السودان اليوم:
(1)
أولاً نريد أن نثبت (ولو بصباع أمير)على انفسنا بأن هذا المقال يعرض خارج الحلبة ويُغرد خارج السرب بل و(طاشي شبكة)!!فاذا كان أغلب الكُتاب(شايتين) في إتجاه واحد فاسمحوا أن (اشوت) في الاتجاه الآخر وثانياً نريد أن نثبت أشياء لاشية فيها من نفاق أو رياء أو سمعة أو محابة أو محاصصة فإن الوسائل السلمية التي إبتكرها وإبتدعها وإخترعها الشعب السوداني الثوري بكندكاته وشفوته من وقفات إحتجاجية وإعتصامات وثورات سلمية وأهازيج وطنية وشجاعة نادرة (مثل إرجاع البنبان) من حيث أتى لهي منتجات فكرية خالصة لثورة وثوار ديمسبر المباركة ومن حقهم تسجيلها لدى مسجل حقوق الملكية الفكرية وقد تم تتويج كل ذلك باقتلاع نظام المخلوع عمر البشير ولكن ماهو قادم هو رأي ولكم رأيكم ولي رأيي الذي قد يغضب الكثيرين ولن يرضا عنه الاغلبية..ولكن عزائي في ذلك قول شاعر الشعب الراحل المقيم (كلو عندو رأى كلو عندو دين).
(2)
ففى الفترة الاخيرة شاهد ورأى وسمع الجميع باعتصامات هنا ووقفات إحتجاجية هناك وإغلاق للطرق(بهناك) وبالضرورة أن أصحاب تلك الاعتصامات والوقفات وإغلاق الشوارع لديهم قضايا مطلبية كغالبية المطالب التي قامت من اجلها ثورة ديسمبر وقد تم ذلك عبر شعار(حرية سلام عدالة) ولكن كانت هناك مطالب أخرى خرجت من اجلها مسيرة 30يونيو المليونية.وقد تم رفع مطالب قديمة جديدة للسيد الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس وزراء الحكومة المدنية الانتقالية.و بالفعل قد بدأ في تنفيذ بعض تلك المطالب الاخيرة ولكن برغم ماوعدت به الحكومة وحققت جزاءا منه إلا أننا نرى أن الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية وإغلاق الطرق مازالت تزيد رقعتها الجغرافية ويومياً وعلى(الريق)أو مرة كل(ست ساعات)نسمع باعتصام أو وقفة إحتجاجية أو قطع لشارع.
(3)
ونحن لسنا ضد تلك الاعتصامات والوقفات وماشابه ذلك واؤمن أن كل ماينادي به المعتصمون والمحتجون هي مطالب غالبية الشعب السوداني فمن منا لا يريد الأمن والأمان والاستقرار على مستوى ولايته أو على مستوى الوطن السودان؟من منا لا يريد القضاء العاجل لكل الفسادين من رموز(إذا جاز تسميتهم رموزاً)النظام البائد؟ من منا لا يريد أن ترجع كل الاراضى التي منحها الحزب البائد دون وجه جق لمن لا يستحقها وحرم أهلها وسكانها الاصليين منها؟ من منا لا يريد إنجاح الموسم الزراعي الحالي؟من منا لا يريد العلاج الناجع لازمتنا الاقتصادية ولمشاكلنا المرحلة منذ العهد البائد؟من منا لا يريد ان تعود للمواطن السوداني كرامته وعزته فتختفى من حياته ما يسمى الصفوف؟كل ذلك وغيره هي بالضرورة مطالب جل وغالبية الشعب السوداني ، ولكن كيف لحكومة ورثة عرض هذ الادنى أي هذا الحزب البائد الذي ترك لنا كثرة البلاء وقلة الاصدقاء وشماتة الاعداء كيف تريدون منها العمل وأنتم لكم في كل مدينة إعتصام وفي كل فريق وقفة إحتجاجية وفي كل شارع قطع؟ فاصبحت الحكومة المدنية الانتقالية والمجلس السيادي مشغولين بارسال الوفود أفراداً وجماعات من أجل إستلام مذكرة او مطالب من مدينة او محلية وبالضرورة أن الحكومة تعلم وأنتم تعلمون أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك.
(4)
ولو لا إختلاف الآراء لبارت الصحف والأعمدة وما لا يدرك كله لا يترك جُله فتعالوا نؤجل او نُعلق الاعتصامات والاحتجاجات والوقفات إلى حين ميسرة و(يلا نعمل للوطن أصلو مادايرين تمن)..
The post كلو عندو دين كلو عندو راي!!.. بقلم طه مدثر appeared first on السودان اليوم.