غير مصنف --

(سلاح) الاعتصامات يتمدَّد.. (الحوَّاتة) ورحلة البحث عن الحقوق!!

منذ العاشر من يوليو الجاري اعتصم آلاف المواطنين بمدينة الحَوَّاتة محلية الرهد جنوب غرب ولاية القضارف بساحة الميادين شرق مستشفى الحَوَّاتة وغرب المدرسة الثانوية بنات مطلقين شعارات مُطالبة باتمام مشروع سفلتة طريق الحَوَّاتة -المفازة – الفاو الذي أكمل عامه الرابع دون تنفيذ ..(السوداني) استنطقت عدداً من المعتصمين داخل ميدان الاعتصام، وبعض أهل الاختصاص وخرجت بالحصيلة التالية.

سُنَّة مُتَّبَعَة

يقول أحد القادة الأساسيين للاعتصام والمتحدث باسم ثوار مدينة الحَوَّاتة معتصم محمود لـ (السوداني) إن الفكرة من الاعتصام هي المُطالبة باستعادة الحقوق المهضومة لأهل المنطقة، وأصبح الاعتصام سُنَّة مُتبعة لبعض المدن السودانية بتنفيذ وقفات احتجاجية واعتصامات بغرض توصيل رسائل في بريد الدولة لاستجابتها لمطالبهم المتفاوتة. وأكد محمود أن عدد المعتصمين الآن بميدان الاعتصام يفوق عددهم (٨) آلاف مواطن معظمهم من أحياء المدينة التي تبلغ (٢٦) حيّاً سكنياً. وكشف عن تسيير مواكب مساندة لعدد من القُرى والمحليات المجاورة لأرض الاعتصام. ونوه إلى أن الشعارات التي يرددها المعتصمون (مطلبنا زلط ردميةغلط) دلالة على تلاعب شركات الطرق والجسور في تشييد الطريق الذي تزول ردمياته مع أول قطرة غيث ليتم تكرار السيناريو العام المقبل، إضافة لشعارات تدل على وحدة صف أهل المنطقة وتكاتفهم من أجل تحقيق مطلبهم (لا حِزبية ولا جَهوية حَوّاتية مِيّة المِيّة) و،،(الطريق مطلب شعبي) وغيرها من الشعارات.

تجُاهل حكومي
وأكد محمود بأنهم حتى الآن لم يصلهم رداً حكومياً لا من ولاية القضارف ولا المركز حول الاعتصام أو وعود تفيد بتنفيذ الطريق في الحال أو المستقبل، لافتاً إلى إصرار المعتصمين على البقاء في الميدان حتى تنفيذ مطلبهم حتى لو استمر بقاؤهم عدة أشهر برغم هطول الأمطار على رؤوسهم ، لافتاً إلى تضرر المنطقة من وعورته التي تعزلهم عن الولاية ويصبحون ضحايا لأصحاب التراكتورات والترلات في رفع قيمة تذاكر المواصلات إلى(٥) أضعاف بعد ما أضحت بديلاً للمواطنين بأمر الطريق، إضافة إلى معاناتهم من جشع التجار في ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبقية السلع إلى أسعار خرافية وأرقام فلكية يصعب على مواطن المنطقة اقتناؤها، وناشد حكومة ولاية القضارف والمجلس السيادي بزيارة مدينة الحواتة عبر الطريق ذاته لمعرفة حجم معاناتهم عن قُرب وطرح معالجة جذرية له.

اتفاقيات شركات
المواطن محمد بله أوضح لـ (السوداني) دخول اعتصامهم لليوم التاسع لتنفيذ مطلبهم الأوحد وهو سفلتة طريق الحواتة -المفازة – الفاو. وأوضح أن اتفاقية مشروع طريق الحواتة المفازة الفاو الذي يبلغ طوله (١٠٨) كيلومترات تمت في العام (٢٠١٦) مع شركة (دلتا) الصينية متمثلة في مستر شو. ونوه إلى أن الشركة الصينية تلكاءت في التنفيذ وأتت بشركة صلاح الدين لكي تساندها ليتضح لنا انسحابها بسبب عدم توفر السيولة من الولاية ليتبقى آخر خيار للطريق هو شركة الرويان التي تعمل الآن بحفار واحد و(قلابين) دون تحقيق أي تقدم في الطريق، مؤكداً معاناة أهل المنطقة من وعورة الطريق في فصل الخريف وتعذُّر وصول المرضى والحوامل إلى المستشفيات ووفاتهم على ظهور التراكتورات.

روشتة هندسية
ويؤكد المهندس المشرف على الطريق بشركة الرويان للحفريات وأعمال الري أبوبكر محمد دفع الله لـ (السوداني) أن مُسمّى الطريق هو الفاو -المفازة- الحَوَّاتة يبلغ طوله (١٠٨) كيلومترات وتم إبرام عقد مع شركة الرويان للحفريات والري بتنفيذ (٩٦) كيلو متراً ، و شركة دلتا الصينية بتنفيذ المتبقي (١٢) كيلو متراً . وكشف دفع الله عن سبب المشاكل التي حالت دون إكتمال الطريق وهي عدم السيولة من قبل الحكومة حينها وتأخير المقدم المتفق عليه من الطرفين في عقد الاتفاق. ونفى عدم جاهزية الشركة لإكمال الطريق منوهاً إلى أنه في حال توفُّر المبلغ سيتم تنفيذ الطريق حسب الفترة الزمنية المتفق عليها، مؤكداً أن الشركة الآن تعمل على معالجة اتفاق شركة دلتا وهي تنفيذ الـ (١٢) كيلو بعد انسحاب الشركة عن اتفاقها بتحويل العمل لهم من قبل الهيئة العامة للطرق والجسور وبعد انتهاء الـ (١٢) كيلو سوف يشرعون في تنفيذ اتفاقهم لـ (٩٦) كيلو متراً المتبقية متى ما توفر المبلغ المتفق عليه من قبل جهات الإختصاص، لافتاً إلى أن أولى الصعوبات التي عاقت العمل هي إصرار وإلزام أهل المنطقة للشركات ببداية الطريق من الحواتة عكس ما ورد بالعقد الموقع الفاو – المفازة- الحَوَّاتة مما انعكس على توقف العمل في ذاك العام لتتفاجأ الشركات المنفذة العام المقبل بتدهور العملة المحلية وتآكلها مقابل المبلغ الذي استلمته العام السابق بما يعادل الدولار حينها لم تستطع مجاراة أسعار المواد الخام.

مَجاري وحُفَّر
المُدير التنفيذي لمحلية الرهد أبو القاسم عبدالصمد يكشف لـ (السوداني) عن أحقية أهل المنطقة لطريق يربطهم بالولاية وأن الطريق الآن عبارة عن مجارٍ وحفر يصعب على المركبة المرور فيه. وأضاف عبدالصمد أن الاعتصام أصبح تعبير سلمي لتنفيذ المطالب في كل بلدان العالم، مشيراً إلى اجة المدينة للطريق الذي طال أمد انتظاره منذ العام(١٩٩٥) وظل عبارة عن تجديد وعود للحكومة السابقة مما أحدث عدم ثقة في نفوس أهل المنطقة، وأكد عدم زيارة وفد حكومي سواء من ولاية القضارف أو المركز لمنطقة الاعتصام كما درجت الحكومة على فعله باعتصام نيرتتي وفترنابو حتى الآن، مبيناً أن اعتصام الحواتة عمَّت اخباره وصوره عبر السوشال ميديا والقنوات الفضائية البوادي والحضر وأن أجهزة الدولة على علم تام به.

اليسع أحمد

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى