في التاسعة من مساء أمس الجمعة 11 سبتمبر، فتحت وسائل الاعلام القطرية المرئية والمسموعة صنابير الخير والتكاتف الإنساني تحت شعار “سالمة يا سودان”، وهي حملة ظلت الصحف القطرية تروج لها على طوال خمسة أيام؛ وعلى مدى ساعتين جلس إعلاميون قطريون على الشاشات يحثون الناس على التبرع لمنكوبي الفيضان في السودان وتدفقت الأموال بقوة توازي قوة اندفاع المياه التي تسببت في النكبة، حتى وصلت الى 25 مليون دولار.
خلال الدقائق ال15 الأولى بلغت التبرعات 8 ملايين ريال، ودخل أمير قطر الشيخ تميم على الخط وقدم 50 مليون ريال، وبعدها بدأ الصعود العمودي للتبرعات، وبينما كانت معظم التبرعات بعشرات ومئات الآلاف، فجّر دموعي على نحو خاص تبرع طفلة ب250 ريال وأخرى ب500 ريال، وما قالت الطفلتان: هذا قليل وغيرنا يقدم الآلاف المؤلفة؛ بل جادتا بما عندهما من قليل، جزاهم خيرا الكريم الرحيم الجليل.
وقبل كل هذا كانت جمعية الهلال الأحمر القطري قد وصلت الى السودان حاملة أطنانا من مواد الإيواء والإغاثة، بقيادة أمينها العام السفير علي الحمادي، وهو قطري الهوية سوداني الهوى، بينما توزعت فرق جمعية قطر الخيرية على رقاع السودان المختلفة مقدمة الغذاء والدواء، ويوم الخميس المقبل ستقوم الجمعية بنقل مائة طن من مواد الإغاثة الى السودان، وتعمل بموازاة ذلك على انشاء مراكز صحية ثابتة ومتنقلة في المناطق التي تضررت من الفيضان، وجمعية قطر الخيرية هي التي رعت حملة “أيدينا “للبلد التي دشنتها روابط المهنيين السودانيين في قطر لمساعدة السودان لمواجهة خطر الكورونا، والتي أسفرت عن دعم وزارة الصحة السودانية بمعينات قيمتها ,2,500,000 ريال.
ومنذ اليوم الأول لكارثة الفيضان شكل سودانيو قطر مجموعة “فيض العطاء” لمساعدة منكوبي السيول، وتعمل المجموعة بجد وكد لجمع كل ما يخفف وقع المصاب على أهلنا، و”عجبوني” بنات وأولاد بلدنا وهم يعملون نحو 12 ساعة يوميا لتصنيف أطنان الملبوسات والأغطية ومواد الإغاثة التي تراكمت في المركز الثقافي السوداني في الدوحة، حتى عجزت قاعة المركز على اتساعها في استقبال المزيد منها، وشكرا لتاركو وبدر للطيران اللتين تبرعتا بتوصيل كل ما يتم جمعه من مواد إغاثة في الدوحة.
شكرا قطر حكومة وشعبا: فردا فردا، وشكرا لفرسان الكلم والقلم في قطر فقد قادوا الحملة بكفاءة وهمة وعزيمة وحب صادق لأهلنا في السودان، وما زال باب التبرع مفتوحا في سياق مبادرة سالمة يا سودان وبلغني صباح اليوم ان جملة التبرعات ارتفعت خلال الساعات القليلة الماضية الى 100 مليون ريال.
المحن تكشف معادن الناس، وبالأمس توهج معدن أهل قطر، وانعكس ضياء في وجوه المكلومين بنكبة الفيضيان
جعفر عباس