الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
نبضات
صديق رمضان
تواضع وزير
*من خلال تجربتي الشخصية أستطيع التأكيد علي أن عددا مقدرا من وزراء حكومة الدكتور عبدالله حمدوك يتصفون بالتواضع والتهذيب والإدراك التام لطبيعة مسؤولياتهم التي ترتكز بشكل أساسي علي خدمة المواطن، حيث يتسمون بالهدوء وإجادة فن الإصغاء، عطفا علي اتساع صدورهم للنقد، وحرصهم علي التواصل مع الجميع خاصة الإعلام دون ترفع وبيروقراطية مقيتة.
*وابدأ سرد تجاربي مع عدد منهم حيث انتهت اليوم مع وزير الطاقة والتعدين، عادل علي ابراهيم، الذي ارسلت له رسالة في هاتفه السيار اشكو خلالها معاناتنا في حي المايقوما من عدم انتظام الامداد الكهربائي الذي بات غيابه أكثر من حضوره خلال الفترة الأخيرة، لم انتظر كثيرا الرد حتي استقبل هاتفي رسالة منه تطلب مزيدا من التوضيح للاحاطة بتفاصيل مشكلة الكهرباء بالحي الذي اقطنه، بعد ذلك تواصل معي بكل تهذيب وأدب وحرص علي إيجاد حل لمعاناتنا، بكل صدق اكبرت فيه روح المسؤولية التي اتسم بها والبساطة في تعامله وتجرده في مخاطبته لمواطن بث إليه شكواه، وتأكد لي أنه يشبه أخلاق الثورة المجيدة التي تبحث عن ترسيخ الكثير من المبادئ ومنها أن المسؤول خادم للمواطن وليس العكس.
*أما التجربة الثانية فقد كانت مع وزير البني التحتية والنقل، المهندس هاشم طاهر،_ وهو بالمناسبة شاعر مجيد وكاتب مبدع وقاص متمكن له عدد من الإصدارات _و تجمعني به علاقة صداقة واحترام منذ أن كان معارضا شرسا لوالي البحر الأحمر الأسبق محمد طاهر ايلا،وانطلاقا من ذلك تدخلت مع أخوة كرام لتجسير هوة الخلاف بينه ومدير هيئة الموانئ البحرية،وحينما تواصلت معه لهذا الغرض أكرمني بتهذيب يميزه وأخلاق تشبه الثورة بالموافقة التي أكد عبرها علي سمو روحه ونقاء دواخله، لتنقشع سحابة صيف خلافهما وتعود مياه العلاقة بينهما إلي مجاريها، وهو بخلاف ذلك يحرص علي التواصل مع الجميع ولم يغير فيه المنصب شئيا فمصداته القيمية حالت بينه والتكبر والتعالي علي الناس.
*أما وزير الشئون الدينية والأوقاف الذي جمعني به العمل العام في أكثر من مناسبة حتي نشأت بيننا علاقة من الود والاحترام، فإنه ورغم صغر سنه إلا أنه نسيج قائم بذاته في إجادة التعامل مع الآخرين بأريحية ودون تكلف بعيدا عن النرجسية التي تصيب من يعتلي منصبا رفيعا، ويبدو أن خلفيته الدينية جعلته يتسلح بتعاليم ديننا السمحة التي تدعو لمكارم الأخلاق، ونصر الدين مفرح يعتبر من أكثر الوزراء الذين انتاشتهم سهام الكيزان الا انه ظل يؤدي عمله بكل همه محافظا علي الهدوء الذي يميزه وتهذيبه المعروف.
*ثم يأت وزير المالية، الدكتور إبراهيم البدوي، الذي تفاجأت حينما تواصلت معه عبر تطبيق الواتس اب بالرد علي طلب إجراء حوار معه تقدمت به دون إبطاء رغم زحمة مشغولياته، وأيضا يتميز الدكتور بالاحترام والبساطة،وأكثر شئ أعجبني فيه حينما نقلت له فرحة الموظفين بتعديل الأجور أن ارجع الفضل الي الله واعتبره توفيق وفضل منه، واكتفي بالإشارة إلي أنهم لم يفعلوا شيئا بخلاف رد الحقوق إلي أصحابها، حديث عميق يكشف عن معدنه وأصالته وتواضعه.
*وكذلك تعاملت مع وزيرا الزراعة والثروة الحيوانية، ومثلهما وزملائهم الذين ذكرتهم آنفا يتسما أيضا بتواضع غير مصطنع وبساطة واضحة للعيان، ونجد عندهما دائما المعلومات التي نبحث عنها ،وهو أمر يؤكد علي إحترامهما لدور الإعلام وإيمانهما بالشفافية وتمليك الرأي العام تفاصيل عمل وزارتيهما.
*في تقديري أن هذا السلوك الرفيع الذي ينتهجه وزراء حكومة حمدوك في تعاملهم مع الإعلام والمواطنين ليس من مبادئ الثورة وحسب ،بل تتسق تماما مع ركائز الحكم الراشد الذي يحض علي الشفافية في المقام الأول ويدعو للتفاعل والتواصل مع الجمهور مباشرة بعيدا عن التقارير المكتبية، واستمرار هذا النهج يعد مفتاحا لأبواب المستقبل ومعبرا نحو بناء دولة المؤسسات التي نحلم بها.
The post السودان: صديق رمضان يكتب: تواضع وزير appeared first on الانتباهة أون لاين.