غير مصنف

أكوات جون تكتب: روابط الوجدان تهزم فواصل السياسة

الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

اكوات جون
منكم وإليكم

العيد علينا هلّ.. وبأحلى فرحة طلّ
أقول في نفسي وأنا أعايد الناس
عندما أراكم تكمل أفراح عيدي
وأسارع قلبي بالأحاسيس وأرسل لكم التهانئ.. عيد مبارك..
وكل عام وأنتم أغلى الناس بالخير وعلى الخير وموفورو الصحة والعافية.
أدام الله لكم الأعياد بالأفراح والسعادة وألبسكم من تقواه نوراً نور العافية والتعافي والمعافاة
جئت إلى الخرطوم في زيارة ذات طابع اجتماعي للمشاركة والاحتفاء بزواج صديقة عمري وكان الاحتفال بزواجها كأجمل ما يكون، ولم يكن ذلك على طريقة قول الفنان (يا الفي الجنوب حيي الشمال) لأن الجنوب كان حاضراً ممثلاً في شخصي الضعيف، وفي نفس اللحظة كنت شقيقة العروس وممثلتها لأن مكانتها عندي لا توصفها الكلمات.
فجأة وبلا مقدمات داهمني مرض غريب وعجيب وما بين غمضة عين وانتباهتها أخطرني الأطباء بأنني مهددة بالفشل الكلوي الكامل وأدخلوني إلى غرفة العناية المكثفة، التي بقيت فيها لأيام وأيام، ولكم أن تتخيلوا شخص جاء بكل قواه يتحول فجأة إلى جسد بلاحراك يعتمد في غذائه على السوائل والمحاليل الوريدية.
وكنت قبل أن أدخل في هذه الحالة وعندما أخبرني الأطباء بما أعاني منه قد كتبت لأصدقائي وصديقاتي وزملائي وزميلاتي طالبةً منهم الدعاء عل الله يستجيب لدعواتهم كل ٌ حسب معتقده. وقبل أن يجف مداد الكلمات التي سطرتها على وسائط التواصل الاجتماعي إلا وانهالت المكالمات من كل حدب وصوب من قبل زملائي وزميلاتي الإعلاميين الذين التقيتهم في جوبا التي جاءوا إليها لتغطية مفاوضات السلام السودانية بين الإخوة الأعزاء الفرقاء في الشمال. وكنت كلما أستجمع قواي أجد عشرات الرسائل التي تعبر عن الأصالة والحب والامتنان والزمالة وعمق الإنسانية من الكثيرين والكثيرات منهم، عدا قلة ربما شغلتهم الشواغل وأنا أجد لهم العذر فالمسامح كريم، وهذه أيام عيد للإخوة المسلمين.
وهنا لابد لي من أن أتوجه بالشكر أجزله لكل من هاتفني أو راسلني أو دعا لي من أعماق قلبه واستجاب المولى لدعائهم.
والناس مقامات وليس تقليلاً من شأن أحد، لكني لن أنسى الموقف والسند الكبير الذي وجدته من أخي الأكبر الأستاذ محمد حسن عثمان التعايشي عضو المجلس السيادي الذي ظل في حالة تواصل يومي متفقداً ومستفسراً بل داعماً معنوياً ومادياً بالنسبة لي.
وبنفس كلمات الشكر هذه أرسلها لزميله في المجلس العسكري، أخي الأكبر سعادة الفريق أول شمس الدين الكباشي الذي ما إن علم بالأمر إلا وأرسل لي عيديته والتي وصلتني في لحظتها وأنا ممتنة له وللأخ مأمون الذي لم يتوان في توصيل الوصية. لكم جميعاً شكري فإن باعدت بيننا الحدود السياسية الوهمية، فنحن من بلد واحد وأصل وأحد.

والطاقم الطبي في مستشفى الأطباء وعلى رأسهم الدكتور خالد محمد محمود اختصاصي أمراض الباطنية والكلى والغسيل الكلوي….
إن الإنسان هو الذي يرى الأشياء كما يريد.
كالأشياء تبدو قبيحة أو جميلة رهنا بوجهه نظر المتأمل، وذلك يعني أن الجمال ليس القائم ذات الإنسان.
ولكن الجمال الحقيقي هو الموجود في داخل روح الإنسانية
لا أنسى أناسا معدنهم أصيل وقلبهم طيب، ولا يكفي كل الكلام لوصفهم الذين كانوا يتواصلون معي هاتفيا ليلاً ونهاراً للاطمئنان على حالتي رغم أشغالهم ويذكرونني في صلواتهم والحمدلله تعافيت بفضل العلاج وبفضل دعواتكم.

وكذلك لن أنسى وقفة معالي السفير كو نيك مبيور بالخرطوم
والسيد وزير الاستثمار/ضيو مطوك الذي دعمني وشد من أزري كثيرًا.
لكل
زملائي وزميلاتي العزيزات والأعزاء الأفاضل
والأستاذ رضا باعو الذي كان يطمئن على كل يوم أقول لكم جميعاً (إن شاءالله يوم شكركم مايجي).
وأنا على ثقة بأن كل الوزراء وأعضاء مجلس السيادة لو علموا بما حدث لي لما ترددوا في الاتصال والمتابعة وأجد لهم العذر في ذلك وأرسل لهم تهانئ العيد السعيد، وأتمنى ان أتمكن قبل عودتي إلى جوبا من مقابلة سعادة الفريق حميدتي حتى أجري معه حواراً قصيراً عن السلام في الشمال والجنوب واعلم أنه لن يتردد في ذلك كما علمت من طاقمه المساعد في جوبا، وأتمنى أن تصله تحياتي ورسالتي هذه ويجد بعض الوقت لأكمل معه مهمتي.
شكري للجميع بلاحدود.

أكوات جون
الخرطوم مايو 2020م

The post أكوات جون تكتب: روابط الوجدان تهزم فواصل السياسة appeared first on الانتباهة أون لاين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى