السودان اليوم:
استغلت المخابرات الغربية بعض الشخصيات السودانية المزدوجة الجنسية التي ربتها في خداع شباب الثورة وقامت بالتعاون مع شخصيات قيادية يسارية قديمة كانت تعارض من الداخل من اعضاء الاحزاب اليسارية اللادينية والتي استخدمتها المخابرات الغربية طول فترة حكم البشير في استنزاف مقدرات شعب السودان وجيشه من اجل تعطيل تطور السودان. فكانت مخابرات الدول الغربية الكبرى تستغل شهوة هؤلاء الساسة في الوصول الى السلطة بدون انتخابات ديمقراطية لأن تلك الشخصيات اليسارية كانت قد جربت من قبل الترشح في كل الانتخابات التي اقيمت في السودان ولم تجد اي قبول من شعب السودان وسقطت في جميع المنافسات السياسية الديمقراطية في السودان منذ الاستقلال. ولذلك فلقد استعملت طرق الانقلابات العسكرية الدموية وظهر ذلك بعد انتخابات عام 86 التي اعتقد فيها الشعب ان السودان قد تحول لدولة ديمقراطية الا ان القوى اليسارية تحولت الى قوى معادية للصادق المهدي على الرغم من انه كان منتخبا من جميع الشعب الا ان قوى اليسار تحولت لمعارضة مخربة داخليا ومعارضة خارجية مسلحة كانت تحارب جيش السودان الوطني تقتل جنوده تحت قيادة جون قرنق. وبعد ان جنح جون قرنق للسلام بتوقيع اتفاقية سلام نيفاشا تحول نفس اولئك اليساريين الى معارضة هدامة داخلية تسببت في فصل الجنوب ومعارضة مسلحة ذهبت الى دارفور بعد ان تم فصل الجنوب وتوقفت حرب الجنوب. لقد ظلت تلك القوى معادية دائما للجيش السوداني وتحاول اضعافه وتغيير عقيدته القتالية الاسلامية وذلك لصالح قوى كبرى تتهم الجيوش الاسلامية المجاهدة بانها جيوش ارهابية وتحاول تغيير عقيدتها وتوظفها لقتال شعوبها تحت لافتة مزورة اسمتها امريكا محاربة الارهاب الاسلامي حتى لاتتوحد تلك الشعوب لمحاربة اسرائيل وفي هذا الصدد فلقد نقل عن رئيس غانا احمد سيكتوري انه قال (لو ان عبد الناصر جعل حربه مع اسرائيل حرب اسلامية لتحرير القدس لكنا كمسلمين ازلنا دولة اسرائيل منذ ستينات القرن الماضي ولكن ناصر جعلها حربا قومية عربية ضد الاستعمار) انتهي.
من اساليب الخداع الخبيثة التي استعملتها مخابرات الغرب هي تشويه صورة مؤتمر الحوار الوطني ثم حكومة الوحدة الوطنية التي ترأسها معتز موسى ثم خلفه ايلا. واستطاعت تلك المخابرات ان تجمع كل اطياف المعارضة السودانية على اختلاف مشاربها وبالرغم من الخلافات العميقة فيما بينها واستعملتهم لاسقاط حكومة الوحدة الوطنية قبل ان تتمكن من اقامة انتخابات نزيهة في ابريل 2020 لان مخابرات الغرب عرفت ان تلك الانتخابات ستكون بداية لاحداث استقرار سياسي في السودان ولذلك فان مخابرات الغرب جاءت بالاشخاص الحالمين بحكم السودان بدون انتخابات وقامت بتأليب معارضة الداخل وبعض الدول المجاورة فحدثت ندرة في الخبز والسيولة والوقود مما ادى الى سقوط حكومه البشير اذ تزامن مع تلك الازمات هجمات اعلامية وتهم مبالغ فيها بالفساد والعسف والظلم السياسي .
لكن اولئك الاشخاص والمخابرات الغربية اخطأوا عندما قاموا بعزل كل الموظفين ورجال الاعمال المتدينين بعد نجاح الثورة باعتبار انهم كيزان بلا تفريق بين الفاسد والصالح بل عزلت واقصت حتى شباب الثورة عن ممارسة دورهم في الحكم والرقابة، بل اعتقد انها عزلت د. حمدوك نفسه عن شباب الثورة وهذا ما اثبته الوزراء الذين اقالهم د. حمدوك. لقد استعملت المخابرات الغربية اولئك الاشخاص لشيطنة كل متدين سوداني حتي خطباء المنابر والعلماء وحتي مجمع الفقه الذي عينوه اهل قحت واتخذوا من شماعة الكيزان والدولة العميقة مبررا كاذبا لتبرير فشلهم ولكنهم سرعان ما فشلوا في اقناع الشعب بذلك فقاموا بتحديث الشماعة في محاولة لاحداث فتنة جديدة بين الشعب والجيش، وتم توجيه نشطاء قحت على وسائل التواصل بعمل غرفة إعلام مركزية يديرها شيوعيون من مزدوجي الجنسية لتعليق سبب فشل د. حمدوك على شماعة عدم تبعية شركات سموها بشركات الجيش والمنظومة الدفاعية لوزارة المالية، وكأن الجيش السوداني لا يتبع لحكومة السودان ولكن في كل مرة تقوم قحت باختلاق شماعة لتبرر فشلها ولتجدد لنفسها شهور إضافية للبقاء في الحكم بدون انتخابات وبلا محاسبة او مراجعة لميزانيات مؤسسات الحكم.
ان على د. حمدوك اذا اراد ان يستمر كرئيس وزراء لكل السودانيين ان يبعد هؤلاء الاشخاص من حوله وان يصنع له بطانة صالحة من شباب الثورة ولا يقصي احدا من الاسلاميين او غيرهم الا شخص ادين بحكم نهائي غير قابل للاستئناف من محكمة، لانه بغير ذلك سوف لن يستقر السودان وسوف لن تنتهي الفترة الانتقالية ولن تقام انتخابات ديمقراطية في بلادنا.
The post تعديل مسار الثورة.. بقلم م. نصر رضوان appeared first on السودان اليوم.