقلبة في منطقة القرن الأفريقي.
وتوقعت مصادر روسية أن تشمل الزيارة لقاءات رفيعة مع مسؤولين في وزارة الدفاع والطاقة الروسية، حيث سيجري بحث ملفات التعاون الفني والعسكري، إضافة إلى مناقشة التطورات الإقليمية ذات الأولوية لدى الجانبين، ما يعكس رغبة متبادلة في بناء تحالفات طويلة الأمد في منطقة تشهد تنافسًا متسارعًا بين القوى الكبرى.
تأتي هذه التحركات في لحظة سياسية حساسة للسودان، حيث تخوض سلطاته صراعًا مفتوحًا على عدة جبهات، وتسعى إلى إعادة التموضع الجيوسياسي عبر تنويع شراكاتها بعيدًا عن المحاور التقليدية، في ظل تغير موازين القوى الدولية وعودة موسكو بقوة إلى خارطة النفوذ في إفريقيا.









