الثالث من يونيو لم يكن يوماً عادياً بالبلاد، فكان يوم (الدموع) بكى السودانيون لفقد شهداء.. كانوا يعيشون بينهم حتى فجر الثالث من يونيو وهو تاريخ مجزرة القيادة العامة، ذرفوا الدموع لأن من قتلوهم مايزالون يمشون في الأرض فرحاً دون عقاب أو حساب رغم مرور عام على المجزرة الشهيرة أمام القيادة العامة، وما يزال الألم يعتصر القلوب على المفقودين .
اللجنة المستقلة للتحقيق في مجزرة القيادة لم تسلم من الهجوم العنيف لأنها تأخرت في إعلان نتائج التحقيق فوجدت نفسها أمس محاصرة من السودانيين ومن منظمات وسفراء دول وقوي سياسية يطالبون بالقصاص.
محاكمات علنية :
المتظاهرون استعادوا ذكريات اعتصام القيادة العامة فرددوا الشعارات (دم الشهيد دمي) ،( دم الشهيد ماراح لابسنوا نحن وشاح)، وهتفوا بالحرية والسلام والعدالة، وانتقدوا تأخير نتائج لجنة التحقيق المستقلة، رغم تعهد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في الذكرى الأولى لفض الاعتصام بالقصاص للشهداء وتحقيق العدالة والكشف عن المجرمين، وقال نحن ننتظر اكتمال أعمال لجنة التحقيق المستقلة وسيتم تقديم المتهمين إلى محاكمات عادلة وعلنية، وأضاف أن فض الاعتصام أكثر اللحظات حزناً وألماً في تاريخنا المعاصر .
اللجنة المستقلة للتحقيق كونها رئيس الوزراء حسب الوثيقة الدستورية برئاسة نبيل أديب وتضم بعض القيادات بالقوات المسلحة والشرطة والأمن، وتم إعطاؤها صلاحيات واسعة، لكن قيادات بالحرية والتغيير اتهمتها بعدم الشفافية والمماطلة في إظهار نتائج التحقيق، مشيرين إلى أنها تأخرت كثيراً في عملها وتنقصها الشفافية، وقالوا إن اللجنة كان عليها أن تبدأ التحقيق بالمجلس العسكري حول من فض الاعتصام؟
أسر الشهداء ظلوا يطالبون بضرورة تسليم المجرمين إلى العدالة، وأمهلوا لجنة التحقيق المستقلة أسبوعاً للإعلان عن نتائج التحقيق، وهددوا بالخروج إلى الشارع بعد تجاوز الفترة، وأرسلوا رسائل في بريد رئيس مجلس الوزراء والنائب العام ورئيس القضاء تطالب بالقصاص .
ناشطون شنوا هجوماً عنيفاً على اللجنة في الميديا معتبرين أن تأخر نتائج التحقيق أعطى المجرمين فرصة للهروب خارج البلاد، وقالوا إن اللجنة تماطل في عملها رغم توفر الأدلة، وطالبوا بلجنة تحقيق دولية لأنهم أصبحوا يشككون في استقلالية ما اسموها لجنة أديب .
حركات الكفاح المسلح والقوى السياسية أصدرت بيانات في الذكرى الأولى لفض اعتصام القيادة العامة، وقالت إن اللجنة تتلكأ في الإعلان عن نتائج التقرير، وقالت نخشى أن يكون هناك أمر يحاك في الظلام، فيما طالب آخرون اللجنة بالإسراع في عملها وتقديم المتورطين إلى العدالة، مؤكدين أن التأخير ستكون عواقبه وخيمة .
لجنة التحقيق أمام أعين العالم الذي ينتظر انتهاء عملها، منظمات وسفراء طالبوا بتحقيق العدالة، السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق أعرب عن حزنه في الذكرى الأولى لفض اعتصام القيادة العامة، وقال في تغريدة بتويتر استيقظت فجأة على صوت إطلاق النار المريع حيث وقعت مذبحة في اعتصام ثوري، وطالب بالمساءلة وتحقيق شعار (حرية، سلام، عدالة) .
الأمم المتحدة دعت الحكومة إلى تقديم المتورطين في فض الاعتصام إلى العدالة، ووصفت المنسقة المقيمة بالسودان قوي يب سن الهجوم بالوحشي.
خنق اللجنة :
رئيس لجنة التحقيق المستقلة نبيل أديب يذهب في حديثه لـ(السوداني) إلى أن الذين يهاجمون اللجنة هم أعداء الثورة، ويريدون خلق اضطراب سياسي بعد فشل أجندتهم الاقتصادية والدينية، وقال إن بعضهم يعملون لصالح متورطين في فض الاعتصام – لم يذكرهم- ، وأضاف : بعض المتورطين لديهم وكلاء يعملون إنابة عنهم، ويريدون خنق اللجنة وعرقلة العدالة وأن يفقد المواطنون الثقة فيها .
نبيل قال إن من يحاصرون اللجنة بالاتهامات يريدون استخدام أجندة سياسية في مسألة عدلية، مؤكداً أن اللجنة مستقلة ولا تقبل إملاءً من أحد ولا يمكن إدانة (زيد أو عبيد)… فالبينات هي التي تكشف المتهمين غض النظر عن أنهم سياسيون أو تنفيذيون، وقال اللجنة لا تريد أن تتعجل في نشر نتائج التحقيق، مشيراً إلى أنها ستستلم مستندات مهمة بعد رفع الحظر للوصول إلى نتائج صحيحة، وقال العالم ينتظر الكشف عن المتهمين في مجزرة 3 يونيو .
الخرطوم : وجدان طلحة
صحيفة ( السوداني )