خاص السودان اليوم:
على الرغم من التاكيدات المتكررة التى بثها الجانب الأثيوبى الرسمى انه لن يتم إعتداء على السودان من قبلهم ، وعلى الرغم من بيانات الشجب والادانة لما حدث سابقا والدعوة الى تجاوز كل ما مضى ، وعلى الرغم من رسائل بث الاطمئنان التى درج الاخوة فى اثيوبيا على بعثها كل ما حدث عدوان من جانبهم ، وعلى الرغم من صبر السودانيين وضبط النفس الذى تحلوا به وسعي جهات عدة فى السودان لتفويت الفرصة على كل من يحاول الوقيعة بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين ، على الرغم من كل ذلك وزيادة يستمر العدوان علينا فى التكرار ، ويسقط جرحى فى المدنيين والعسكريين ، ثم سرعان ما يأتى الحديث الرسمى الاثيوبى ان هذه مجرد تفلتات من عصابات غير منضبطة ولا تمثل موقف رسمى ، لكن هذا الكلام غير مقبول ولاينطلى على احد فإن بمقدور الجيش الاثيوبى ان يضبط الحدود ويمنع المتفلتين وعصابات الشفتة المعتدية لكنه لم يفعل مما عده البعض تواطؤا مرفوضا من الجانب الرسمى الاثيوبى .
ولمتسائل ان يقول ما الذى يجعل الهجمات علينا تتجدد كل مرة من الجانب الاثيوبى ؟
وهل يصعب حقا على الحكومة المركزية فى اديس ابابا ضبط الحدود ووضع حد لهذه الجماعات ؟
ليس هناك جزم بشيئ معين فى هذا الباب ، وما يقال هنا وهناك مجرد تحليلات قد تقترب من الواقع أو تبعد عنه ، وربما تكشف الفترة القادمة بعض ماخفى علينا الان .
ونحن هنا نتساءل اليس فى حدوث هذا الهجوم بعد أيام قليلة من زيارة السيد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتى الى اثيوبيا والاحتفاء به وتاكيد الجانبين على نيتهما تطوير العلاقات الثنائية ، اليس فى ذلك مايدعو الى الاستغراب ؟
ان ذلك يشير الى احتمالين لاثالث لهما ، الاول ان اثيوبيا الرسمية تلعب علينا وكلماتها لاتعدو ان تكون شيئا من الخديعة أو على الاقل التخدير وتمضية الوقت وصولا الى ما تهدف إليه من تجهيز نفسها لغزو اقليم الفشقة يوما ما والسيطرة عليه باعتبار ان الانفجار السكانى الكبير فى اثيوبيا ومحدودية الأراضى الصالحة للزراعة تجعل اثيوبيا مضطرة الى الأقدام على هذه الخطوة وربما احلال حتى مليون مواطن فى هذه المنطقة ليستوطنوا فيها بشكل نهائي واجبار السودان على القبول بهذه الحقيقة والرضوخ لها .
الاحتمال الثانى ان حكومة آبى أحمد تفقد السيطرة على الأطراف البعيدة عن المركز وإن مايجرى من اعتداءات على الحدود السودانية ليست إلا هجوم تقوم به جهات متفلتة واثيوبيا الرسمية غير راضية عن ما حدث.
وعليه فامام كل احتمال يكون للحكومة السودانية موقف مختلف اذ مع الفرضية الأولى لابد من التهيؤ لمعركة فعلية قادمة مع اثيوبيا حتما ، وربما تؤخرها اديس ابابا الى ان تنهى بناء وتشغيل سد النهضة والتفرغ بعدها للقضية ، ويومها قد تستخدم اثيوبيا الاغراء لجعل السودان يقبل بما تريده دون حاجة للدخول فى حرب ، فسد النهضة يمكن اثيوبيا من انتاج كهرباء كثيرة جدا وتكون تكاليف انتاجها زهيدة جدا الى درجة انها بامكانها مد السودان بكل حاجته من الكهرباء مجانا مقابل ان يصمت عن موضوع التوطين فى الفشقة ، وإن استمرت اوضاع بلادنا فى هذا السوء فغالبا ما تقبل الحكومة الموجودة حينها بالعرض الأثيوبي وهذا مايجعل اديس ابابا تؤخر حسم هذا الموضوع الان ولا تعالجه بشكل نهائي انتظارا للزمن الذى يناسبها.
ومع الاحتمال الثانى ، على الحكومة ان تحشد جندها وتطارد عصابات الشفتة حتى داخل العمق الاثيوبى وتضع حدا لهجماتهم المستمرة وتنهى هذا التهديد المتواصل .
The post الى ماذا يشير تكرار الهجمات الأثيوبية ؟ appeared first on السودان اليوم.