غير مصنف 2

تأشيرة الخروج.. هل تخرج بلا عودة.. بقلم حيدر المكاشفي

السودان اليوم:
في الطرفة ان إمام المسجد حينما نهض لأداء الصلاة واتجه ناحية المصلين طالباً منهم ان يستووا ويستقيموا ويسووا صفوفهم بوضع القدم مع القدم والكتف مع الكتف حتى لا يدخل الشيطان بينكم، قيل ان احد الساخرين من المصلين همهم قائلاً (الشيطان دا وكت ربنا هداه وجاء وقف في صف الصلاة طاردنه ليه).. على ذات طريقة هذه الطرفة نسج ساخر وغاضب على ما يسمى تأشيرة الخروج عبارة سرت مسرى الطرفة تقول (الواحد مارق ليكم من البلد ومخليها ومخلي نصيبه فيها من اي حاجة دا حقو يدوهو قروش مش يدفعوه).. ولهذا الساخط على ما يسمى تأشيرة الخروج ولكل الساخطين عليها وهم بلا شك كل من يسافرون خارج البلاد ويغادرونها لأي سبب كان، نقول لهم بشراكم فلن تدفعوا بعد اليوم مليما أحمر للمغادرة، اذ كفاكم السيد وزير العدل شرها بتعديلاته القانونية الأخيرة التي قضت فيما قضت بالغاء تأشيرة الخروج.. اذ أعلن وزير العدل نصر الدين عبد البارئ يوم السبت الماضي، إلغاء المادة 60 من قانون الجوازات والهجرة لسنة 2015، التي تفرض على المسافرين شهادة استيفاء أو تأشيرة خروج.
وسيئة الذكر تأشيرة الخروج أو شهادة الاستيفاء أو اذن الخروج أو ايا كان المسمى، هى اجراء لا يستطيع اي مغادر للبلد مغادرتها الا بعد ان يحصل عليها بعد دفع رسومها، تعتبر بدعة سودانية محضة لا تجدها في غير السودان، ورغم صدور قرار رئاسي سابق بالغائها الا انها عادت بالشباك وبمسمى جديد هو (شهادة استيفاء)، ولهذا نلفت انتباه وزير العدل لهذا الملعوب، اذ سبق حين صدر قرار الغاء تأشيرة الخروج عمدت سلطات وزارة الداخلية الى استبدال المسمى بـ(شهادة استيفاء أحياناً واذن خروج أحياناً أخرى) فتغير المسمى في حركة قردية بهلوانية بينما بقي الاصل كما هو مع الاستغناء عن الختم على الجواز واستبداله بورقة A4 وبقيت الرسوم كما هي على طريقة العشاق المراهقين في الكتابة على صور حبيباتهم (غابت الجسوم وبقيت الرسوم)، وهذا يوضح مدى حرص من يفرضونها على بقائها، ولتحقيق هدفهم هذا التفوا على قرار الغائها واعادوها بالشباك على طريقة طائر (ود ابرق) الشهيرة حين يحلو له استعراض مهاراته بالخروج من باب الغرفة في سرعة ورشاقة متناهية والعودة في لمح البصر الى داخل الغرفة بالشباك، فليحذر وزير العدل من هذا الملعوب حتى لا تعود تأشيرة الخروج مرة أخرى بشكل جديد ومسمى جديد..

The post تأشيرة الخروج.. هل تخرج بلا عودة.. بقلم حيدر المكاشفي appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى