الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
الخرطوم: صديق رمضان
مبكرا قرأ والي البحر الأحمر، والجزيرة، ورئيس الوزراء السابق، محمد طاهر أيلا، المشهد السياسي جيدا عقب سقوط نظام الإنقاذ في الحادي عشر من أبريل العام الماضي، وأدرك أن ثمة رياح عاصفة ستهب ناحية قادة النظام البائد وان ثمنها سيكون باهظا، فحزم حقائبه ويمم صوب القاهرة مصر هربا من الملاحقات الجنائية التي تهدد عدد من ولاة الولايات السابقين الذين كثيرا ماتم دمغهم بالولوغ في نهب المال العام واستغلال النفوذ.
وكانت توقعات محمد طاهر أيلا في مكانها الصحيح فبعد مرور أشهر معدودة من نجاح الثورة الشعبية تم تدوين بلاغات ضده بولايتي الجزيرة والبحر الأحمر تتعلق بقضايا المال العام غير أن وجوده خارج البلاد حال بينه وايداعه السجن.
وقريبا من سيناريو هروب أيلا من العدالة فعل ذات الشئ والي كسلا الأسبق، آدم جماع، الذي وبعد مرور أشهر معدودة علي أبعاد نظام الإسلاميين من الحكم تم تدوين بلاغات فساد ضده بنيابة المال العام بالولاية التي كان يحكمها بشرق السودان، وعندما أيقن جماع أن الخطر اقترب من بابه لم يجد غير مغادرة البلاد سرا أيضا إلى مصر التي مايزال يتخذها مستقرا على أمل استرداد إخوانه الحكم وهو أمر وبحسب معطيات الواقع يبدو عسير المنال.
نجاح ايلا وجماع في الهروب من البلاد حال بينهما وتوقيفهما غير أن الوالي الأسبق للبحر الأحمر اللواء معاش علي أحمد حامد لم يفكر في الهرب غير انه وجد نفسه بين جدران سجن بورتسودان متهما بعدد من قضايا الفساد المتعلقة بمشروع مياه بورتسودان وكهرباء سواكن وغيرها غير أن النيابة وبعد أشهر من حبسه أطلقت سراحه بالضمان.
وعلي حامد يبدو أفضل حالا من والي الخرطوم الأسبق عبدالرحمن الخضر لجهة انه مثل أمام النيابة وادلي بأقواله،غير أن الخضر ومنذ محاولته الهرب عبر معبر ارقين ظل وراء جدران سجن كوبر مع كبار قادة الإنقاذ ويواجه اتهامات لاحصر لها تتعلق بضلوعه في قضايا فساد.
اما الوالي الخامس الذي واجه خطر التوقيف لأكثر من عام فهو ادم الفكي الذي تم إطلاق سراحه اخيرا غير أن ثمة حديث يدور حول مواجهته بلاغات فساد بجنوب دارفور، وفي ذات القائمة يبرز اسم الوالي السابق لشمال دارفور ونائب رئيس الجمهورية عثمان يوسف كبر الذي مايزال موقوفا بسجن كوبر منذ اندلاع الثورة ولم يتم تدوين بلاغات فساد في حقه بشمال دارفور حتي.
ومن الولاة الذين عصفت بهم الثورة واودعتهم خلف القضبان والي شمال كردفان الأسبق أحمد هارون الذي يعتبر من الولاة القلائل الذين لم تلازمهم شبهات الفساد غير أنه يواجه اتهام أكثر خطورة يتمثل في ارتكاب جرائم حرب بدارفور.
اما والي الخرطوم الأسبق عبدالحليم المتعافي فقد تم تدوين عدد من البلاغات ضده تتعلق بفترته حينما كان وزيرا للزراعة وقد تواترت أنباء عن هروبه خارج البلاد.
اما والي الخرطوم الأسبق عبدالرحيم محمد حسين فهو من أبرز الولاة الذين طالت ممتلكاتهم الخاصة قرارات لجنة إزالة التمكين حيث تم نزع عدد من عقاراته وهو أيضا مثله وأحمد هارون يواجه اتهام ارتكاب جرائم حرب بدارفور.
الولاة التسعه الذين ذكرناهم آنفا هم فقط من برزوا علي سطح الأحداث خلال الفترة الماضية، ولكن بعد اكتمال تشكيل لجان تفكيك النظام بالولايات يتوقع أن يرتفع العدد لجهة أن عدد من الولاة السابقين ظلت تلاحقهم شبهات الفساد ومنهم والي النيل الأزرق وغرب دارفور حسين يسن ابوسروال “قضية الجاتروفا”، وكذلك اللواء أحمد خميس الوالي الأسبق لغرب كردفان المتهم من قبل الشارع بحدوث تجاوزات مالية في عهده خاصة في المشاريع التنموية، وأيضا يبدو والي سنار الأسبق المهندس أحمد عباس سيجد نفسه مجبرا علي تقديم توضيحات مقنعة عن عدد من المشاريع التي دار حولها جدل حينما كان واليا وابرزها بيع مشروع ابونعامة لرجل الأعمال معاوية البرير بالإضافة إلي قضايا أخري مثل الري المحوري، كهربة المشاريع والسدود، وغير بعيدا منه يبرز اسم والي كسلا الأسبق محمد يوسف الذي طالته اتهامات فساد كثيرة حينما كان واليا، وذات الاتهامات لم يسلم منها ولاة اخرين مثل أبوالقاسم بركة، جعفر عبدالحكم،عبدالحميد موسي كاشا، ياسر يوسف، الهادي عبدالله، أنس عمر وغيرهم.
بالمقابل فإن ولاة آخرين لم تلاحقهم اتهامات الفساد ولايتوقع أن يتم الزج بهم وراء القضبان وأبرزهم الضو الماحي الذي اشتهر بالنزاهة بالإضافة علي العوض، صلاح علي ادم، معتصم ميرغني زاكي الدين،اللواء حاتم الوسيلة، محمد حامد البله وغيرهم، أما والي القضارف الأسبق كرم الله عباس الشيخ فلم تلاحقه شبهات استغلال نفوذه غير انه متهم بالحصول علي نسبة عالية من التمويل الزراعي سنويا رغم التزامه بالسداد.
بصفة عامة فإن عدد مقدر من الذين كانوا أصحاب الكلمة الاولي والأخيرة بعدد من الولايات سيجدون أنفسهم أمام مواجهة واقع لم يضعه أكثر المتشائمين منهم في حسبانه وهو الوقوف في قفص الاتهام وإطلاق الحكم بايداعهم السجن.
The post السودان: خطر السجن يواجه ولاة سابقين appeared first on الانتباهة أون لاين.