غير مصنف 2

مع محمد ضياء الدين عن المواصلات

خاص السودان اليوم:
ليست هناك مشكلة ارقت الناس وظلت عصية على الحل كمشكلة المواصلات ، وقد سعت كل الحكومات وبطرق مختلفة الى حل الاشكال لكن دون جدوى ، وسواء اتفق الناس مع طرق المعالجة ام اختلفوا ، وسواء صدق الناس المسؤولين ام لم يصدقوهم فان النتيجة الواحدة التى عاشها الناس ولازمتهم طويلا هى استمرار الازمة والعجز الكبير عن حلها مما زاد من قناعة الناس ان هذا الامر ربما لن تستطيع الحكومة – اى حكومة – حله الا بمعجزة .
ومع نجاح الثورة وقيام الحكومة الانتقالية استبشر الناس خيرا بتعيين احد قيادات الثورة على راس هيئة شركة مواصلات ولاية الخرطوم ، ولقد تحدث الاستاذ محمد ضياء الدين يوم تسلمه مهمته ووعد بانه سينجز مع زملائه عملا يرى الناس نتيجته الواضحة خلال ثلاثة اسابيع او اقل ، وهاهى الاشهر تمر وليس فقط الاسابيع وحكومة الثورة تكمل عاما من عمرها دون ان نجد حلا للازمة بل بالعكس ازدادت الامور صعوبة والمشاكل اصبحت اكثر من ذى قبل .
واليوم نقف مع الاستاذ محمد ضياء الدين فى بعض افاداته التى ادلى بها لصحيفة الجريدة ونرى ماذا يقول ونعلق على بعض منها .

قال السيد محمد ضياء الدين :
نحن معنيون فِي شركة المُواصلات بإدارة وتشغيل البصات التابعة للولاية وكل مساهماتنا في حل مشكلة المواصلات تتوقف على تشغيل باصات الشركة ، يعني بإختصار لا علاقة لنا بالحافلات أو وسائل المواصلات الأخرى ، كما لا علاقة لنا بالتعرفة والخطوط ومشاكل المواقف مع (الكمسنجية) ، وقد حاولنا توضيح ذلك كثيراً لكن يبدو أن البعض يُريد أن يحملنا ما لا طاقة لنا به ، واقول ذلك ليس تهرباً من المسؤولية ولكنها الحقيقة كما ينبغي أن تُقال وتُعرف.
ونقول للاستاذ محمد ضياء الدين نحن لسنا بصدد الحديث عن مسؤوليتكم عن التعريفة او غيرها ، ولا نريد الحديث عن مشاكل الخطوط والمواقف والكمسنجية ، وانما نريدك ان تنجز لنا عملا واضحا فى توفير البصات وتسييرها والدفع بها للخطوط ، ولو انكم نجحتم فى ما وعدتم به وانزلتم بصاتكم الى العمل لما وجد الجشعون والمضاربون سبيلا الى استغلال الازمة ولما اكتوى الناس بنيران المواصلات التى لم تتحسن بل بالعكس ساءت اكثر ، وعليكم ان تعملوا المطلوب منكم ولن نسالكم فى ماليس من اختصاصكم .

ونقرا فى الخبر ان الاستاذ محمد ضياء الدين استبعد أنّ تكون الأزمة التي يكتوي بلظاها مئات المواطنين مُفتعلة ، وأشار إلى أن لها أسباب ومُبررات عديدة وموضوعية فهُناك أزمة وقود ، وخُروج العديد مِن المركبات عَن الخدمة ، وعدم وجود قطاع عام فاعل ، بالإضافة لزيادة قيمة قطع الغيار والزيوت مع العلم أنّ العاصمة الخرطوم دخلتها في فترة وجيزة أكثر مِن (200) الف سيارة (بوكو حرام) ـ سيارات غير مجمركة تُباع بمبالغ ضئيلة ـ ، ومع إنهيار البنية التحتية والتعدي على الطرق وعدم تحديث هندسة العاصمة الممتدة والتي يتجاوز عدد سُكانها الـ(10) مليون نسمة كل ذلك يجعل الامور تسوء اكثر.
ونقول للاستاذ محمد ضياء الدين هب ان حديثك هذا صحيح فانه ادانة كاملة لحكومتك ، وكان الاولى بك ان تكون صريحا وتقول ان مشكلة المواصلات مسؤولية الحكومة وقد فشلت فى علاجها بسبب كذا وكذا ، ولن تحتاج الى ايراد اسباب اكثر من ما ذكرت فى الفقرة اعلاه ، وانت مطالب اخلاقيا وسياسيا ان تقول ان الحكومة لم تفلح فى العلاج او ان تستقيل والا فانت وشركة مواصلات ولاية الخرطوم مسؤولون عن معاناة الناس اعترفتم ام انكرتم .

ونقرأ ايضا فى هذا الجانب حديثا لم يأت فيه الاستاذ محمد ضياء الدين بجديد وهو يُشرِح أسباب أزمة المُوصلات الطاحنة بأنّ مردها الى أسطول هالك ورثته الحكومة الإنتقالية مِن النظام البائد ، وورش فقيرة تفتقد للأساسيات المطلوبة للصيانة ، ومديونيات مهولة ، وبنية تحتية متهالكة في كل القطاعات التابعة للشركة ، ونظام تشغيل لا يراعي المصلحة العامة ، مُشيراً إلى أنها أزمة قديمة ومركبة ذات أطراف كثيرة ومُتعددة وتحتاج لمعالجات متوازنة في كل القطاعات ذات الصلة بالأزمة ومِنها على سبيل المثل البنى التحتية ، ادارة المرور ، هندسة المدن ، امدادات الطاقة والبترول ، جهاز الرقابة الميدانية ، ممثلو أصحاب الحافلات والسائقين ، لِجان الترحيل ، النقابات ، وهُناك أيضاً الشرطة لتفعيل قانون التعدي على الطرق ، كل هذه الجهات لها علاقة بالمواصلات لذلك قلت إن المشكلة مركبة وتبدو مستعصية.

كلام لايفيدنى فى شيئ انا كمواطن اخرج من بيتى صباحا متجها لعملى فاعانى كثيرا واصل متأخرا واصرف مبلغا طائلا ثم تواجهنى نفس المشكلة فى العودة للبيت ، معاناة فى كل شيئ ، وكنا نريد من السيد محمد ضياء الدين ان يتحمل المسؤولية او يترجل ولا يكثر لنا الحديث فى ما لايعالج المشكلة .

ويطرح مدير شركة مواصلات ولاية الخرطوم ما يراه سبيل الحل فيقول :
أنّ تنمية القطاع الحُكومي العامل فِي مجال المواصلات من أهم شروط حل الأزمة ، هذا اضافة لتقديم الدعم وتوفير المعينات اللازمة للقطاع الخاص من أجل عودته لسوق العمل ، ولابد من تنوع وسائل النقل وكأقل تقدير يُمكن تفعيل دور النقل عن طريق القطار عقب فك الإشتباك مع هيئة السكة حديد.
وتابع: يجب إعادة البصات النهرية ، وتشكيل جهاز رقابي فاعل وعُقوبة رادعة لكل من يتجاوز القانون فيما يتعلق بعدم الإلتزام بالتعرفة المحددة والخطوط أيضاً ، مُشدداً على ضرورة إعادة هيكلة قطاع المواصلات مِن خلال تحديد جِهة معينة بالإشراف الإداري على قطاع النقل بولاية الخرطوم تضم كل القطاعات ذات الصلة بالمواصلات.
ونقول للسيد محمد ضياء الدين ان هذه الحلول لم تكن تحتاج الى سنة كاملة حتى يتم انجازها وليتك خرجت لتقول لنا انكم شرعتم فى تطبيق هذه الحلول وما هى النسبة المئوية التى وصلتم اليها لكن لاتأتينا بعد عام كامل لتقول لنا ان الحلول تكمن فى كذا وكذا وكأنك لم تمض فى منصبك اكثر من اسبوعين .

The post مع محمد ضياء الدين عن المواصلات appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى