السودان اليوم:
ومن كراماته أن ذلك اليوم الذي حبست فيه الانفاس ووقف الجميع على (طراطيف أصابعهم) كان هو نجم اليوم الأول بلا منازع…
يخرجون صوب القيادة فلا يعودون منها الا بملامحه وسط ذلك الزحام الضاج.. وكيف انه نجا بـ(كرامة البليلة)..
ذلك المشهد الذي حذرنا منه مرارا..
وقلنا أن الحكومة تلعب لعبة خطرة وستذوق قريبا ثمار ما غرزت..
وسبحان الله من دون (خلق الحكومة) لا تختار إلا أكرم!!
تدبير ربي عجيب!!
والشقي يقع في القيد..
والإمهال لا يعني الاهمال..
ما حدث لاكرم مستهجن ومدان كما استهجنا وادنا مرارا ما اقترفه أكرم.
▪️الغضب المشتت بالأمس في الشوارع كان الابرز، وكانت مجازفة بحق.. بلغت بها القلوب الحناجر ودخلت المنظومة والبلاد معها في (أمراً ضيق) و استبانت صدق دعوانا من أن المحاولات الجارية لتدجين الشارع وتجيير ارادتها (محاولات بائرة) لن تصمد طويلاً مهما جري من تزييف ورشاوي و(طعوم)!!..
لتغرق كل استعدادات الحزب الأحمر العجوز شمار في (مرقة) الجماهير..
▪️الحب المتوفر بين الجماهير والجيش لا زال هو المسيطر على سماء الهتاف ليصمد عبر كل تلك السنوات شعار الجماهير البسيط العميق:
(جيش واحد … شعب واحد )..
والجيش ليس ذلك الذي يصعد إلى منصة (تنابلة السلطان) و (نخاسة الوجدان).. انه مركز روحي غامض ومكنون.. لا يعرف غير أن يشعر بأنيننا و(حسسنا) ويفقه معنى توطين القلوب على حب الأوطان لا الاوثان..
جيشنا الذي نعرفه لم يستجب مطلقاً إلا لنداء الواجب الحال المستحق منحازاً إلى الجماهير..
وقبل يومين من التغيير كان البشير يحدثنا أنه سيقوم بخطوة ملء الشوارع بالكاكي..
أتذكر أنني قلت يومها لصديقي الضالع في حب البشير:
(البشير جنٰ)..
كان الجيش دوماً الأقرب مودة ورحمة الي الجماهير وهو لا يغادر تلك المرتبة الوجدانية الشفيفة ومنذ عهود..
وهذا ما يغيظ الحركات المسلحة وما تهتم له الدوائر وتعتب..
و(الدايرة تدور علي الطابور).
▪️وعجز الناشطين الماثل لا يداريه الا نشاط عناصر النظام السابق.. لا حجاب يقيهم ويطيل من آجالهم سوي تلك الاجتهادات التي تخرج لتقول إن المؤتمر الوطني موجود..
ولو خرجوا بالأمس لأفسدوا كل شئ..
هم يحولون ما بين الجماهير والانقضاض..
وحسناً فعلت المنظومة باعتقالها غندور..
وذلك من اخطائهم المحمودة..
اعتقلوا غندور الذي أعطي ما استبق شيئاً لاتاحة الفرصة للناس وما تريد..
وكانت آخر توجيهاته الصارمة لعضويته (الا خروج)..
يحتاج المؤتمر الوطني إلى زمن وجهد علمي حقيقي لمعالجة آثار حملة الشيطنة المنجزة باتقان..
مساعي الترميم وسد الثغرات ومعالجة أوجه القصور والخلل لا ينبغي انجازها بالعودة السريعة إلى دائرة التأثير المباشر والتقدم لصفوف التغيير الامامية..
ولو كان (شيخ حسن) حاضراً لصنع لكم من الأمر ما يصلح للرتق والمداواة والانخراط مجددا في سوق التأثير والمباشرة..
اما الان (اباطكم والنجم)..
ادخلوا من ابواب متفرقة…
(إنهم ينتظرونكم من خلف العبارة..
فلا تلقوا السلام على أحد).!!
▪️كما أن وجود الحركات المسلحة كان بالأمس مقلقاً..
لبست زياً مدنيا واستعارت بعض هتافاتنا ونزلت للشوارع.. وقالت بعض المصادر انها حاولت الدنو من القيادة العامة..
ذات المصدر قال ان ياسر عرمان اتفق مع (فردتو) حمدوك وحجز (مكان اسماء) وزيراً للخارجية..
هل لاحظتم كيف تستعجل الحركات السلام الان؟!..
بعد طول تمنع وطول استهتار ومراوغات بوساطة (قايمة) ووساطة نايمة.. و(حكماً من اهلها وحكماً من أهله)، تقرر فجأة مطلقة البينونة الصغرى أن (تلقط اولادها) وتعود لبيت الزوج..
(بس كدة.. جابت ليها امجاد ورجعت البيت)..
قال الراوي انها (راجعة فوق رأي).. ويقول الملقن الذي عنده علم من الكتاب (كتلوك ولا جوك جوك) بينما قالت نسوة في المدينة (والداير الشبك يشبك شبكتو معانا)..
The post (يوم دقة أكرم)!!.. بقلم اشرف خليل appeared first on السودان اليوم.