اخبار السودانمقالات

رحمة عبدالمنعم يكتب.. الحكومة الموازية.. رفض دولي قاطع

تابعنا على واتساب

للحقيقة لسان

رحمة عبدالمنعم

الحكومة الموازية.. رفض دولي قاطع

لم يكن إعلان مليشيا الدعم السريع المتمردة عن تشكيل حكومة موازية في السودان سوى خطوة عبثية أخرى في سجل مغامراتها الفاشلة، التي سرعان ما اصطدمت بجدار الرفض الدولي القاطع، فقد جاء الموقف الحاسم من الاتحاد الأفريقي الذي أكد في اجتماعه رقم 1264 عدم اعترافه بأي كيان سياسي يسعى لحكم أجزاء من السودان، محذراً من خطورة مثل هذه التحركات على وحدة البلاد وسلامة أراضيها، ولم يكن الاتحاد وحده في هذا الموقف، إذ سارعت دول مؤثرة مثل مصر، السعودية، الكويت، قطر وتركيا إلى رفض هذه المهزلة السياسية، مجددة تأكيدها على دعمها لوحدة السودان وشرعية مؤسساته.

ورغم هذا الرفض الواسع، فإن قادة المليشيا لا يزالون يتوهمون أنهم قادرون على فرض واقع سياسي جديد عبر شراء الولاءات الرخيصة وتجنيد وجوه سياسية مستهلكة لا تملك من أمرها شيئًا ،فها هو عبد العزيز الحلو، زعيم الحركة الشعبية جناح “الاسترزاق”، يقف في طابور الوهم، آملاً أن يكون له نصيب في هذا المشروع الفاشل، وإلى جانبه، نجد طيفًا متنوعاً من الشخصيات التي لا يجمع بينها سوى فقدان التأثير والبحث عن أدوار في مسرحية بائسة، بدءًا من برمة ناصر، الذي لم يجد حتى حزبه مبرراً للإبقاء عليه، مروراً بسليمان صندل والهادي إدريس، اللذين باتا مجرد أدوات في يد المليشيا، وصولًا إلى إبراهيم الميرغني، الذي يبدو أنه لا يزال يبحث عن ميراث سياسي في زمن انتهت فيه وراثة الأحزاب ،أما نشطاء “السوشيال ميديا” العاطلون عن أي قيمة حقيقية، من أمثال سندالة وأحمد الضي، فلا يعدو دورهم سوى الضجيج الفارغ الذي لا يغير شيئاً في الواقع.

وما يثير السخرية أكثر هو أن هؤلاء الذين نصّبوا أنفسهم أوصياء على السودان، لم يقدموا طوال مسيرتهم سوى الشعارات الجوفاء والمتاجرة السياسية، دون أي مشروع وطني حقيقي، فهم لم يجرؤوا يوماً على مواجهة المليشيا حينما كانت ترتكب الجرائم بحق المدنيين، ولم ينحازوا لمبادئ الدولة، بل ظلوا يبحثون عن أي فرصة للارتزاق السياسي، حتى لو كان الثمن تقسيم السودان وتمزيقه لصالح مشروع المليشيا الإجرامي،إنهم مجرد كومبارس في مشهد بائس، لا تأثير لهم سوى ترديد ما يُملى عليهم من غرف عمليات المليشيا.

إن محاولات المليشيا لصناعة شرعية زائفة عبر استقطاب شخصيات فقدت كل رصيدها السياسي والاجتماعي، ليست سوى استمرار لنهجها القائم على الفوضى والاستيلاء بالقوة، وهو نهج لم يحقق لها سوى العزلة الدولية والسقوط المدوي أمام الإرادة السودانية الحقيقية، فكما سقطت رهاناتها العسكرية أمام صمود الجيش، فإن محاولاتها السياسية مصيرها ذات الفشل، إذ لا شرعية إلا شرعية الدولة، ولا مستقبل إلا لمن يحترم إرادة السودانيين وسيادة بلدهم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى