السودان اليوم:
عزيزتي إثيوبيا أغلقي البوابات مجدداً
يوم أمس سافرت الى ولاية الجزيرة في زيارة عمل ، و على طول الطريق بدا واضحاً أن الامطار قد أرغت و أزبدت ، وأقامت حفلات ليل راقصة و مجنونة ، وحولت المساحات على الطريق من الجانبين الى احواض سباحة أولمبية بمواصفات سودانية بحتة .
حين وصلنا الى منطقة الباقير وجدنا ان النيل قرر أن يقطع شارع الأسفلت نحو الضفة الأخرى، النيل وصل الى تخوم المنطقة وحاصر المنازل بالكامل وشاركهم تناول الخضروات والجلوس الى مائدة الطعام
غرق واضح وحصار للمباني و فيضان أغرق المزارع و عطل حركة الحياة ، النيل لم يكتف بالدخول فقط الى حرم الحلة بل أدخل رجله اليمنى في المتاجر والمحال التجارية .
بعض الصغار كانوا يسبحون في مياه النيل والتي يفترض أنها ساحة لعب لكرة القدم ، و يعلقون ملابسهم على العراضات والتي يفترض أنها عراضات المرمى ، وحده النيل القادر على تغيير النشاط في الوطن من كرة قدم الى سباحة .
غير بعيد من منطقة الباقير ظهرت منطقة الجديد الثورة الأخرى وقد قرر النيل ان تنال حظاً آخر من مباغتته ومفاجآته غير السارة.
منطقة المسعودية أيضاً لم يبخل عليها النيل بعطائه فأمطرها بوابل من المياه جعل خطر الماء والكهرباء قائماً في لعنة الإصابة بالصواعق الكهربائية .
الآن وليس غداً على الحكومة ان تتخذ خطوات عملية وواضحة وسريعة لحفظ حياة المواطنين وإنقاذ ممتلكاتهم. وتقديم يد العون لهم .
البيئة مؤاتية لكل السيناريوهات السيئة من غرق وهدم وتلف وفقدان للارواح وانتشار للامراض .
الآن على الحكومة ان تطالب اثيوبيا و فوراً بضرورة إغلاق بوابات السد لحجز هذه المياه التي لن ننال من تدفقها سوى المزيد من الإغراق والتدمير .
النيل هذه الأيام يثور بعنفوان كبير ويجرف كل ما في طريقه ولا سبيل لكبح جماحه سوى بأن تساعدنا العزيزة اثيوبيا بإغلاق بوابات السد .
خارج السور :
أدركوا مدن وقرى الجزيرة و تحركوا لإيجاد خطط إسعافية سريعة ، فالمواطنون لن ينتظروا و كذلك النيل
و برضو
حلايب سودانية
The post سلسلة ضربت ليك بالغلط (١٣).. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.