متابعات-الراي السوداني-في تطور لافت يكشف عن عمق التصدعات داخل مليشيا الدعم السريع، خرج القائد الميداني المعروف بلقب “السافنا” بتصريحات تعكس حالة من الانهيار المتسارع وسط صفوف التمرد، خاصة في ما يتعلق بالإهمال الذي يعانيه الجرحى والمقاتلون في الميدان.
ففي تسجيل صوتي نُسب إليه، أبدى “السافنا” امتعاضه الشديد من قيادة المليشيا التي قال إنها لم تقدم له حتى أدنى مقومات الرعاية بعد إصابته، مشيرًا إلى أن القيادة لم تهتم به رغم إصابته في المعارك. وأضاف متهكمًا: “كما عندك حق علاج امشي بيتكم.. ماتعشم في حاجة”. بل ذهب أبعد من ذلك حين وصف الموقف بقوله: “جزانا في النهاية؟ دي آخرتنا؟”، في تعبير عن مرارة الخذلان التي يشعر بها.
تصريحات “السافنا” لم تكن مجرد تململ عابر، بل بدت كمحاولة لفتح نافذة للخروج من مستنقع الحرب، بل وربما التمهيد للانشقاق أو إعادة التموضع في خندق آخر مع راجحي النصر. بلاغته الساخرة في التشبيه بين “المعركة والسجن” وبين “مراة الفكي المجبرة على الصلاة”، عكست وضعية إجبار المقاتلين على البقاء في صفوف تنهار أخلاقيًا وإنسانيًا.
ما قاله “السافنا” لا يعبر فقط عن فرد، بل ربما يمثل صوتًا لجوقة مكتومة داخل هذه المليشيا، تشعر بأن خديعة “الذهب والسلطة” بدأت تتبخر في دخان الهزائم والتخلي.