السودان اليوم:
ليس جديدا الوقوف السعودي الواضح مع العدو الصهيوني في حربه على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، وليس جديدا التماهى مع الادارة الامريكية فى خطتها لتصفية القضية الفلسطينية وحمل الاخرين قسرا على كل من يقف بوجه امريكا والعدو الصهيونى لينضم الى قطار التطبيع ، أو لا اقل يوقف اعتراضه عليه ، فالرياض قد اختارت ان تقف بوجه حركات المقاومة وفصائلها ، وتلعب دورا لصالح العدو الصهيونى ، وابرز مظاهر ذلك حبس قادة من حماس فى السعودية بتهمة جمع تبرعات لصالح المقاومة فى قطاع غزة المحاصر ، وهذه الخطوة السعودية تعنى الاسهام فى التضييق على الشعب الفلسطينى بما يلتقى مع سياسة العدو الاسرائيلى الذى يحاصر الفلسطينيين ويضيق عليهم ، وهذه حركات المقاومة وفصائلها تتعرض لشيطنة الرياض التى تصنف الواقفين بوجه اسرائيل كارهابيين وبهذا تخدم العدو.
وبعد الاعلان مؤخرا عن توقيع الأمارات ل #اتفاق_العار والذل مع اسرائيل خرجت العديد من مدن ومناطق العالم تهتف ضد التطبيع وتعترض على المطبعين ، ومن بين هذه المدن بالطبع مدن فلسطين المحتلة التى مازالت تخرج محتجة على طعنة الاشقاء لهم فى الظهر ، وماسببوه لهم من اذى ، ومن الطبيعى ان يتظاهر الاحرار وخاصة اهل فلسطين ضد من يسعى الى تضييع قضيتهم وطمس هويتهم ، لكن ليس من الطبيعى ان يقف بعض المطبعين ضد الفلسطينيين وهم يعبرون عن رأيهم ، وليس هذا فحسب وانما تصل الدائرة الى ان يتم تهديد الفلسطينيين بايقاف المساعدات لهم ان لم يوقفوا احتجاجهم على خطوة الأمارات .
فقد كشفت بعض وسائل الإعلام عن فحوى رسالة تحذيرية غير معتادة وجهها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، تحذره فيها من
ردود الفعل المفرطة على إقامة علاقات بين الإمارات وإسرائيل وإن ذلك قد يؤدى الى إعادة الرياض النظر فى استمرار دعمها للفلسطينيين.
التحذير السعودي للسلطة الفلسطينية جاء بعد مظاهرة ضد الإمارات في المسجد الأقصى قبل يومين ، وتزامنا مع الرسالة السعودية لابى مازن وصلته اخرى مماثلة من الاردن توبخه فيها على تنظيمه مظاهرات في الحرم القدسي وتحذره من مآلات ذلك ، وامكانية توقف الدعم المادى خاصة ذلك الذى تقدمه بعض الدول الخليجية للفلسطينيين وفى مقدمتها السعودية والامارات.
من جهة اخرى يقود السيد محمد دحلان جهودا كبيرة تهدف لمنع الإساءة إلى دولة الإمارات وقادتها في أعقاب الاتفاق مع إسرائيل.
ان هذه الضغوط العربية تريد من أهل فلسطين ان يفهموا ان تقديم العون لهم مربوط بموقفهم من التطبيع والمطبعين وهنا مكمن الخطر اذ انه يعنى ان هؤلاء الداعمين الذين يشترطون عدم الاعتراض على التطبيع لاستمرار دعمهم انما يقفون الى جوار العدو ضد ابناء امتهم.
The post تحذيرات عربية لرام الله من انتقاد الامارات.. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.