أكدت لجان المقاومة تعرضها لحملة ممنهجة لإستهدافها وقطعت بأنها ليست جديدة بل هي إعادة لإنتاج منهج مسجل وموثق، فمنذ ظهور إرهاصات الموجة الثورية الأولى التي إنطلقت لإسقاط النظام البائد تداعت كل أركانه من أجهزته الأمنية ووسائل الإعلام والمرجعيات الدينية المرتبطة بالسلطة من أجل نزع الشرعية عن الحراك الشعبي الثوري بشتى الوسائل. وقالت 28 من لجان المقاومة بولايات الخرطوم ونهر النيل والنيل الأزرق ودارفور في بيان مشترك اصدرته عبر منصتها الاعلامية عمدت حملات النظام البائد الإعلامية المغرضة بواسطة منصاتهم المزيفة على وصف الثورة بأنها مؤامرة تهدف إلى ضرب الوطن من الداخل وتقودها جماعات مجهولة، فكانت عبارات (ديل عملاء… ديل مرتزقة)، ( شذاذ الآفاق)، (مخربين )، (كفار)، (مأجورين ) وغيرها من العبارات و الأوصاف النابية التي كانت تخرج بإستمرار من أفواه قادة النظام البائد ودهاقنته وأبواقه، بالإضافة إلى التهجم البذئ والمتكرر على الحرائر السودانيات والطعن في أعراضهم على ألسنة المسؤولين ومرتزقة الإعلام وشيوخ السلطان، و كان كل ذلك عبر مؤسسات الدولة الرسمية التشريعية و الإعلامية، وكذلك أجهزته الأمنية التي كانت تبث عبر وسائل الإعلام إعترافات كاذبة تم إنتزاعها تحت وطأة التعذيب. وأردفت بعد أن إنتصر الحق على الباطل و إستطاعت قوى الثورة و في مقدمتها لجان المقاومة أن تفصح عن مكنونها الذي شاهده العالم أجمع بإنبهار وإعجاب وتقدير، حيث حول الثوار أدبيات وروح الثورة وكل شعاراتها واقعاً ملموساً في كل مراحلها. واعتبرت أن ذلك خير دليل على كذب وإفتراءات أعداء التغيير؛ (سلميّة سلميّة ، ضد الحرامية) (يا عُنصري ومغرور ، كلَّ البلد دارفور ) ،(يا عُنصري وسفّاح ، سلميّة مافي سلاح) حيث عبرت بصورة قوية عن سلمية وقومية الثورة وترابط النسيج الإجتماعي الذي إنعكس على إعتصام القيادة (عندك خت، ماعندك شيل). وغيرها من المآثر. وزادت فما كان من قوى الردة لتعود مرة أخرى لمحاولاتها اليائسة لتشويه ولتزييف الواقع عبر نشر الأكاذيب والإفتراءات وعكس صورة مخالفة تماماً للواقع كما حدث في برنامج (خفافيش الظلام) الذي بثته القناة الرسمية للدولة بإيعاز من عناصر الدولة العميقة الذي لم يتناول أيآ من مآثر الثورة في الجمهورية الفاضلة (إعتصام القيادة العامة) وإنما نسج الأكاذيب في منتهى الوضاعة وهو أمر ليس بغريب عليهم. وأكدت لجان المقاومة انها ولدت من رحم هذا الشعب العظيم كحركة إجتماعية ثورية إنطلقت من رحم المعاناة والإحساس بالفقر والتهميش وكبت الحريات والوعي بالفساد وضرورة التغيير الجذري الكامل ، مما جعل منها تياراً طلعياً مرتبطاً بالشعب السوداني في كل تفاصيله، إبتداء من التطلعات والغايات والأهداف و إنتهاء بمنظومة القيم والأخلاق التي جددت التزامها بصونها و عدم الحياد عنها. واكدت تفهمها لطبيعة تكوين لجان المقاومة واستشعارها الدائم لحساسية المرحلة التاريخية التي يمر بها الوطن وحرصها المتواصل على المصلحة الوطنية العليا، وسعيها الدائم للتقدم لسد الثغرات أينما وجدت، و الحفاظ على الشراكة التي جسدتها قوى الثورة المختلفة في أدق المراحل التي يمر بها الوطن، مما ادى الى أن تصبح لجان المقاومة محل ثقة الشعب وصمام أمان للثورة و الرابط الأقوى بين كل مكوناتها. فأصبحت هدفا دائما لسهام التشويه والتجريح التي تطلقها قوى الردة لزعزعة الثقة في اللجان وحذرت من أن الهدف من ذلك إجهاض الثورة عبر تفكيكها من الداخل بضرب سمعة لجان المقاومة . وجددت لجان المقاومة التزامها بالسلمية وكل شعارات الثورة المجيدة وعدم الحياد عنها مهما حدث، وذكرت ان الظروف التي مرت على اللجان من إعتقالات وترصد وجرائم برهنت على ذلك ومثلت لذلك ، بمجازر (فض الإعتصامات) في مختلف الولايات و التي كان أغلب ضحاياها من لجان المقاومة مابين شهيد ومفقود وجريح. و استدركت قائلة رغم ذلك مازلنا متمسكين بأدواتنا النضالية المبنية على مبدأ السلمية و اللاعنف. ولفتت الى أن لجان المقاومة بإمتدادها الواسع و في كل ربوع الوطن الحبيب جعلها تيارا عريضا، يضم العديد من مشارب مختلفة و متباينة، فلا يخلوا الأمر من الاختراقات أو الإنفلاتات المحدودة، و التي قد ينتج عنها بعض السلوكيات الفردية و الأحداث غير المقبولة لدى لجان المقاومة، واعلنت عن ادانة تلك التفلتات. ونوهت الى ان ، أي سلوك لأعضاء المقاومة هو محل مراقبة من اللجان نفسها وانتقدت بطء السلطة الإنتقالية الذي وصغتها بغير المبرر في تحقيق أهداف الثورة في كثير من الملفات التي تتمثل في العدالة و السلام ومحاسبة المجرمين و الفاسدين و تطهير الدولة من الدولة العميقة، بالإضافة إلى عناصر المليشيات أمثال (على كوشيب )المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، و المجرم (موسى أمبيلو )وغيرهم ممن يقود نار الفتن بين القبائل ويرتكب الجرائم بهدف تدمير النسيج الإجتماعي وخلق حالة الفوضى لصالح أعداء الثورة و الوطن، بجانب عدم إتخاذ الإجراءات القانونية ضد من يعملون على نشر خطاب الكراهية والتحريض على العنف وكذلك إستفزاز الثوار من قبل قيادات نظام الإنقاذ و الإرهابين من قادة الحركة التي وصفتها باللاسلامية أمثال (محمد الجزولي )و(أنس عمر) و (إبراهيم غندور) وأذيالهم و من لف لفيفهم. ونوهت الى أن كل تلك العناصر تساهم بشكل مباشر في خلق مناخ مشحون وينذر بخطر وشيك مما يجعل لجان المقاومة في مواجهة حقل ألغام قد ينفجر أحدها بدون إمكانية لمعرفة متى أو أين سينفجر. وطالبت السلطات بحسب صحيفة الجريدة، لإتخاذ الإجراءات و التدابير اللازمة حتى تقطع الطريق أمام من يريد جر البلاد إلى هاوية سحيقة . واعتبرت أن تلك الحملات ليست إلا توظيفا سياسياً لتجعل من صورة كل الحركات الإجتماعية و الثورة الشرعية شكلاً من أشكال الفوضى بحيث يتم فتح الباب على مصراعيه أمام العسكر لقمعها ومحاربتها وقلل من خطورة مثل تلك . السياسات لانها مستهلكة و لن تجدي نفعاً، وأننا في لجان المقاومة وتابعت نحن نستوعب هذا الخط بشكل واضح وماضون في الطريق ولن تثنينا عن أهدافنا وغاياتنا مثل هذه الصغائر ولن نهاب في سبل تحقيقها شيء .
الخرطوم: (كوش نيوز)