السودان اليوم:
(1)
وران على قاعة المؤتمر صمت القبور وبرغم المكيفات(الما خحج)كان العرق يتصبب من الاعضاء وذلك خوفاً من لسان المخلوع البشير المطلوق والذي لا تتبل فيه فولة (نص كم)!ولم يبق امام اعضاء المكتب القيادي إلا الدخول في اظافرهم وواصل البشير حديثه قائلا:انت ياعبد الرحيم وباقي السادة الوزراء والاخوة اعضاء المكتب القيادي انتو عارفين كل ارقام تلفوناتي وقاعدين تجوني في البيت أو في المكتب وماحصل قفلت بابي في وش زول منكم، لكن للاسف الشديد كان كل زول فيكم يجي ومعاهو ورقة فيها مطالب شخصية فقط ثم سكت دقيقة او دقيتين ثم قال هسع اخونا (ثم نظرالى السادة المجتمعين)الذين تمنوا في تلك اللحظة أن يعمى الله البشير فلا يراهم ومنهم من صار يرتل(وجعلنا من بين ايديهم سداً ومن خلفهم سداً..)ولكن البشير قال ما في داعي لذكر فلان او علان فانتوا كلكم سوى ولا مش كده ياشيخ الزبير؟طيب قبل من نختم الاجتماع في زول عندو كلام داير يقولو؟ فتنهد السادة الحضور الصعداء وحمدوا الله على ان كابوسا نزل من صدورهم وسكت الحضور سكوت تلك الفتاة البكر التي طلبوا يدها للزواج فسكتت!!وإنفض سامر المؤتمرين وتم تعيين الجنرال عبدالرحيم محمد حسين والياً على ولاية الخرطوم!!
(2)
تخيل..هكذا كان يُدار وطن حدادي مدادي من بعض الافاقين والدجالين والمنافقين ومن فئة باغية مبلغ علمها وجل همها تعظيم مصالح الحزب البائد ومصالحهم الشخصية تخيل كيف كان سيكون حالهم ولو انهم صارحوا المخلوع بكل الاوضاع المزرية والسيئة التي يعيش فيها المواطن؟ تخيل كم كان سيطول حكمهم وبقائهم بيننا.؟ولكن الله طمس بصيرتهم واعمى بصرهم وأرسل عليهم رياح ثورة التغيير ثورة ديسمبر المباركة فاقتلعهم من جذورهم.
(3)
تخيل أن أحد كتاب أو مجموعة من كتاب الرأي من المرضين عنهم من قبل ما يُسمى مؤسسة الرئاسة(أين هى الرئاسة حتى يعملوا لها مؤسسة؟)وهولاء هم غير المغضوب عليهم أو الضالين من كتاب الرأى المعارضين وتخيل أنهم وكالعادة كانوا ضيوفا أساسيين في سفريات الرئيس الخارجية ، وكانوا يجاورنه في الكابينة الرئاسية ، وان البشير إستدعى أحدهم وطلب منهم أن يحدثه بكل الشفافية والوضوح عن الاوضاع في السودان ،تخيل ان ذلك الكاتب ،ووهو في رحلة بين طيات السحاب وتخيل أن الطائرة دخلت في مطب هوائي فارتجف الكاتب ، وكاد أن يضرح (أنا داير أمي)!!فقد تخيل الكاتب أنه سيقفد روحه وربما صار جثة متفحمة تخيل أن ذلك الكاتب قال:والله ياسعادتك الاوضاع عموما ماكويسة وماظابطة ، والناس قاعدة تتململ شديد رغيف ماف وسكر ماف ووقود ماف ونقود ماف والبلد عدمانة العملة الحرة لكن الحمدلله الاجهزة الامنية ماقصرت شايفه شغلها صاح ما أدت زول فرصة عشان يرفع راسو وهنا قاطعه الريئس انت يا(yz) تلفوناتي مش معاك؟وانت قبل شهر مش قابلتني وسألتك عن عماراتك وقلت لي إنك في التشطيبات النهائية؟وانا قلت ليك لو في حاجة قصرت أو محتاج لأي حاجة إتصل على؟طيب ليه ماوريتني بالحاصل في البلد؟
(4)
وانت ياعزيزي القارئ تعلم أن صنفان من الناس إذا صلاحاً صلح المجتمع وإذا فسدا فسد المجتمع الامراء والعلماء والامراء وعرفنا أن مافي القبة إلا مخايبل ساكت!! وتخيل ان الرئيس إجتمع مع علماء السودان أو علماء السلطان البشير ، وطلب منه النصيحة لوجه الله وطلب منهم قول كلمة الحق..وبالطبع أنت تعرف سلوك كثير من اولئك العلماء (مش ولابد) فتخيل أن أكبرهم سناً سيقف وبعد أن يحمدالله ويصلي على النبي سيقول للبشير: إنت افضل من يقود سفينة هذه الامة وإننا لم نجد أفضل منك في الحكمة والتقوى والايمان والصلاح والرشاد فلا بديل لك!!وبعد كل هذا الفساد الذي جاء من قبل كل العاملين بالنظام البائد تخيل مازال البعض يحلم بالعودة الى سدة الحكم من جديد وهولاء الحالمين هم اصحاب خيال واسع جداً.
The post تخيل الجزء الثاني!!.. بقلم طه مدثر appeared first on السودان اليوم.