غير مصنف 2

مهند أوعاك تسافر.. بقلم سهير عبد الرحيم

السودان اليوم:
يوم أمس كان يوماً من الجحيم وقطعة من الألم وفيضاناً من الأسى.. كان يوماً عالمياً للبكاء وبوابة مشرعة من الدموع لا تغلق أبوابها.
يوم أمس كان للموت اسم آخر وكان الوجع حاضراً على كل افراد القبيلة الحمراء، وعلى كل أصدقاء العصافير وكل أنفاس الأزهار، وعلى كل دفاتر الموسيقى وذاكرة الخيول على المساطب الشعبية وعلى مدرجات الرد كاسل وكل من يحب الخير والحق والجمال.
يوم أمس انطلقت شائعة مشؤومة قاتلة من تلفون إحدهم لتحيل نهار الجمعة الى جحيم لا يطاق وسلسلة من النواح والبكاء الممتد من الخرطوم الى دوحة قطر.
مطلقو الشائعات هذه الأيام لا يعلمون أنهم حين يكتبون مات الفنان فلان والدكتور فلان والموسيقي فلان والأديب فلان، أنهم إنما يغتالون أرواحهم هم، لأن الأسماء العظيمة والأرواح النادرة باقية وحية ترزق في عقولنا وقلوبنا.
يوم أمس سرت شائعة بغيضة بموت الفتى الأسمر احدى ركائز نادي المريخ والدينمو المحرك للنادي مهند (الولد الجنينة)، والعمود الفقري لنادي الفروسية ولأرواحنا الخاملة واحلامنا الموءودة ونفوسنا الميتة سريرياً.
هل يشعر مطلقو الشائعات بالسعادة لرؤية سرادق العزاء والأيدي وهي مرفوعة ومفتوحة الى أعلى في وضعية الفاتحة.
لم يكن مطلق الشائعة يحتاج الى استفتاء على حب مهند.. فمن لا يحب مهند.. من لا يدعو له ليل نهار من، وعلى امتداد الخرطوم جوبا نيروبي أديس ابابا لم يرافقه ويتقاسم معه الضحكة والود.
مهند تعرفه جماهير كرة القدم والاعلام والفروسية، وهنا معكم قناة الـ (بي بي سي)، مهند يعرفه الأطفال والعجزة وفاقدو السند .
مهند تعرفه ابتسامته التي تسبق يده للمصافحة، مهند الأريحية والمبادرات الوطنية، مهند التحضير للمباريات، مهند التمارين، مهند تسجيلات اللاعبين، مهند التشجيع من على المساطب، مهند التكريم والدروع، مهند الجمعية العمومية، مهند حب وعشق النجمة الذي لا ينتهي.
مهند جواد الفروسية، ومسرج عين القصيدة، مهند حب الخيول وتدريبها ومداواتها.. مهند يتعثر مع كل كبوة جواد، ويبكي لكل فرس لا يدرك الفوز في اللفة الأخيرة، ويصرخ ويهلل بفرح طفولي لكل هدف مريخي، ويبتسم مع كل شفاء لمريض سعى وجمع الأموال لعلاجه.
خارج السور:
مهند.. ما قلت راجع .. كل العصافير والخيول والورود في انتظارك.

The post مهند أوعاك تسافر.. بقلم سهير عبد الرحيم appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى