السودان اليوم:
*إن خطاب الفريق البرهان للقوات المسلحة والذي يضج بصور من الإحتجاج تصل لدرجة العنف اللفظي فإنه يقر بالفشل لا يتحدث عن حلول ترفع هذا الفشل أو تعمل على إيجاد الحلول إنما يقول : ( الفاشلون يريدون تعليق فشلهم على القوات المسلحة ونقول لهم لاتعلقوا فشلكم على شماعة الجيش) أما الإشارة الأخطر فهي التي أرسلها للشعب السوداني حين قال ( نحن تحت إشارتكم زي ما إستجبنا ليكم في أبريل الماضي الآن تحت إشارتكم أي إشارة نستجيب ليكم ) إن الإستجابة الوحيدة المطلوبة من الفريق البرهان هي العمل الجاد على خلق المناخ الديمقراطي الذي يجعل التغيير فرض عين وإشارات الرئيس البرهان التي أرسلها بشكل واضح عن أن كل هم الأحزاب المحاصصات فقط ولم تلتفت للشعب ومعاناته فانها تعلن مباشرةً عن ضرورة الحاجة الماسة التي تجعل الأحزاب على أن تعتمد على البرامج لا المحاصصات، فالشاهد في الأمر أن الأحزاب السياسية السودانية قد أثرت عليها الإنقلابات العسكرية تأثيراً كبيراً وأنها لم تجد الفرصة الكافية للبناء الحزبي أو لتنامي التجربة الديمقراطية ولو قمنا بعملية حسابية بسيطة أن العسكريين قد حكموا حتى سقوط البشير إثنين وخمسون عاماً من جملة ستين عاماً هي عمر إستقلال السودان، فمالجديد الذي سيأتي على البلاد إذا تم نداء القوات المسلحة؟!
*والمدهش أن القوات المسلحة إزدهرت أعمالها الإستثمارية والتجارية والمضاربة في المحاصيل منذ العهد البائد وحتى اليوم، ومن نافلة القول إن إنصراف الجيش إلى العمل الإستثماري والتجاري قد يخلق جيشاً ثرياً من حيث الموارد والأموال ولكنه سيكون فقيراً في القدرات العسكرية بمعنى آخر أن نسبة (82 % من الموارد لن تزيد قدرات الجيش السوداني على الإقتتال لأنه إنشغل بالإستثمار والتجارة، بينما نلاحظ أن الجيش الذي يدير الإقتصاد ترك الحريات لأمراء الحرب والمؤسف أنه بدلاً من أن نجلس لتثبيت دعائم الديمقراطية وإشاعة مفهوم السيادة الوطنية وإقامة دولة القانون والمؤسسات، فبدلاً من أن يحدث هذا نجد أن رؤساء المجلسين السيادة والوزراء إنقلبوا على بعضهم يتلاومون، مما يؤكد أن مجلس السيادة ومجلس الوزراء قد فشلا معاً في هذه المهمة المقدسة التي تتمثل في الحفاظ على الأمن الوطني وسلامة البلاد ورفع معاناة الإقتصاد، فهم مثل ما يجلسان معاً لإجازة القوانين في غيبة المجلس التشريعي وتمرير القوانين المقيدة للحريات والتهرب من تكوين المجلس التشريعي، فإلى متى سيكون هذا الوطن المنكوب بأيدي رجالٍ لايقدرونه حق قدره ؟!
* بقي أمامنا أن نرى ما وراء التلة العالية في مناخ قرب توقيع السلام في جوبا، وزيارة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو مايك وإرهاصات ما قبل الإنتخابات الأمريكية والتطبيع مع إسرائيل وما أدراك ما التطبيع، وحديث الدكتور عبدالله حمدوك عن شركات القوات المسلحة وتقاطع حديث السيد عبدالفتاح البرهان، وإنسان السودان الذي يعاني معاناة تجعل حاله يقول: بلد في كف عفريت .. مسكين العفريت سلام ياااااا وطن.
سلام يا
نظر إليها في نفس الوقت كانت تنظر إلى البعيد قال لها: أراك تسرحين بعيداً ؟ ردت له: كنت أتمثل دماء الشهداء وأمهاتهم ذوات الحشا المحروق، ونحن في متاهتنا نسينا أن رايات الثورة قد خمدت لكنها لم تسقط، أعاد إليها النظر مرة أخرى وقال: سلام يا
The post بلد على كف عفريت!!.. بقلم حيدر احمد خيرالله appeared first on السودان اليوم.