من القناعات التي أثبتتها تجارب الفشل التي عشناه سنيناً طويلة ولا زلنا نكابده هو عدم إتاحة الفرصة للشباب في الدخول لمعترك السياسة من أجل تقريرمستقبلهم وفرض الوصاية على خياراتهم طوال الحقب الماضية مما أورث هذه البلاد ما نحن فيه الآن من عتامة الرؤية وإنسداد الأفق مما جعل مستقبل بلادنا (من غير ملامح) .
لقد ثبت بالدليل القاطع والتجربة والبرهان خلال إدارة شبابنا للحراك الذي أودى بحياة النظام المدحور إنهم يتمتعون برؤية تنظيمية وإمكانات تنفيذية هائلة أذهلتنا (نحنا العجائز ديل) قبل أن تذهل العالم الذي تصدرت نشرات أخباره الرئيسة ما كان يقوم به هؤلاء الأبطال .
نعم هم من يجب أن تقع علي عاتقهم مسؤولية بناء السودان الحديث، الوطن الذي نرجوه لهم وهي مهمة شاقة وعسيرة (لكن هم قدرها مع بعض التوجيه) فما حدث من خراب ودمار على كافة الأصعدة خلال الثلاثين عاما يحتاج إلى الكثير والكثير إذ تنتظرهم مهام يجب عليهم أولاً تنفيذها أولها أنزال شعار ثورتهم المجيدة (حرية سلام عدالة) إلى أرض الواقع ثم بعد ذلك عليهم أن يلتفتوا إلى تشييد كل البني التحتية المنهارة من تعليم وصحة وزراعة وتكنولوجيا وصناعة، وطرق وكباري وسدود وإنشاءآت وسياحة وغيرها…
صدقوني لن يقدر على بناء السودان الحديث إلا شبابه، فهم أدرى بما يصلح لهم وللأجيال القادمة ولديهم القدرة على التعامل مع مستجدات العصر التقنية والمعرفة والدراية بكيفية مخاطبة الشعوب والتواصل معها وهم الأقدر على رسم خارطة الطريق التي يسير عليها الوطن في مستقبل الأيام وذلك بوضع الخطط والبرامج العلمية الحديثة لتحقيق تلك الآمال المعقودة والطفرات المأمولة والنجاحات المرجوة والإستفادة من خيرات وموارد هذه البلاد التي من الممكن لو إحسن توظيفها أن تضعنا في مقدمة الدول تقدماً ونماءاً ؛ وليست تجربة النمور الآسيوية، ولا تجارب رواندا وتركيا وغيرهم من الدول عنا ببعيدة فقط نحتاج من هؤلاء الشاب التخطيط العلمي الصحيح والعمل والعزيمة .
قد يتساءل البعض (طيب نحنا العجايز ديل نمشي الكوشة؟) بالطبع ما ح نمشي إذ علينا واجبات ثقيلة تتضمن حثهم على أخذ زمام المبادرة، وإفساح الطريق لهم للممارسة السياسية التي ظلت حكراً على (ديناصورات السياسة) والتصدي لقيادة الأمة ونهضتها، وهو ما أخفقتفيه الأجيال المتعاقبة منذ إستقلال السودان وحتي اليوم… نعم العواجيز أمثالنا و(من تجاوزوا الخمسين) يجب أن ينحصر دورهم علي الإستشارة فقط، بهدف إثراء تجربة هؤلاء الشباب وقد آن الأوان لهم أن يعطوا الشباب ديل فرصة وخلاص (يخرجوا من التشكيلة ) .
كسرة :
يجب على جميع الأحزاب الجديدة التي تستهدف الشباب أن توضح في دستورها أنه يمنع منعاً باتاً ترشح المؤسسين لها لشغل أي منصب فيها وكذلك من تخطوا الخمسين وذلك منعاً (للكنكشة والإستهبال) !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنوووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
صحيفة الجريدة