السودان اليوم:
تعرض طلاب خلوة الشيخ العباس بمنطقة عد بابكر الباوقة بشرق النيل، لاعتداء بشع من مجموعة شباب زعموا أنهم لجان مقاومة، فيما أدان المجمع العام لرعاية خلاوى القرآن الكريم الإعتداء ووصفه بالبربري الغاشم، وأكد طلاب ومشايخ الخلوة، أن المعتدين جاءوا إلى الخلوة يومي “الخميس والجمعة” واعتدوا عليهم بالاسلحة البيضاء من غير ذنب ولا جريمة اقترفوها، مما أدى إلى إلحاق الأذى الجسيم بعشرة منهم بعضهم حالتهم خطرة، وأحدهم فارق الحياة أمس الاول متأثرا بجراحه.
أصل الحكاية
وابدى مجمع رعاية خلاوي القرآن أسفه لهذه الحادثة واصفاً المعتدين بالشرذمة، وقال انها لا تعرف حرمة الخلوة ولا حرمة المسجد ولا حرمة هذا الشهر الفضيل ولا تعرف الإنسانية، وأكد أن الاعتداء المتكرر على خلاوى القرءان الكريم، خاصة بعد هذه الثورة المجيدة والتي كان شعارها (حرية، سلام وعدالة) يطرح علامات استفهام، وقال المجمع في بيانه (نحن نريد دولة القانون ودولة التسامح وليس دولة العنف والتعدي على الآخرين)، وطالب وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح، بتكوين لجنة تقصي وتحقيق في أسرع ما يمكن لتقديم الجناة للعدالة حتى ينالوا جزاءهم، وكانت وزارة الشؤون الدينية قد أصدرت بياناً قالت فيه:( أظهرت نتائج التحقيق الأولية التي قامت بها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، حول ما تردد عن اعتداء تعرض له طلاب بخلوة الشيخ عبد الرحمن بشير التيجاني بمنطقة عد بابكر شرق النيل تعويضات الباوقا، بأن هذه الحادثة وقعت بسبب تصاعد النزاع حول إدارة بئر مياه بالمنطقة بين إدارة الخلوة واهالي الحي مما أدى لمقتل شخص واصابة آخرين.
تفاصيل ما حدث
وقال شهود عيان بالمنطقة انهم تفاجئوا بأصوات صراخ داوي من أحد طلاب الخلوة الذي تعرض إلى طعن في رأسه من شباب مجهولين، مبينين ان مجموعة من الشباب هجموا على الخلوة واعتدو على طلابها بالاسلحة البيضا والعصي، واستمر الهجوم والمناوشات لمدة يومين وإثر ذلك أصيب عدد من طلاب الخلوة ووفاة أحدهم، واضاف عوض الله الهادي بأن هنالك مشاكل وصراعات بسبب الخلوة نشأت منذ سنوات طويلة وكل فترة تتجدد تلك المشاكل والصراعات، إلا انها تطورت في الفترة الأخيرة عندما طالب بعض الأهالي باغلاق الخلوة أو نقلها إلى مكان آخر، وقال إن بعض الشباب الذين اعتدو على الخلوة يتبعون إلى المجموعات المتفلتة التي تخصصت في السرقات والنهب وليست لهم علاقة بلجان المقاومة، وطالب الجهات المختصة بالتدخل العاجل ونقل الخلوة إلى مكان آخر أكثر أماناً حتى لا تتكرر الحادثة ونفقد مزيدا من الضحايا من الطرفين، علما بإن طلاب هذه الخلوة جاءوا من ولايات بعيدة وليست لديهم علاقة بالصراعات التي تحدث في المنطقة.
أحداث قديمة متجددة
وطالب مواطن فضل حجب اسمة بايقاف عمل لجان المقاومة بالمناطق الطرفية، لأن بعض منسوبيها يخلطون الأمور الشخصية بالعمل العام بل يمارسوا اسلوب الترهيب مع البعض، أما بخصوص أحداث الخلوة قال : انها أحداث قديمة متجددة ولكنها تطورت في الفترة الاخيرة بعد سقوط النظام، حيث يعتبر بعض المواطنون أن هذه الخلوة تتبع للنظام البائد لذلك طالبوا بنزع مساحة وصهريج الخلوة لصالح المواطنين إلا أن ادارت الخلوة رفضت تسليمهم صهريج المياة، وحدثت خلافات في صف المياة بين أحد المواطنين وطالب بالخلوة مما تسبب ذلك في صراع واعتداءات استمرت ليومين.
شيخ الخلوة يروي تفاصيل مؤلمة
وقال شيخ الخلوة عبدالرحمن، التابعة للطريقة التيجانية بشرق النيل، إن مجموعة كبيرة حضرت إليهم بالخلوة رافضين وجود الخلوة بالحي، مسلحون بالاسلحة البيضاء والعصي وآخرون يحملون أسلحة نارية وشرعوا في الاعتداء، على الطلاب مما تسبب في الأذى الجسيم لبعضهم، وفارق أحدهم الحياة، كما تم في اليوم التالي حرق بيت المؤذن الذي يقبع بالقرب من الخلوة، واضاف شيخ عبد الرحمن ان الخلوة تأسست في العام ٢٠٠٩م وفي ذلك الوقت المنطقة كانت خالية من السكان، ومن ثمم أصبحت مخطط سكني في العام ٢٠١٢م وتكونت اللجنة الشعبية للحي بالمسجد بعد استقر فيه السكان وهذه القطعة ملك حر اشتراها مؤسس الخلوة من حر ماله، حتى تصبح مجمع ثم جاء فاعل خير وتكفل بتوفير الماء وحفر بئر سبيل خيري لجميع سكان المنطقة، وقال شيخ الخلوة (بعد الاطاحة بالبشير اعتبرونا نحن تبع النظام البائد ولم ندخل معهم في شئ، وبعد تكوين لجان المقاومة بالمنطقة طلبوا من المحلية أن تسلمهم صهريج الخلوة حتى يكون تابعا للحي ونحن رفضنا ذلك، بعدها جاء مدير الوحدة الإدارية للمياه بالمحلية وقال: إن لجان المقاومة طلبت تسليمها الصهريج مرة أخرى رفضنا وقلنا لهم أي انسان في المنطقة وغيرها أن يشربوا مجانا وبعدها عاد مدير المياه إلى وحدته الادارية).
واضاف أن المحسن الذي بنى المركز من دولة الإمارات وطلب أن يكون المجمع مركز لتوزيع المساعدات على فقراء الحي، وفي كل عام يرسل مساعدات لمدة أربع سنوات، وقبل رمضان باسبوع حيث بداية الخلافات جاءت المساعدات من الإمارات لتوزع على الفقراء، إلا أن هنالك شباب تجمعوا حول المجمع وجاءوا بقوائم وطالبوا بتسليمهم الكراتين لتوزيعها ومن هنا بدأ الخلاف.
التحقيق حول الحادثة
ومن جهة أخرى أصدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بيانا حول الاعتداء الذي تعرض له طلاب خلوة بشرق النيل، وقال البيان الذي تحصلت (الجريدة ) على نسخة منه: (أظهرت نتائج التحقيق الأولية التي قامت بها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف حول ما تردد عن اعتداء تعرض له طلاب بخلوة الشيخ عبد الرحمن بشير التجاني بمنطقة عد بابكر شرق النيل تعويضات الباوقا، بأن هذه الحادثة وقعت بسبب تصاعد النزاع حول إدارة بئر مياه بالمنطقة بين إدارة الخلوة وأهالي الحي مما أدى لمقتل شخص وإصابة آخرين)، وأضاف البيان: (تأكدت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من أن الحادثة ليست لها أي علاقة بالتعدي على الحريات الدينية أو عدم احترام حرية التعبد والاعتقاد، أو لديها خلفيات ومسببات ذات طابع أو خلاف ذو طبيعة سياسية، بل كان الصراع حول مورد مياه (بئر) وهو نزاع قديم متجدد وقد تم القبض على الجناة وفتحت بلاغات تجاههم)، وأكدت الوزارة على ضرورة مضي القضية في مسارها القانوني ومحاسبة كل المتورطين والمتسببين في هذا الحادث، وجددت الوزارة حرص السودان على احترام الحريات وأداء الشعائر الدينية في الأوضاع الاعتيادية والطارئة، وقالت الوزارة: (تسلط هذه الحادثة المؤسفة الضوء على بعض الجوانب المتصلة بإدارة بعض المرافق التنموية التي يحتاجها الإنسان، والتي تحتاج للتوصل لتفاهمات مقبولة ومرضية للمجتمعات المحلية وتجنب استخدام أي سلوك مخالف للقانون او يجنح للعنف لحل المنازعات، كما تنتهز الوزارة الفرصة للتنبيه بأن يربأ كل المتعاطين لهذه القضية عن إثارة الفتن والتداخل بلا علم).
The post مقتل طلاب داخل خلوة بشرق النيل..قصة صراع..! appeared first on السودان اليوم.