ظهر قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الخميس الماضي، في كلمة مسجلة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، للرد على الأنباء التي تحدثت عن مقتله، خلال الحرب الدائرة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي.
وقال حميدتي في كلمته، إن “الحرب أشعلها النظام السابق الذي انتفض ضده الشعب”، مؤكدا أن قواته على استعداد تام لوقف إطلاق النار والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.
ودعا حميدتي إلى تأسيس جيش سوداني جديد “لبناء مؤسسة عسكرية مهنية تنأى بنفسها عن السياسة وتحمي الدستور والنظام الديمقراطي”، حسب تعبيره.
وأوضح أن الحرب سببت دمارًا “لم يسبق له مثيل” في السودان، لا سيما الخرطوم، وأحدثت أزمة إنسانية في دارفور، لافتا إلى أن فريقه انخرط “بصدق” في المفاوضات التي استضافتها السعودية في جدة، وطرح رؤية لإيقاف الحرب.
من جهته، انتقد رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قوات الدعم السريع والرسالة التي وجهها قائدها حميدتي للجمعية العامة للأمم المتحدة، واصفا تلويح الأخير بإنشاء حكومة منفصلة بأنها مخصصة “للاستهلاك الإعلامي”.
وقال البرهان في مقابلة تلفزيونية، لدى سؤاله عن رسالة حميدتي، إنه “لا يستمع إلى أحاديث لا يعلم مصدرها، خاصة وأن هذه القوات تحارب وقتلت المواطنين في الجنينة والخرطوم ونهبت ممتلكاتهم واغتصبت نساءهم واستولت على سياراتهم ومقتنياتهم”.
ودعا البرهان في حديثه، خلال تواجده في نيويورك، حيث ألقى كلمة في الأمم المتحدة، المجتمع الدولي إلى تصنيف قوات الدعم السريع “منظمة إرهابية”.
ونفى الاتهامات التي وجهت للجيش السوداني بارتكابه أي انتهاكات بحق المدنيين، مشيرا إلى أن “القوات السودانية تتمركز في أماكن محددة ولا تهاجم، وهي تدافع عن نفسها، وهو أمر معلوم للجميع”.
وكان حافظ الزين، مستشار قائد قوات الدعم السريع، قد قال مؤخرا، إن الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” يقود المعارك بنفسه في أم درمان وبحري والخرطوم.
ونفى الزين خلال تصريحات متلفزة، ما يتردد حول وفاة قائد قوات الدعم السريع أو إصابته، كما نفى أيضا ما يتردد عن وفاة أو إصابة القائد الثاني للقوات، الفريق عبد الرحيم دقلو، مؤكدًا أنه يتنقل بين القوات لقيادة المعارك.
وتتواصل، منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من أنحاء السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
واتفق طرفا النزاع مرات عدة على وقف لإطلاق النار، لكن لم يتم الالتزام به.
واتضحت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني، وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، للعلن، بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمردًا ضد الدولة.