السودان اليوم:
* توقفت كثيرا امام المثل الشعبي الذي يقول (تعيش كتير، تشوف اكتر).. وحقيقة فان ما نتابعه من خلافات ملأت سماء رياضتنا السودانية، وكرة القدم على وجه التحديد، تحكي بعمق وتشرح اسباب تراجعنا وتواضعنا وتقهقرنا، وسيرنا في اتجاه عكسي لكل ما له علاقة بالنهضة والتطور، كما انها تكشف سوء فهمنا للرياضة..
* مثلا، مثلا فان ما يحدث في المريخ والهلال يتشابه في السوء ولدرجة التطابق خاصة في الجزئية المتعلقة بالفهم العام لمصادر الدخل التي من شانها ان تساهم في تسيير الامور داخل تلك الاندية التي يفترض انها كبيرة وتتمتع بجماهير منتشرة على امتداد البلاد وفي الخارج وبدرجة لا تقل عن كبار القارة السمراء..!!
* السيناريوهات التي ظلت تحدث باستمرار في تكرار قاتل وممل لم تخرج عن السعي الدائم لايجاد شخصية تمتلك المال اللازم للصرف على فرق الكرة.. وهنا فان الصرف المقصود يرتبط اولا بضرورة ان يقوم (صاحب الجيب الكبير) بترضية مجموعة الارزقية والمطبلاتية وافراد الكورال..
* و(ترضية) تلك الفئات تاتي في اول قائمة الاشياء او الخطوات الضرورية الملحة التي ستحمل معها مؤشرات نجاح (صاحب الجيب الكبير) في مهمته او فشله فيها ذلك على اعتبار ان (المطلاتية) هم الذين يقودون حملات تجميل او تشوبه صورة صاحب الجيب الكبير امام الجماهير (والادلة موجودة ومحسوسة من حولنا)..!!
* غياب المنطق، والتحولات الخرافية التي حدثت في الفهم العام للرياضة وكرة القدم هي التي فتحت الباب امام المتنطعين واكلة السحت للدخول في عالم هذه الساحرة ليبنوا امجادا وهمية لهم، ويتاجروا بعواطف العشاق.. ومن وراء بث التعصب، وكل ما له علاقة بالفرقة يتكسبون، ويتحصلون على المليارات من السمسرة..!! * الواقع الذي يعيشه نادي المريخ – كمثال – لا يختلف او ينفصل عن واقع الهلال حيث لا يزال الثنائي يعانيان من غياب الاستثمار ويعتمدان كليا على اصحاب الجيوب الكبيرة على الرغم من التجاوزات المالية في ملفات الصرف، وانعدام ايصالات تعاملات الصادر والوارد التي تختفي في ظروف غامضة وبطريقة (تعجب السماسرة)..!!
* لقد اثبتت التجارب العملية ان ارزقية المريخ (تعودوا) على التربح من المجالس المعينة التي تاتي لقيادة النادي بقرارات حكومية، ويكون العنوان الابرز لرئيس المجلس المعين انه يملك جيبا كبيرا يؤهله لنيل رضاء كل سمسار وصفاق وفرد من افراد فرقة الكورال.. ولن يكون مهما ما سيقدمه للفريق..!!
* نقول ذلك وفي البال ما حدث للمريخ من اشكاليات مالية دفع الكيان ثمنها في شكل عقوبات من الفيفا (لاول مرة في التاريخ) بسبب الايفواري مارسيال الذي لم يلعب سوى لدقائق معدودة لتتوه بعد ذلك الحقيقة ما بين المخالصة وقانونيتها (وما عارف شنو) لحدي ما وقع الفاس في الراس (وحدث ما حدث)..!
* لم اتعجب من السياسة التدميرية التي كانت تحدث ايام مجلس الوالي الذي يفترض لاي مريخي اصيل ان يقتنع بان الاحاديث التجميلية التي كانت تتداول لم تخرج عن اطار التنويم المغنطيسي بدليل ان المريخ ورغم وهم الاستقرار الذي كان يتحدث به التجار فشل في تحقيق اي انجاز ملموس..
* ولم يتوقف مجلس صاحب الجيب الكبير ذلك بالفشل المحلي والخارجي في البطولات بل زاد عليه ان ورث الكيان ديونا متراكمة ظل مجلس الشرعية الحالي هو الجهة التي تجتهد لتجنيب الفريق الوقوع في العقوبات المحلية والخارجية..!!
* اقد اثبتت الايام والتجارب ان قادة المريخ والهلال الذين يملكون الاموال دائما ما يفشلوا في مهامهم لا لشئ سوى لانهم يرتمون في احضان التجار والسماسرة والصفاقة والكورال…
* ان قادة مجلس المريخ الشرعي يعلمون الاسباب الحقيقة التي جعلت السواد الاعظم من حملة الاقلام الحمراء يناصبونهم العداء.. ويكفي ما اكده لي احد الاعضاء بان مشاكلهم التي تحدث عنها ارزقية الاعلام كان بالامكان ان تتحول الى ايجابيات لو انهم (قاموا معهم بالواجب)..!!
* لقد تابعنا كل (انواع كسير التلج) واللهث لاقامة النفرات دعما للاشخاص تحت ستار دعم الكيان، وفتح الكثير من الارزقية مساحات اعمدتهم لدعم مجلس صاحب الجيب الكبير، بجانب السعي المستمر لاغلاق الملفات الملتهبة لا لشي سوى لانها (بتعمل دربكة وتشويش)..!!
* لا تزال قصة (سيدنا يوسف) تحاصر عقلي.. وبالتحديد مشهد مجموعة الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) ورغم ذلك يصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم، وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي..!!
* تخريمة اولى: ضحكت حتى استلقيت على ظهري تعجبا واستغرابا من الحركة الاخيرة التي ظهرت تحت ستار (سحب الثقة من مجلس المريخ الشرعي).. وسبب الضحك ان اكثر من ثلث الذين قاموا بتلك الحركة لا يملكون عضوية بالنادي. لاحظوا انا لم اسأل عن لماذا لم يفكر هؤلاء القوم في دعم المجلس الشرعي ماليا..؟!
* تخريمة ثانية: نكرر ماذكرناه من قبل: يا خوفي على المريخ من ما سيحدث في الايام المقبلة، وكل ما اتمناه ان لا تصدق توقعاتنا ويفقد الاحمر بريقه في الموسم المقبل، وربنا يستر ويجيب العواقب سليمة..!!
* تخريمة ثالثة: ان ما يحدث في المريخ هذه الايام لا علاقة له بالحراك الديمقراطي او كما يزعم البعض لان ما يدور لا يخرج عن دائرة البحث عن (ترزي البنك) حتى يشرع في تفصيل الدولارات للارزقية..!!
حاجة اخيرة: والله العظيم (قمة المهزلة)..!!
The post ولا يزال البحث جاريا عن (ترزي البنك)..!!.. بقلم محمد كامل سعيد appeared first on السودان اليوم.