رحمة عبدالمنعم.. الملتقى المصري السوداني..انطلاقة نحو الإعمار
متابعات - الراي السوداني
للحقيقة لسان
رحمة عبدالمنعم
الملتقى المصري السوداني..انطلاقة نحو الإعمار
كنت من المحظوظين بحضور الملتقى المصري السوداني الأول لرجال الأعمال، والذي انعقد نهار أمس السبت بفندق تريومف بالتجمع الخامس تحت شعار “إعادة إعمار وأمن غذائي مشترك” ،كان الملتقى أكثر من رائع، ليس فقط من حيث التنظيم الراقي، بل أيضًا من حيث عمق النقاشات والرؤى، والتي حملت طموحات كبيرة لتعزيز التعاون بين مصر والسودان في مجالات حيوية تمس احتياجات الشعبين
لقد جاء الملتقى في وقت يحتاج فيه السودان إلى جهود جبارة لإعادة البناء والتعافي من تداعيات الحرب، وكانت النقاشات تركز على الفرص الاستثمارية الكبيرة التي يقدمها السودان، والتي تمثل نافذة أمل لإعادة إعمار البلاد ،السودان بثرواته الزراعية الهائلة وموارده الطبيعية غير المستغلة، أصبح وجهة مثالية للاستثمار،وقد تحدث رجال الأعمال المصريون بحماس عن الإمكانيات الهائلة في السودان، معربين عن التزامهم بالعمل الجاد لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة
أبرز ما ميز الملتقى هو الرؤية الواضحة لمستقبل التعاون الاقتصادي بين البلدين،السودان يمتلك كل مقومات النجاح، سواء من حيث الأراضي الزراعية الخصبة، أو الثروات المعدنية، أو الموارد البشرية، وقد ركزت النقاشات على ضرورة ترجمة هذه الإمكانيات إلى مشاريع ملموسة تخدم البلدين، كان حديث رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس عن الإمكانيات السياحية والزراعية في السودان صادقًا ومعبرًا، إذ أكد على أهمية تحويل الأفكار إلى أفعال تحقق الفائدة المرجوة
وفي السياق ذاته، أثنى ممثل رجال الأعمال المصريين أحمد السويدي على العلاقات المتينة بين مصر والسودان، مشددًا على أن نجاح مشروعات إعادة الإعمار يتطلب شراكات قوية وخططًا واضحة تدعم الاستثمارات المشتركة. وقد اتفق الجميع على أن التحديات التي تواجه السودان يمكن تجاوزها من خلال التعاون الوثيق بين القطاعين العام والخاص في البلدين
لا يمكن الحديث عن نجاح هذا الملتقى دون الإشادة بالدور البارز الذي لعبته الشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة،لقد كانت هذه الشركة نموذجًا حقيقيًا للشراكة الناجحة، حيث قدمت مثالًا يحتذى به في تنظيم الفعاليات التي تعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ،الجهود الكبيرة التي بذلتها الإدارة العليا للشركة عكست رؤية واضحة وحرصًا صادقًا على تحقيق أهداف الملتقى، نجاح هذا الحدث كان شهادة حقيقية على قدرتها على تقديم مبادرات تخدم المصالح المشتركة لشعبي مصر والسودان
الملتقى المصري السوداني الأول لرجال الأعمال لم يكن مجرد حدث اقتصادي عابر، بل كان خطوة مهمة نحو بناء مستقبل مشترك يقوم على التعاون والتكامل، السودان هو المستفيد الأكبر من هذا التعاون، حيث يفتح الملتقى آفاقًا واسعة لإعادة إعمار البلاد واستثمار مواردها الطبيعية لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، لقد كان هذا الملتقى رسالة أمل بأن الشراكات الاقتصادية يمكن أن تكون أداة فعالة لإعادة البناء وتحقيق السلام والاستقرار
غادرت الحدث وأنا مليء بالتفاؤل بأن ما شهدناه أمس سيكون بداية لتحولات إيجابية كبيرة ،إنني أتوجه بالشكر لكل من ساهم في نجاح هذا الملتقى، وأتمنى أن نرى ثمار هذه الجهود قريبًا في صورة مشاريع حقيقية تعود بالنفع على البلدين الشقيقين.