الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل
حينما تولى الفريق جمال عبدالمجيد منصب مدير عام جهاز الامن العام وقتها كتبنا رسالة مطولة اعيد نشرها قبل ايام ابتدرناها بان المؤسسات لايفلح في ادارتها الا بنوها ولأن الفريق جمال (جياشي) وينتمى لقبيلة الاستخبارات العسكرية كنا قد شككنا في قدراته في ادارة الملف الشائك الذي سعت جهات لتفكيكه بأقصى ما اوتيت من قوة فمن هو الفريق جمال عبدالمجيد؟؟
الفريق جمال كان رجل استخبارات محنك تولى عدة ملفات ذات طابع امنى حينما كان في الاستخبارات ونسبة لأن هنالك تشابه كبير بين الاستخبارات والمخابرات في طبيعة عملهما من جمع وتحليل للمعلومات وتدخل سريع متى ماتطلب الامر ذلك، لذا بامكاننا ان نقول ان الرجل سينجح في ادارة الملف الموكل اليه ولم نقل ذلك جزافا فقد قلنا ماقلنا بعد ان تتبعنا مسيرة الرجل داخل اروقة المؤسسة المعلوماتية الاضخم من نوعها فمنذ توليه كان مختلفا تماما عن اولئك اللذين تولوا مناصب مماثلة وعاثوا فيها افسادا واضعافا، الرجل عند توليه المنصب كانت كل المؤسسة قد حبست انفاسها تحسبا لاشياء كثيرة ولكن الرجل جاء بعمل مختلف تماما حينما وضع من الخطط والبرامج التى وجدت تأييدا وقبولا منقطع النظير من قبل ابناء المؤسسة واستطاع الرجل بحنكته ان يدع كل اللجان المكونة تؤدى عملها دون تدخل منه ودون السعى لتصفية حسابات ، الرجل في فترة وجيزة استطاع ان يكسب ود وولاء ابناء المؤسسة واستطاع ان يعيد الثقة اليهم ويحفذهم على اداء مهامهم حتى ان جهاز الامن عاد لاداء مهامه من ضبطيات وانجازات مقدرة بفضل خبرة وحنكة وتشجيع (الجياشي) ، اثبت الرجل ان المنتسبين لغير المؤسسة بامكانهم ان يؤدوا ادوارا عظيمة عند توليهم لمناصب كهذه بفضل خبراتهم التراكمية وقوة شخصيتهم وقدراتهم على ادارة الملفات في مثل هذا الوقت .
الان فقط افتقدت البلاد دور هيئة العمليات التى كانت تمثل حصنا حصينا للبلاد ولاننسي اننا الان سنخصع لرقابة اممية ظلت تعد لها منذ سنوات وتجهز لها من الشخصيات مايمكن من نجاح مشروعهم وبالتغيير الذي شهدته البلاد بايدي الشعب العظيم الذي ثار ضد النظام الذي تولى الحكم ثلاثين عاما وعقب نجاح ثورته تم تمرير المخطط وتلميع شخصيات وتسليمها مناصب تمكن من انجاح مخطط تفكيك البلاد فما تنوي الماسونية تطبيقه في السودان هو خلاصة تجارب كوسوفو والصومال وأفريقيا الوسطى ورواندا وجنوب السودان بعد التعديل والتدقيق لتأهيل دول جنوب الصحراء وفق رؤية النظام العالمي الجديد بالتعامل مع مكونات كل مجتمع مباشرة وذلك يعنى عمليا اسقاط مفهوم الدول القومية ذات السيادة بالإشراف على كل تفاصيل ودقائق الأمور من أخلاق وقيم َوعلاقات اسرية بنصوص قانونية تضمن في دستور ينطلق من مبادئ عالم واحد بنظام مالي واحد “ونظام صحي واحد ودين واحد وهو ماصرح به الرأسمالى الماسونى ذو الاصول اليهودية بيل غيتس وكل من يخالف سيكون متهم بالتطرف والإرهاب والرجعية.
تذكر كتب التاريخ انه بعد انتصار قطب الماسونية الجنرال كتشنر في معركة كرري على جيوش المهدية ان هذا الانتصار قد فتح ابواب أفريقيا للمستعمر بسقوط آخر حصن للأفارقة الاحرار خاصة بعد سقوط تمبكتو بواسطة الجاسوس الألماني المكلف من قبل حكومة صاحبة الجلالة المدعو (هاينريش بارت) والذي كان كنسي انجليكاني يدين بالولاء للتاج البريطاني راعي الكنيسة، درس علم اللاهوت في جامعة برلين ثم رحل الي استانبول حيث أعلن إسلامه ليرحل بعدها الي القاهرة تحت اسم (الشريف) عبدالكريم لاتقان اللغة العربية ومن ثم انطلق مع (مرشد) عبر الصحراء الي تمبكتو حيث عاش سبع سنوات ليعود بعدها الي القنصل البريطاني ويسلمه كل تفاصيل الدولة الإسلامية هناك وماهي الا اسابيع حتى كانت الاساطيل الإنجليزية تدك حصون تمبكتو منارة الإسلام في غرب أفريقيا.
الان التاريخ يعيد نفسه والان هنالك حروبات اهلية وقبلية بعدة اقاليم تستعر نارها لتصبح نواة للتفتيت وجميعنا يذكر الدور الرائد لجهاز الامن ابان النظام البائد في ضبط المؤسسات والجواسيس العالميين وابعادهم من البلاد وتقديم بعضهم للمحاكمة امثال الجاسوس التشيكى الذي حوكم بعشرون عاما الا ان المخلوع عفا عنه واطلق سراحه وارسل بلاده ، الان نحن بحاجة للعمل الامنى القوى ولقوات العمليات القومية لحقن دماء المتناحرين واحسب ان الفريق جمال عبدالمجيد سيكون على العهد وقادر على حفظ سيادة البلاد في وقت كهذا سندهم امن بلادنا بكل ما اوتينا من قوة ونأمل ان يعاد تشكيل قوات العمليات وارسالها للمناطق المتناحرة للفصل بين المتناحرين فما لاتعلمونه الان ان الدولة باتت تحارب نفسها وان كل قوة نظامية مسلحة بسلاح الدولة باتت تستخدم سلاحها ضد المدنيين العزل او ضد بعضهم بعضا فكل ابناء القبائل من النظاميين حملوا اسلحتهم وانضموا الى صفوف قبائلهم والان سلاح الدولة تدار به النزاعات القبلية في اقاليم سودانية شتى وهذا يمثل قمة الانهيار للدولة ففى السابق اي جندى يفعل هذا كان يعرض نفسه للمساءلة اما في ظل دولة حمدوك يصبح النظامى قادر على حماية نفسه حينما يكون جزءا من قبيلته فاصبح الولاء للقبيلة والجماعات المؤثرة وهذا منعطف خطير جدا ولازال للحديث بقية.
The post السودان: هاجر سليمان تكتب: من هو الفريق جمال عبدالمجيد وهل ينجح في المهمة الصعبة؟ appeared first on الانتباهة أون لاين.