هل تعلم عزيزي القارئ أنّ الكهرباء دخلت السودان في العام 1907م..؟
نعم في العام 1907م أنارت الدولة وقتها طُرقات وسط العاصمة الخُرطوم ، وهل تعلم أنّ دولة الأمارات أنشأت شركة الكهرباء في العام 1959م واحتفل سكانها بدخول التيار في العام 1961م ،..؟ معلومة للفائدة فقط ولنترُك لك أخي القارئ المُقارنة بينهما اليوم.
مياه مُهدرة تُهدى للغير (مجانا) وشمس ساطعة طوال العام ومصادر أخرى للطاقة مُتاحة ، والعاصمة الخُرطوم يلفّها الظلام الحاِلك دعك من الولايات ، الحُلول دوماً قاصرة عن الوصول لعلاج جذري يُسكِت المواطن ويُريح الدولة ويُعين المُنتِج على الانتاج ، للأسف على شاكلة حل وزير الكهرباء في عهد الإنقاذ السيد مُعتز موسى تأتِ الحُلول والذي لو تذكرون كما جاء في الأخبار وقتها أنّه جلس يوماً يرقي ويقرأ على وابور توقّف بالإهمال واللامُبالاة عن الخدمة ، ولم يعمل مُعتز بالأسباب الأخرى التي تجعل من الوابور يعمل بطاقته القُصوى من صيانة وإسبيرات أصلية ووقود (نظيف) وأعني هُنا الفيرنس المنتهي الذي استوردته الدولة وقتها عبر شركة شقيق الرئيس والقصة معلومة كانت للكُل ، فأنّى له العمل.؟
حباب الشفافية وألف مرحب بالصراحة يا وزير الطاقة والتعدين ولكن الصعوبات التي تواجه التوليد كما ذكرت لم تكُن وليدة اليوم حتى تخرُج علينا فجاءة تطلُب من المواطن أن يلزم الصبُر على أيامٍ قادمات تستمِر فيها قُطوعات الكهرباء لمُدة ساعات ، سئم المواطن يا أخي من المُبررات الواهية والتي انتقلت من شماعة الدولة العميقة إلى جائحة (كورونا) الأعمق ، كما سئم وكرِه بالأمس القريب سماع أسطوانة العُقوبات الأمريكية (المشروخة) التي ظلّوا يلوكونها إلى أن غادروا بلا أسف عليهم.
بالطبع لم يُغادِر الخُبراء الألمان والهنود البلاد فجاءة ، فلماذا لم تسعى لتوفير البديل ولماذا لا يحِل المُهندس السوداني مكان من ذهب ، أيُعقل أن تخلو وزارتك من المُهندس الكُفء الذي يُمكن أن يكون على الأقل بديلاً مؤقتاً (للطوارئ) ..؟ والإجابة على السؤال بلا أو نعم تُدخلك في (فتيل) يصعُب الخُروج منه ، والمواطن المطلوب منه الصبُر أوعى بكثير من أن تنطلي عليه مثل هذه المُبررات الواهية.
صدقني يا معالي الوزير أنّ المواطن تحرّر اليوم من كُل القيود واستعاد بثورته العظيمة كُل الحقوق واستردّ لسانه المسلوب وحقه المنهوب ، ولن يصبُر عليك غداً يوم أن تعود الحياة إلى طبيعتها والكهرباء المحروم منها مُتاحة وبوفرة للمؤسسات الحكومية ، والظاهر أن حُلولك (التسويفية) لن تحل المُشكلة في إسبوع أو شهر والمُعطيات البائسة يا سيدي تقودنا مُباشرة للنتائج ، وانتظارنا لن يطول حتى انتهاء الجائحة وفتح المطارات ليعود إلينا الخُبراء الذين زعمت أنّهم السبب الرئيس في ما يحدُث الأن في الإمداد الكهربائي.
الحديث العاطفي لن تدور به مروحة مريض ولن تعمل به ثلاجة يحفظ فيها أدويته يا هذا.
صحيفة الجريدة