السودان اليوم:
نزاع قبلي مُسْلّح بولاية كسلا بين البني عامر والنوبة وآخر بجنوب دارفور بين الرزيقات والفلّاته وثالث بجنوب كردفان بكادقلي وإغتيال طالب خلوة قرآن بعد بابكر وقريتين بالجزيرة يُنقلُ عنهما حمل السلاح الأبيض ضد بعضهُما وبالأمس القريب كان يجمعهُما سُوق الجُمعة وصحن الفول وفنجال القهوة فما الذي يحدث بالسودان والي أين يسير الوطن؟ أرسلوا قوة هُناك لضبط الأمن ثم أعيدُوها لتذهب الي هُناك قبل أن تلتقط أنفاسها فهل سيترُك الناس الحديث عن الإقتصاد قريباً ليتحدثوا عن الأمن ؟ الذين كانوا يُراهنون علي أننا بعيدون عن الإقتتال الطائفي والعرقي بأخلاقنا وموروثاتنا وإستبعدوا عنّا النموذج الليبي واليمني أين هُم؟ او لا يزحفُ الوطن يوماً بعد يومٍ الي ذات المصير الأسود؟ فمن يا تُري يقف وراء كل هذه الحرائق؟ بلا مُقدمات يُعلن لك الحزب الجمهوري أنه تلقي تهديداً بالإغتيالات وحرق مقره بأم درمان! اليس هذا هو الزيت الذي يُرادُ له أن يُشعل كسلا و كادقلي ؟ ويُصب هُنا بأم درمان ؟ تقدم بشكواك للدولة بدلاً من هذه البيانات الراجفة وسيأتوك بمن يُهددهُ أمنك يقلق نومك فلماذا البيان أصلاً الذي ما قُصد منه إلا إثارة البلبلة وسط الرأي العام . وزير الصحّة أكرم (باشا) يُحدثنا قبل أيام أن الدولة العميقة هي من يقف وراء أحداث كسلا يا اخي (شوف حُقنك وكماماتك) ودع هذا الكلام لمن يحقُ لهم الحديث عن القضايا الجنائية من الجهات العدلية والنيابة والأمن والشرطة ! حالة من الإرباك السياسي والأمني تسود الساحة السودانية بصورة لا تُبشِر بخير .
الدعم السريع يحتسب تسعة من قواته بأحداث كادقلي ويتهم جهات لم يُسمِهْا بإثارة الفتنة وتسعي لإخراج قواته عن العاصمة بإفتعال الحرائق هُنا وهُناك ويتوعد بكشفها قريباً ، السيادي والوزراء يتناطحان حول أداء وزير ثم يجتمعان بوساطة عُقلاء لم يُسمهم الخبر بأن لا يتناولا القضايا الخلافية بينهُما عبد الإعلام ، وزير الصحة (شغال) داحس والغبراء بوزارته إطاحة وتعينات و(الشيوعي) يتوعد بالخروج الي الشارع إذا مُسْت شعرة من وزيرهُ المُدلل (أكرم) و يُصر على نجاحة و خلية التلميع الالكتروني بجنوب الخُرطثوم (تشتغل) وتُغني لأكرم و أعدُوا له مقاطع فيديو يُرددُها (القطيع) ! و كأن الوضع الصحي عال العال ومُستشفياتنا مُفتّحةٌ أبوابها
لذا سيفعلوا المُستحيل من أجل البقاء في وزارة الصحة ولو يموت الناسُ في الطُرُقات كما يستبسل الجمهوريون حالياً عبر (سفيههم) القراي للبقاء في المناهج ومفاصل وزارة التربية .
نعم هُناك مُحاصصة تمْت بموجب الوثيقة الدستورية (2) غير المُعلنه والتي بموجبها كانت وزارة الصحة للحزب الشيوعي ولكن اثبت هذا الحزب (العجُوز) إفتقاره للكفاءات وظل يُكابر منذ بداية الجائحة يدافع عن وزيره الفاشل من مبدأ (حقّتنا) و لكن لإفتقاره للبديل فكان عليه أن يُعلي من قيمة أدب الإستقالة التي ظلّ (ينبح) بها أيام الإنقاذ فلم لا يكون قُدوة لتأصيل هذا الإرث العظيم في الخدمة المدنية بإستقالة وزيره أكرم ! لماذا صعُب عليهم مُغادرة الوزارة؟
في ظل هذا الوضع المأزوم الذي (برأيي) لن يحتمل عامين آخرين فأمام (قحت) إما أن تُعيد تشكيل حُكومتها بوزراء ذوي كفاءات وطنية بعيداً عن المُحاصصة وهذا قد لا يُعجب قطاع عريض من مكونها الداخلي أو أن تُنهي الفترة الإنتقالية قبل أجلها خلال عام أو ستة أشهر وتدعو لإنتخابات مُبكرة وهذا ما تتحاشاهُ كل أحزاب اليسار لخوفها من صندوق الإنتخابات. أو أن تستمر كأضعف حكومة إنتقالية عرفها السودان في تاريخه تورثه المزيد من الفقر والمرض والتخلف وهذا بالطبع قد يؤدي لفتح شهية بعض المغامرين من القوات المسلحة للقيام بإنقلاب عسكري بلغي كل ما جاءت به (قحت) بجرّة قلم وتاريخنا السياسي لا يحتاج لمزيد عناء من التحليل ، فما زلنا ومنذ الإستقلال نتأرجح بين حُكومة عسكر ثُمّ ثورة شعبية تُطيحُ بها ثُمّ حُكومة إنتقالية تُمارس ذات هذا التشاكُس بإستثناء فترة سوار الذهب ثُمّ حُكومة مُنتخبة يُمارس فيها الفساد والأهمال الإقتصادي في أبشع صورة ثم ينقضُ عليها العساكر مرّة أُخري وهكذا . ولم يُخلّ بهذه الدائرة إلا رئيس الوزراء عبد الله خليل من حزب الأمّة الذي سلّمها بمحض إرادته للفريق إبراهيم عبود بليلٍ من العام 1958م عندما تفاقمت الخلافات بين مكونات الحُكومة الإنتقاليه ويئس الرجُلُ من الإصلاح ومهما إختلف الناسُ حوله فقد وضع حدّا (الهرجلة) السياسية آنذاك فكان عظيماً في نظر الكثيرين بينما يعيبُ عليه آخرون ركونه للعسكر فإستمر عبود يحكُم حتي أكتوبر 1964م ليدور المشهد السياسي دورةً أخري بثورة أكتوبر .
قبُل ما أنسي :ـــــ
احزاب (الكرافتات) و(الفُلّ سُتْ) أديهم الكلام بالأمس السيّد/ محمد عصمت رئيس الحزب الإتحادي المُوَحْد (سمعتُم به)؟ يُطالب الأجهزة الأمنية بحفظ الأمن بحكم مسؤليتها الدستورية والقانونية ويتهم ما أسمها ب (الأصابع الخبيثة) بإثارة الفتن القبليه !! طيب أين دورك إنت يا فالح كحزب في رتق النسيج الإجتماعي و مبادراتكم المجتمعية ! أخرجوا من الخرطوم يا سيدي أقيموا الندوات و وعوا الناس وقدموا طرحكم الحزبي وساهموا في إستقرار الوطن (قال مَسْؤلية عساكر قال!)
The post العساكر … (بالطريقة دي حا يستلمُوها).. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.