في الأسبوع المنصرم أتهم الجيش قوات مجلس الصحوة الثوري وحركة تحرير السودان بشن هجمات على مواقعه في منطقة جبل مرة بدارفور لكن حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نفت مبادرتها بالهجوم فيما أكد المستشار الإعلامي للقائد العام للجيش الطاهر أبوهاجة أن الهجوم انتهاك واضح لوقف إطلاق النار ومحاولة لعودة دارفور للإحتراب في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الإنتقالية لتحقيق السلام الشامل.
ووصف الخبراء هجوم مجلس الصحوة الثوري للجيش السوداني بانه عمل إرهابي وإجرامي بتوجيه من موسى هلال وخاصة بعض نشر أنباء في التواصل الإجتماعي عن نقل رئيس مجلس الصحوة الثوري موسى هلال والمعتقليين معه في السجن الحربي إلى الاقامة الجبرية بمنزل في ضاحية اركويت بالخرطوم تحت الحراسة المشددة.
ويقول الخبراء أن خروج موسي هلال من المعتقل الحربي الي منزل قبل توقيع أتفاق السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح في جوبا هو بادرة خير تصب في رصيد بناء الوطن وتعزيز السلام ورتق النسيج الأجتماعي في دارفور، ودعوه إلى الإجابة على السؤال المطروح لماذا لايفكر في الوطن والسلام ؟ وقال خبير نقول له تفكر وتدبر وتبرأ من المرارات لمكانتك كزعيم إدارة أهلية أيذانآ بنهاية مرحلة وبداية صفحة جديدة في ثورة التغيير،بعد أسقاط نظام البشير واعوانه.
لماذا يتبرأ موسي هلال من مجلس الصحوة الصحوة الثوري ؟
في الثالث عشر من يناير2015 تم لقاء سري مغلق داخل قيادة الجيش في الجنينة بولاية غرب دارفور بين موسي هلال وهو يرتدى لباس عسكري ويلف رأسه بالكدمول مع مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني وقتها إبراهيم غندور، ناقشا قضايا سياسية وأمنية وتنموية، من أجل طئ كل الخلافات مع موسي هلال وعودته لصفوف المؤتمرالوطني.
وحتى تكتمل الصورة سنقوم بتحليل العنوان في سلسلة من حلقات عن ظاهرة موسي هلال زعيم قبيلة المحاميد أحد بطون قبيلة الرزيقات في أقليم دارفور، ذاع صيته أول مرة عقب خلافه مع والي شمال دارفور الأسبق الفريق إبراهيم سليمان الذي قام باعتقاله وإبعاده عن دارفور بتهمة تورطه في نزاعات قبيلة مع ظهور التمرد في دارفور.
لكن حكومة البشير في محاولتها للقضاء على حركات دارفور المتمردة حسب ظنها أضطرت إلى إطلاق سراح موسي هلال من السجن ليحارب بالوكالة عنها بل سارعت إلي التعاون معه لمواجهة تمرد حركات دارفور بالأقليم، واستطاع هلال ان يلعب أدواراً في الانتهكات الفظيعة التي وقعت في دارفور.
ومع تعاقب السنوات لم تسير الأمور سيراً سلساً بين البشير وموسي هلال وعادت حليمة لقديمة، وغادر هلال الخرطوم إلي منطقة مستريحة بولاية شمال دارفور وأعتصم وسط أهله وعشيرته وكون مجلس الصحوة الثوري ودخل في صراع مع والي شمال دارفور عثمان كبر وتفاقم الخصومة بعد الأحداث الدامية التي وقعت بين القبائل العربية في منطقة جبل عامر.
وطلب موسي هلال من المؤتمر الوطني بإقالة والي شمال دارفور عثمان كبر وانه لا يمكن ان يكون مع الحكومة الإّ بعد إقالة كبر وبدأ يصول ويجول وعزل معتمدين تابعيين لحكومة كبر ونصب آخرين مكانهما، وصار الآمر والناهي في تلك المحليات والحكومة لم تحرك ساكنا والحزب الحاكم سعى علي استحياء لأرضاء موسي هلال بالعودة إلي الخرطوم لمواصلة عمله كمستشار بديوان الحكم الاتحادي، و عضويته بالمجلس الوطني لم تسقط بغيابه لمدة عامين.
لم يعلن موسي هلال طيلة اعتصامه بمنطقة مستريحة تمرده على الحكومة ولكن كل تصرفاته تؤكد خروجه عن، عباءة المؤتمر الوطني، وشق عصا الطاعة،ولكن البشير مد حبال الصبر وتعامل معه بشئ من التخدير خوفاً من تمرده وهو يمتلك السلاح وقوات حرس الحدود تحت امرته.
أشتكى البشير للرئيس التشادي أدريس دبي من الجفوة بينه وبين موسي هلال وطلب منه التدخل لعودة المياه الي مجاريها، وبالفعل نجح دبي وجمع البشير وهلال في منطقة “أم جرس” وأستبشر البشير خيراً بطي الخلاف مع موسي هلال من خلال مؤتمر اهلي دعا له ديبي لدعم الإستقرار في دارفور.
لكن ازدواجية المعايير في المؤتمر الوطني دفع موسي هلال إلى ذراع الحكومة بعد أن اثبت ان هذه الحكومة لا تفاوض ولاتستمع إلا لحامل السلاح، وواصل في أتهام الحكومة بالفساد والظلم، وأنه في حل عن الوظيفة في ديوان الحكم الأتحادي وأنه عازم على تكوين مجلس الصحوة الثوري وتحقيق ماعجزت عن تحقيقه الحركات المسلحة التي وقعت علي اتفاقيات مع الحكومة او التي ما زالت تحمل السلاح.
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وانفراط عقد الأمان في منطقة جبل عامر وتدخلت الحكومة وسيطرت علي تنقيب الذهب، ووجه البشير وزير الدفاع عوض بن عوف باحضار موسي هلال حيّا أو ميّتا إلي الخرطوم وبين عشية وضحاها وجد موسي هلال نفسه بين السجون في الخرطوم.