إذا فازت كمالا هاريس كان متوقعا أن يشعل دونالد ترمب الأمور بما يعمق الانقسامات الداخلية وهذا في صالح كبح جماح الدولة المهيمنة ولو قليلا، عموما فوز ترمب من ناحية استراتيجية مفضل فالرجل أقرب للقومية الاقتصادية وتعتبر سياساته مصدر قلق واضطراب لمعتقدات وتقاليد النظام الرأسمالي النيوليبرالي بما يزيد التناقضات، هو فج واقتحامي ومكشوف.
بشكل عام فإن الإدارة والدولة العميقة سيستمران في سياساتهما الخارحية ضمن ذات المسار لحد كبير، بالنسبة لنا في السودان لن تحدث تغيرات كبيرة فلسنا بالملف المهم مثل حرب روسيا والموقف من الصين وحرب غزة، علينا ستستمر سياسات المحور الإقليمي (إمارات وصهاينة) شركاء الأمريكان وهي ضدنا كما هو واضح.
هناك مساحة فعالة للمناورة والعمل والمقاومة في عالم تستحيل إدارته من قطب واحد، في عالم اليوم توجد هذه المساحة لكن ما يضعف قدرتنا على استغلالها هو الحرب الداخلية وتعميق الصراعات الذي تتسبب فيه الامبريالية نفسها من خلال أذرعها وعملائها، هي استراتيجية للنزاعات ونشر الحروب وإضعاف الدول وقد نلنا منها نصيب كبير،
العملاء عندنا موجودون والذين يدورن في فلك الغرب والصهاينة كثر، لذا فإن النضال الوطني والتحرر الوطني وبناء السيادة الوطنية للدولة هو اليوم موقف كلي من الامبريالية، ويقع بداهة على النقيض من سياسات الغرب نحونا.
هشام الشواني