يطوى تاريخ، ويبدأ آخر، هكذا هي الأحداث بعد وفاة رئيس حزب الأمة القومي وإمام الأنصار الصادق المهدي، حيثُ فتحت وفاته الباب مُشرعًا حول من يخلف الإمام في رئاسة الحزب وإمامة الطائفة؟ وهل تنتهي هذه الثنائية برحيل الإمام؟
(باج نيوز) يستعرض أبرز المرشحين والاحتمالات المتوقعة.
الخُرطوم: باج نيوز
عقب إعلان وفاة رئيس حزب الأمة القومي، وإمام طائفة الأنصار، الإمام الصادق المهدي، بات الجميع يردد سؤالاً واحداً من سيخلف الإمام في رئاسة الحزب وإمامة الأنصار، وهل سيجمع أحد أبناء المهدي بين رئاسة الحزب والإمامة، أم ستنتهي هذه الثنائية برحيل الإمام؟
انتخاب الصادق
انتخب الراحل الصادق المهدي رئيسًا لحزب الأمة في نوفمبر 1964م، وقاد حملة لتطوير العمل السياسي والشعار الإسلامي وإصلاح الحزب في اتجاه الشورى والديمقراطية وتوسيع القاعدة، استغلها البعض لإذكاء الخلاف بينه وبين الإمام الهادي المهدي مما أدى لانشقاق في حزب الأمة، وصار رئيسًا للوزراء عن حزب الأمة في حكومة ائتلافية مع الحزب الوطني الاتحادي في 25 يوليو 1966م- خلفا للسيد محمد أحمد محجوب الذي كان رئيسًا للوزراء عن حزب الأمة.
في الـ25 من يناير من العام الحالي أعلن الراحل الصادق المهدي تخليه عن قيادة الحزب واعتزاله العمل التنفيذي استمراره في العمل العام الوطني والإسلامي والعربي والأفريقي والدولي الفكري والعملي بيد أن انصار حزبه هتفوا مقاطعين حديثه وطالبوه بالاستمرار حتى يكون رئيسًا منتخبًا للجمهورية.
أيضًا وبمناسبة عيد ميلاده الـ(٧٧)، فاجأ الراحل الإمام الصادق المهدي الحاضرين من أهله والضيوف الأجانب وعدداً كبيراً من الدبلوماسيين والصحفيين حينما أعلن في تلك المناسبة عن نيته التنحي عن قيادة الحزب وكيان الأنصار خلال الفترة القادمة بعد تدريب بعض القيادات لتقوم المؤسسات باختيار خليفة له، وأنه سيتفرغ بعدها للأعمال الفكرية والاستثمارية.
وقال الراحل المهدي وقتها أنّ حزب الأمة زاخر بالكوادر التي تستطيع أنّ تعبر بالحزب، وأبان أنّ هذه الخطوة تأتي مكملة لديمقراطية الحزب وتجديد دمائه. وقال الصادق إنّ تلك الخطوة قديمة إنّما تجدّدت في الظرف التاريخي الحالي الذي تمرّ به البلاد.
من يخلف الزعيم في الإمامة والحزب؟
“سؤال صعب”، كانت هذه إجابة معظم من طرحنا عليهم السؤال، بل رهن البعض الإجابة للمؤتمر العام المُقرر للحزب، والبعض الآخر كانت إجابته بأن الصادق لم يكن رئيسًا فقط للحزب، بل كان مفكرًا دينيًا وسياسيًا، ورياضي، وصاحب اجتهادات دينية وإمامًا لطائفة الإنصار.
مصدر مقرب من حزب الأمة القومي قال لـ(باج نيوز) إن الحديث حول رئاسة مريم الصادق بدعم الأسرة واعتماد الإمام عليها وتقديمها نائبه له أو سارة نقد الله بدعم من الشباب داخل الحزب عار من الصحة.
وأشار إلى أن أمر الخلافة الأنصار محسوم بنسبة 80٪ بإن يخلف الإمام إبنه الصديق، موضحاً أن المتابع لتحرك الصديق في الفترة الأخيرة كان دائماً في إتجاه قضايا شوؤن الأنصار أكثر من الأمور الحزبية.
يُذكر أن طائفة الأنصار الدينية اختارت أثناء انعقاد مؤتمرها العام الأول في العام 2002م ، رئيس حزب الأمة ورئيس الوزراء السابق الصادق المهدي إمامًا للطائفة، وكان موضوع إمامة الأنصار مثار خلاف قديم في بيت مفجر الثورة المهدية في السودان الإمام محمد أحمد المهدي بدأ بين الصادق المهدي وعمه الإمام الهادي المهدي وأدى إلى انقسام الأنصار.
ثم تجدد الخلاف بين الصادق وعمه أحمد المهدي بعد اغتيال الإمام الهادي المهدي في عهد الرئيس جعفر النميري أوائل السبعينات وظل قائمًا حتى الآن حيث يرى أنصار السيد أحمد المهدي عدم شرعية إمامة الصادق.
مصدر آخر قال لـ(باج نيوز) إن خلافة الحزب أمر شائك جداً ولن يتم حسمه إلا عبر المؤتمر العام، مشيراً إلى هناك أصوات شبابيه قويه جدا كانت تنادي بحياة الامام بترك الإمام لموقعه في الحزب والتفرق لشوؤن الأنصار.
وأضاف: اجتمعت معه مجموعه من القيادات الشبابية في لندن في آخر زيارته تقريبا 2016،وتحدثوا معه في الأمر صراحة، مؤكدا أنه رحب جدا بفكرة تقديم قيادة شبابيه في المؤتمر العام.
قيادي بحزب الأمة القومي–فضل حجب إسمه-قال في حديثه لـ(باج نيوز): إن اللوء فضل الله من سيخلف الإمام حاليا أما لاحقًا فهذه ستحدد في المؤتمر العام، هذا هو الدستور.
وأوضح أن لدى الحزب رئيس ولديه نواب، ونائب أول يتولى رئاسة الحزب في غياب الإمام، مشيراَ إلى الأمور تسير وفقًا للتراتيبة المؤسسية التي كانت تدير الحزب في حياة الإمام.
ونواب المهدي في رئاسة حزب الأمة هم، ابنته مريم الصادق، واللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر، والدكتور إبراهيم الأمين، والمحامي الذي يشغل حاليا منصب حاكم ولاية غرب دارفور محمد عبدالله الدومة، والفريق معاش صديق إسماعيل.
The post من يخلف (الإمام المهدي) في الطائفة و الحزب ؟ appeared first on باج نيوز.