الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutazsd@hotmail.com
تخلف سياسي
*نترك مساحة العمود اليوم للأستاذ/ محمد أحمد ود المأذون والذي وصف الحالة السياسية السودانية بالتخلف منذ الاستقلال وحتى يوم الناس هذا وقد جاء ذلك وفقاً لرؤيته المدرجة في مقالته المدونة أدناه؛ ولا أحول بينكم وبينه أعزائي القراء في سرده لتفاصيل مبرراته للتخلف السياسي في السودان*
* العقلية السياسية السودانية منذ الاستقلال لها عبقرية فى اجادة النكسة فهى متخندقة ومتقوقعة فى خندق المنفستو القديم …وكلما قام فيهم رجل فطن اغتالوا فكره ومفاهيمه فاركسوا فى فتنة النكسة والتخلف وهى العقلية التى لم يعد بامكانها تقديم الجديد وليس لها أفق للتجديد والطرح والمواكبة.
* وذلك ناتج سلوك طبقة المثقفين عندنا فهم يعتبرون تعاطى السياسة ذاتها هو الثقافة نفسها وعينها وليست ميداناً لتطبيق نظريات ثقافية وفكرية تحتمل التطبيق والتجويد.
* وذلك منذ أيام الدراسة والهالة والحاجز حولهم خلق مظهراً وسلوكاً فصلهم عن الحياة حتى وسماهم المجتمع بالأفندية فظل ينظر للمجتمع من عل فى نظرة استعلائية ،بعد التخرج تكدسوا فى أحياء الدرجة الاولى ينظرون من خلف زجاج الشرفات أو اغتربوا واصبحت معلوماتهم سماعية عبر وسائط الإعلام. إما بالعين السياسية الناقمة أو الراضية
* مثلاً يستنكف القانونى عندنا أن يجلس لزعماء العشائر وشيوخ القبائل ليستجلي أحكامهم وأعرافهم ويستخرج منها نظريات قانونية مواكبة لحركة المجتمع ،وكذلك الاقتصادى لايلبس *الصديرى” ليتجول فى اسواق المحاصيل واسواق المواشى والاسواق الشعبية وكذلك الزراعى وعالم الإجتماع لايجلس فى المقاهى ولايمتطي المواصلات العامة و…و…
* إذاً فقد عاش المثقفون فى أبراج عالية ينظرون لمجتمعهم من وراء جدر محصنة بالتعالي وظلوا يلوكون نظريات درسوها فى كلياتهم واكتفوا بالالقاب العلمية التي أصبحت رديفاً لكتابة اسمائهم.
* كما ربطوا اعناقهم برباطات بمثل ماربطوا علاقاتهم تجاه مجتمعهم حتى فى حديثهم مع العامة يصعب عليهم النزول ليكلمونهم بلغة أجنبية ليجعلوا فهمهم ناقصاً ليضعوهم في موضع المتلقي الذى يؤمن بأن حديث محدثه غير قابل للنقض ….وهؤلاء مادروا أن فلسفة الحياة الانية ماهى إلا ترجمة لحركة التاريخ وإعادة تدويره وتطويره ليجابه تحديات الزمان والمكان ..
* ولكن هل مثقفينا لهم القدرة والصبر على تجديد الماضى واستخلاص رؤي للحاضر ،؟؟لا أظن لا لعدم الكفاءة..ولكن لعدم القدرة على التواضع والصبر والاسفار والدراسة والتحليل.
* وذلك مثل مايعمل السواح الذين نراهم يجوبون العالم ..فالسائح الغربي..يحمل مفكراته ولايمكث فى الخرطوم إلا ريثما يكمل اجراءات الخروج من المطار ليركب عجلته ويجوب أنحاء السودان.
* وعليه الان سبب النكسه والتخلف الذى نحن فيه فإن أساسه مثقفينا ..الذين اعتلوا سدة كراسي السلطة وهيمنوا على مناحي السياسة ..فالساسة عندنا بمختلف انتماءاتهم الفكرية والعقدية تعتبر طبقة متخلفة عن ايقاع حركة المجتمع.
* ولكنها طبقة متعالية مستبدة تسوقنا بالهتافية واستغلال عواطف السذاجة السياسية والعواطف التي تسوق العوام والكل الآن سياسى يكتب ويلصق وينسخ.
* ونساق كما القطيع … فالشعوب تتحرك ضد حاكميها عند ضيق الظرف الاقتصادى..الذي هو ناتج لفشل اداري وقانوني وانتاجي واخلاقي ومتراكمات كثيره ،فساستنا متقدمون ومتمدنون مظهراً ومتخلفون فكراً وجوهراً.
” وحتى لانذهب بعيداً ولنؤكد ماقلناه من التمترس فى خندق المنفستو القديم أنظر الينا نحن اليوم بعد الثورة ولنعقد مقارنة ماقبل خمسين سنة عندما اندلعت ثورة مايو 1969م ….لجنة التفكيك تقابلها لجنة التأميم والمصادره 1969م ..هيكلة الجيش والشرطة..تقابلها لجنة اختيار طلاب حربيين وشرطيين من كادر الجبهة الديمقراطية ملؤوا الكليات بأكثر من طاقتها.
ويمتد التشابه وهيكلة الأمن..تكوين جهاز أمن الدولة من كادر التنظيم الملتزم فى1969م ..لجان الوحدات الأساسية…لجان المقاومة… إغلاق المدارس لمدة ستة أشهر وابتداع نظام السلم التعليمى ومحى الدين صابر يقابله تغيير المناهج ولجنة القراى …إغلاق الجامعات وتغيير الادارات وهو الآن وقع الحافر على الحافر .
* كل ساستنا الذين مضوا والذين أتوا تجمعهم افتقار الرؤية والتخلف عن سير حركة الجماهير ..يريدون إدماج الشعب قسراً فى قناعات اكتسبوها هم واستجلبوها من الخارج تختلف عن واقعنا.
* كما أن الثورية الزائدة هى ذاتها تخلف وهى عين تفتقد للرؤية والنظر بحكمة وهدوء لمطلوبات الواقع الجديد ..لذا نلاحظ التغطية بخطاب الكراهية والكره الذى يسود الآن..ومانقراه ومايسود به صفحات الأسافير من ردود ولغة الشتم وأحياناً ينحدرون لبذئ القول كله ناتج لافتقار المنهج والرؤية والابتعاد عن مناقشة أصل القضية فيكون الرد من قبيل التنفيث والتنفيس.
محمد أحمد ود المأذون
The post السودان: معتز صديق الحسن يكتب: تخلف سياسي appeared first on الانتباهة أون لاين.