أفادت معلومات كشفها هاني إبراهيم، الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، أن التراجع الملحوظ في مخزون المياه بحوض تهدئة مفيض سد النهضة الإثيوبي خلال الأيام الأخيرة يعود إلى خضوع الحوض لأعمال صيانة وتدعيمات فنية متكررة.
وأوضح إبراهيم، عبر حسابه على منصة “إكس”، أن الانخفاض مقارنة بمستويات المياه في سد النهضة قبل نحو عشرة أيام يرتبط بإجراءات تتعلق بتثبيت التربة، التي تتأثر بشكل مباشر باندفاع كميات ضخمة من المياه أثناء تشغيل المفيض، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال سبق تنفيذها العام الماضي، ومن المتوقع تكرارها هذا العام أيضًا.
وأكد الباحث أن تكرار عمليات الصيانة يعكس، بحسب تقديره، غياب دراسات هندسية كافية لـ سد النهضة، لافتًا إلى أن بحيرة سد النهضة تشهد حاليًا تراجعًا نوعيًا في منسوب المياه يقدَّر بنحو 638 مترًا فوق مستوى سطح البحر، بسعة تخزين تقارب 70 مليار متر مكعب في المتوسط.
وأشار إبراهيم إلى أن تشغيل السد يقتصر حاليًا على عدد محدود من التوربينات، يتراوح بين 5 إلى 6 توربينات من أصل 13 توربينًا، بينما يقدَّر معدل التدفق اليومي للمياه ما بين 150 إلى 175 مليون متر مكعب، اعتمادًا على مقارنات مناسيب النهر، موضحًا أن قدرة التوربين الواحد لا تتجاوز 28 مليون متر مكعب يوميًا في أقصى حالاتها.
وبيّن أن وظيفة حوض التهدئة تتمثل في تقليل قوة اندفاع المياه باتجاه مجرى النهر أثناء تشغيل المفيض، حيث تسقط المياه من ارتفاع يتراوح بين 125 و140 مترًا، وهو ما يفرض ضغوطًا كبيرة على أرضية الحوض والتربة المحيطة.
واختتم الباحث توضيحاته بالإشارة إلى أن أقصى منسوب لبحيرة سد النهضة يبلغ 640 مترًا فوق مستوى سطح البحر، بينما يبدأ تشغيل المفيض عند منسوب 625 مترًا، في حين يبلغ منسوب النهر نحو 500 متر، محذرًا من تداعيات فنية محتملة في حال استمرار هذه الإشكالات دون معالجة جذرية.









