لأجل الكلمة
لينا يعقوب
الفرق شنو..؟
من الغريب حقاً أن تعجز الأحزاب التي تُطالب بالعلمانية وفرحت باتفاق (الحلو– حمدوك) المبدئي، ما الذي سيختلف عما هو ماثل؟!
ما الذي كان يعيقه الإسلام في مفاصل الحياة اليومية وما الفصل المنشود بين الدين والدولة؟
وبذات القدر وأسوأ، يفشل المتمسكون بمسمى “الشريعة الإسلامية” والدولة الدينية في تحديد النقاط التي ستنتهك الإسلام حال تطبيق العلمانية، وإبراز مظاهر الكفر المحيطة بها..
كلا الطرفين المتناحرين لم يسعيا مُطلقاً في تبسيط الشعار والمفهوم، ليحدث وعي مجتمعي لدى المواطن ما هو فصل الدين عن الدولة..؟
في تسعينيات القرن الماضي إلى 2005م، كان شرط قبول توظيف مواطن في بعض المؤسسات والبنوك، تسميع آية أو حديث نبوي شريف في موضوع معين، المعاينة كانت تحمل أيضاً أسئلة دينية لا دخل للخلق بها مثل علاقة الإنسان بربه..!
إن كانت هذه المسائل منصوصاً عليها في قانون أو دستور، أو معمول بها جهراً بلا استحياء فهذه من الملامح الواضحة لضرورة فصل الدين عن الدولة.
كان من الأفضل للداعين إلى فصل الدين عن الدولة التوضيح بأن ذلك لا يعني إلغاء الإسلام أو محاربته.
دول عربية متعددة الأديان والطوائف، سوريا، الأردن، مصر، العراق، تونس، الجزائر، بل معظم الدول العربية لدول تحتكم إلى الشريعة الإسلامية في الحياة الاجتماعية من زواج وطلاق وميراث، وتحفظ حقوق غير المسلمين في دينهم وطريقة حياتهم.
يقول الله سبحانه وتعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ) وهي آية تصف فرعون بالطاغية لأنه استضعف أقلية دينية كانت تعيش في بلده وهم بني إسرائيل ولم يساو بينهم وبين باقي المجتمع.
كثيرون يرون أن تطبيق الدين الصحيح هو علمانية لأنه ضمن الحقوق وأتاح الحريات.
مسميات لا تضر ولا تنفع، مثل دينية وعلمانية، ينشغل بها السياسيون لوحدهم، يحاولون تسويقها عبر المجتمع بشعارات هُلامية فضفاضة سيكون مصيرها النهائي الفشل لا محالة.
لم تعقد ورش منفصلة أو مشتركة بين طرفي (العلمانية والإسلامية) لوضع مفاهيم واضحة عن الفروقات بين الاثنين، أو حتى الإتيان بنماذج من الدول التي أمامنا حتى يعرف الشارع ثم يقرر.
عليهم أن يعلموا أن ما يفكرون فيه هو آخر ما يهم المواطن، فكلما زاد الفشل والإخفاق الاقتصادي هرب الجميع إلى هذه التفاصيل الصغيرة.
The post لينا يعقوب تكتب: الفرق شنو..؟ appeared first on باج نيوز.