الخبير حسن الكوباني يكتب:
تدخل الحكومة في القطاع الرياضي
خلاصة وتساؤلات
- فيما يحدثنا فقيه القانون الرياضي جوناثان تايلور (محامى متخصص في قضايا القانون الرياضى منذ عام 1997 وشريك فى شركة المحاماة والاستشارات القانونية ذائعة الصيت Bird & Bird LLP أن التدخل الحكومي المشروع أو الحميد فى القطاع الرياضى وفقا للنموذج البريطانى يستهدف بالضرورة غايات غير رياضية مثل السلامة العامة ، ويحضرنى فى هذا السياق الجدل الذى يدور حاليا حول تعليق الأنشطة الرياضية جراء جائحة كورونا، حيث عجبت لموقف الاتحاد السوداني لكرة القدم الذى يتبضع مؤسسات الدولة، عندما أعلن عن عدم قيامه بتعليق نشاطه الرياضى إلا إذا تلقى خطاب يفيد بذلك من اللجنة العليا للطوارئ الصحية ولايعترف بأى توجيهات أو مراسلات ترد إليه من وزارة الشباب والرياضة أو حتى وزارة الصحة حيث فات عليه أن لجنة الطوارئ الصحية هى لجنة مؤقتة (Adhoc Committee) و أن المرجعية للاتحادات الرياضية هى وزارة الشباب والرياضة، كما وزارة التعليم العالى التى تمثل المرجعية للجامعات والمعاهد العليا، فهل يطلب بل ويعقل من لجنة الطوارئ الصحية أن تخاطب كل إتحاد رياضي وجمعية شبابية وجامعة ومعهد عالى بشان تعليق أو رفع التعليق عن الأنشطة الرياضية والدراسية !
- أدلت أندية الاتحاد الاتجليزى لكرة القدم وكذلك لاعبيها بشهادات شفوية فى مجلس العموم البريطانى حول إصلاحات الحوكمة باتحادهم بينما طرقت اندية الاتحاد السودانى لكرة القدم باب وزيرة الشباب والرياضة ، تشكو سوء الحال وقلة المال وتلتمس المساعدة فى جلب لاعبيها من مختلف الولايات في ظل الحظر المفروض على السفر بين الولايات ، فما كان من رئيس الاتحاد إلا وأن وصفهم بالمتامرين وتوعدهم بالاحالة الى لجنة الإنضباط للمحاسبة، والمؤسف أن بعض رؤساء الاندية لم يكن لهم من موقف حيال هذا الوعيد إلا التبروء المستخذي عن ممثليهم الذين حضروا الاجتماع !
- ومالنا نذهب بعيدا ، ففى مصر الشقيقة ، فقد إعتاد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة أن يجتمع بمحمود الخطيب رئيس النادى الاهلى ومرتضى منصور رئيس نادى الزمالك وفرج عامر رئيس نادى سموحة السكندرى وغيرهم
من رؤساء الأندية ومسؤوليها ولايثير ذلك الاستغراب البته – ناهيك عن التنديد والادانة – لدى عمرو الجنايني رئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم.
- عزيزي القارئ، لك أن تتخيل هذا السيناريو:
(أعلنت لجنة الشباب والرياضة بالمجلس التشريعي السوداني– المزمع تكوينه– عن إطلاق دراسه وإبداء الرأي حول حوكمة كرة القدم السودانية، اسوة بما قامت به لجنة الثقافة والإعلام والرياضه بمجلس العموم البريطاني عام 2010، حيث تلقت اللجنه مذكرات كتابية من أصحاب المصلحة، واستمعت إلى إفادات شفوية من رؤساء الإتحادات المحلية وأندية الدرجة الممتازة ولاعبيها ، وتضمن بعضها عدم إصدار الإتحاد للائحه الأخلاق وبالتالي عدم إنتخاب لجنة الأخلاق (لجنه قضائية مستقله) بواسطة الجمعيه العموميه كما تقضي بذلك المادة (63) من النظام الأساسي للإتحاد السوداني لكرة القدم لسنة 2017، إضافة إلى عدم إنتخاب لجنة التدقيق والامتثال.(Audit & Compliance) وفقاً لأحكام المادة (47) من ذات النظام وتنبع أهمية هذه اللجنه أنها تضمن مصداقية المحاسبة المالية وتراجع الكشف المالي الموحد وتقرير المراجعين الخارجيين، كما ترصد التقيد بلوائح الإتحاد ذات الصلة).
أما السيناريو الثاني :
قيام لجنة الشباب والرياضة بإستدعاء رئيس الإتحاد السوداني لكرة القدم للإدلاء بإفادته حول حوكمة إتحاده، اغلب ظني أن الرجل سوف يرغي ويزبد مهدداً باللجوء إلى الفيفا بشأن هذا التدخل الحكومي السافر ومَا درى أن المال العام وحوكمة الإتحاد (آليات إصدار القرارات وفقاً لأهداف الإتحاد الإستراتيجية) والسلامه العامه والنظام العام. تجيز للحكومات التدخل في الشأن الرياضي وفقاً لأهداف غير رياضية.
- تساؤلات لعناية لجنة الانضباط بالاتحاد السوداني لكرة القدم.
* السؤال الاول: هل يعد إجتماع الاندية الاعضاء بالاتحاد بوزيرة الشباب والرياضة مخالفة إنضباطية؟
* السؤال الثاني: هل توجد ماده بالنظام الاساسى للاتحاد او بلائحة الانضباط تجٌرم هذا الفعل؟ علما أن الصفة الاعتبارية للأندية تجيز لها ان تقاضى او تُقاضى؟ ناهيك عن الإجتماع بمن تشاء !
* السؤال الثالث: بصفة عامة هل تختص لجنة الانضباط بالمخالفات التى لا تتعلق بالمباراة ؟
حسن الكوباني
19/ أغسطس/ 2020م
The post الخبير حسن الكوباني يكتب: تدخل الحكومة في القطاع الرياضي- خلاصة وتساؤلات appeared first on باج نيوز.