السودان اليوم:
عندما خرج سوداكال من السجن، توقعنا منه عقد مؤتمر صحفي يوضح عبره موقفه القانوني حول الاتهامات الموجهة اليه، فهو رئيس احد اكبر اندية السودان، ولم يعد ملكا لنفسه منذ أن ترشح و قبلت المحكمة ترشحه و فوزه بالتزكية، ولو اقتصر التوضيح على ملامح بسيطة عن القضية، فأكثر الناس لا يعرفون عنها شيئا، وفقط يسمعون عن ارتباطها بالنصب والاحتيال حتى تمدد هذا الارتباط الى اسمه، ومن ثم يحدثنا عن موقفه مع المريخ في ظل كل التعقيدات التي مر بها النادي وتجربته وما ينتويه في قادم الأيام.
اكتفى سوداكال بزيارة سريعة غير مفهومة لإستاد المريخ، حتى الصحفيين لم يتمكنوا من متابعتها، لأنها لم تكن معلنة، وبعد تسربيها فاجأهم سوداكال بموعد مغاير.
سبننا هذا التأخر في أن الرجل ينتظر خطوة اجرائية لاعلانه رئيسا رسميا، لكن غياب سوداكال استمر حتى بعد تعيينه رسميا من مجلس ادارته.
فلم يظهر مجددا الا عبر صور متجمدة لاجتماعاته مع مجلس الادارة في مكتبه، و مرتين او ثلاث مرات مع الجهاز الفني عبر صوره الجامدة في مكتبه الذي لا يغادره!
لم يشارك آدم في مناسبات مجتمع الأحمر بأتراحه و افراحه، ولم يقم بزيارة رمز او مريض، ولم يدعو اهل المريخ واقطابه لمأدبة، بل انه لم يخرج حتى الآن في حوار صحفي واحد رغما عن عشرات الطلبات المقدمة من وسائل الاعلام بكافة انواعها.
حتى قرار مجلسه القاضي بتكوين لجنة لم شمل المريخاب برئاسته والقاضي بعقد عدة زيارات وقيام مؤتمرات جامعة لم يحترمه وأهمله حتى سيطرت الجائحة، واكتفى بالانزواء داخل مكتبه وكأنه يرأس ناد صغير لا المريخ في استهتار بغيض.
سوداكال الذي ومنذ ترشحه لم تعرف له وسائل الاعلام سوى صورة وحيدة وهو ( داخل مكتبه) خاب فألها بعد خروجه، وظلت تعتمد على ذات الصورة بعد خروجه من السجن وبعض صور جادت بها الصفحة الرسمية لكنها لا تختلف عن الوحيدة، تشترك في المكتب، مكتب لا يختلف عن سجنه القديم الا في الرفاهية والهواء البارد.
آدم الذي خرج من سجن كوبر الى سجن شارع المطار يؤدي دور الزعيم رقم ” صفر” ببراعة في روايات الشياطين الثلاثة عشر، فهو مجهول الصورة ولا احد يعلم عنه شيئا، ويكتفي بقيادة شياطينه الجواسيس في المهام عن بعد، والاختلاف البسيط في أن الزعيم صفر يترك لشياطينه التنفيذ بعد التبصير، لكن زعيم المجلس رقم صفر يقوم مؤخرا بدور الشياطين ال 13 دفعة واحدة بل انهم يتفاجأون بنهاية المهمة ويقرؤنها كما القراء عبر المجلة المصورة ( الصفحة الرسمية).
وهذا ما قاد الى قرارات كارثية قسمت المجلس ودفعت باستقالات البعض، ثم تخبط وعشوائية في القرارات والتراجع عنها.
وبدون الخوض في تفاصيل ادارته منذ خروجه من السجن والمعلومة عند الجميع فإن ما يستفزني في الرجل هو عدم انفتاحه على مجتمع المريخ، وليعلم سوداكال ان منصبه اجتماعي ايضا، وهو يمثل هذا المجتمع برئاسته للمؤسسة، وليعلم ايضا أن الشعبية التي صنعها رؤساء من قبله إنما صنعوها بفضل تغلغلهم في هذا المجتمع، بل إن احد اسباب غضب كثير من المحبين على الرجل هو العزلة التي فرضها سوداكال على نفسه و بعض اعضاء مجلسه من قبله.
عدة مبادرات مطروحة الآن على طاولة سوداكال عنوانها التواصل ليس اجتماعيا، بل لبحث امر النادي معه والملفات الملحة و هذا لا يتأتى الا بعد خروجه من الجزيرة المعزولة، سنرى ما يفعل حيالها، وان كان الأصح هو ان يقود آدم هذه المبادرات لا أن تدخل عليه في سجنه الثاني.
The post الزعيم رقم “صفر”.. بقلم اواب محمد appeared first on السودان اليوم.