غير مصنف --

المغتربون .. نهاية عصر.. بقلم سهيل احمد الارباب

السودان اليوم:
لكل أمر بداية ونهاية ولكل مرحلة ختام وقد بدات مسيرة الغربة والاغتراب للسودانيين منذ الأربعينات والخمسينات والآن 70 أو 80 عاما والسودانيون على ذات الخطى وربما نفس الأمكنة والمقاصد وهذه أزمة وركود لابد له من تفكر ودراسات وحلول.
فى البدء كان المغتربون يخرجون أفرادا بأنفسهم إلى مصر ولبنان وتحولوا للسعودية في الخمسينات ومابعدها ودول الخليج الأخرى في السبعينات. ولكن من بداية السبعينات بدأت رحلة الأسر وامتدت حتى اليوم وكان من سماتها سنوات معدودة لتكوين الذات والعودة للاستقرار النهائي بأرض الوطن.

ولكن هذا الواقع تغير وتغيرت الظروف بهذه المهاجر وأصبحت رحلات لا نهائية الأمد والمصير. وأصبحت من أجل المعائش فقط واستمرارية الحياة وسط ظروف أفضل.
وأصبح الأغلبية من غير أصحاب التخصصات المهنية يعيشون الكفاف وانقطعوا حتى عن الإجازات والتواصل مع أرض الوطن وأغلبهم لايمتلك من وسائل الاستقرار بالعودة للوطن من سكن ومداخيل للحياة سجنا أبديا له بالغربة وقد أفنوا زهرة شبابهم بها وقد أنفقوا بشهامة خلال عهدهم الذهبي وساعدوا الأهل والعائلة وحتى الجيران بالأحياء تعليما وعلاجا وهدايا.
ومع نهاية القرن العشرين بدأ عنفوان هجرات أخرى ورحلات اغتراب مختلفة الأهداف والمقاصد فيما تلا انقلاب الانقاذ ب1989 اصبح الرحيل الى اوربا وامريكا وكندا واستراليا فى رحلات توطين وهجرة نهائية ظاهرة متعاظمة ومتواصلة.
والنوع الثانى من الهجرة واقصد بها هجرات التوطين فهى معروفة لكثير من الدول واصبحت تجمعها ومواطنيها السابقون روابط تنظيمية واقتصادية وثقافية كما يحدث بالتجربة اللبنانية ومهاجروها بالامريكتين واوروبا…
والان بدول الخليج يواجه المغتربون تغيرات اقتصادية وسياسات ابدال وتوطين متعاظمة مما افرد مشاكل وصعوبات فى استمرار الاستقرار الوظيفى واستمرارية الحياة كما سبقها من عقود ثمانية سابقة وافردت مشاكل اجتماعية تجاه مستقبل الابناء والاسر واستمرار واستقرار مسيرتهم التعليمية وافاق المستقبل المنظور بهم تضج بها مكاتب الجاليات والسفارات واصبحت اغلب التخصصات المهنية خارج سوق العمل التوظيف لمن يفقد وظيفته السابقة ماعدا قطاع الاطباء والذى من المتوقع تاثره ايضا بمعدلات النمو للمتخصصين بهذه المهنة من ابناء هذه البلدان خلال خمس سنوات فقط وبحد لايتعدى العشر سنوات مما يستوجب اعادة التفكير واستنتاج وخلق بدائل لمواجهة تطورات هذه الازمة على مستوى الدولة السودانية ودورها وعلى مستوى الافراد فى حل ازماتهم الخاصة والاسرية واسقاطات هذه التطورات عليها.
على الدولة الاهتمام بقطاع المهاجرين والمغتربين ووضع خطط استراتيجية تخاطب اهتماماتهم ومشاكلهم وتشجع على العودة والتواصل الثقافى والسياسي والاقتصادى بافراد سياسات تشجع العودة والاستقرار والاستثمار بارض الوطن لمختلف الفئات للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم الخارجية عبر وظائف وانشطة خاصة عبر تسهيلات خدمية وضريبية تشجعهم وتجعل من امر العودة والاستقرار امرا ميسورا.
وافراد سياسات تمويل بنكية واجراءات تسجيل اسماء عمل ونشاط خاص لغير القادرين على توفير رأسمال كافى لانشطتهم التحارية وحلول اسكان لاسرهم وتعليم لاولادهم ممايسهل فى اعادة دمجهم فى الحياة العامة للبلد.

The post المغتربون .. نهاية عصر.. بقلم سهيل احمد الارباب appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى