السودان اليوم:
كتبت قبل ثلاثة أشهر زاوية بعنوان (قحت ورسالة المقاومة) كانت وقتها قد أصدرت تنسيقية لجان مقاومة أحياء الخرطوم بياناً تنتقد فيه سياسيات (قحت) وقلت في فقرة من المقال الآتي ( البيان يعتبر صافرة إنذار ماقبل الطرد إما أن تلتزم قحت بسلوك سياسي رشيد ، وتقوم بعمل جاد وفعلي يحقق مطالب الثوار ، او ستقوم عليها قيامة كبرى ترسلها الي مزبلة التاريخ ، وقتها لن تكون (قحت) فشلت في إمتحان الثورة المؤهل للقيادة ، بل فشلت حتى في كتابة إسمها في المكان المناسب والصحيح ، ثورة تقودها لجان المقاومة لن تعتمد على حائط مائل إسمه (قحت) . فإما ان يستقيم عود الحرية والتغيير .. أو سيكون تصحيح المسار هو الخيار ، أو لن تصمد (قحت) أمام رياح عاتية ( خلعت ) نظام كانت جذوره عمرها ثلاثة عقود في الأرض ، فلن تثنيها قوة لقطع غصن في اول خريفه ، طالما ان غايتها قطف الثمار .
وذات الحديث أوجهه لرئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك الذي يبدو انه لم يدرك قيمة ومعنى الثقة التي منحها له الشارع السوداني ، عندما تم اختياره رئيساً للوزراء ، وما حظي به من إجماع شبه كامل من ثوار وقيادات وكيانات ثورة ديسمبر ، التي قدمته ليكون لها طوق النجاة ، بعد أن جرفها سيل النظام المخلوع لثلاثين عاماً عجاف ، سنين ذاقت فيها كل أنواع العذاب من فساد ونهب وجوع وحروبات ودمار كامل للاقتصاد ، ولكن عندما أحدثت هذا التغيير فهي بالتأكيد تنتظر ثماره لا أن تظل تحرث في البحر دون فائدة.
ومازالت الكره في ملعب رئيس الوزراء الذي يلتف حوله رجال لايريدون له خيراً ، إلا ان كان فعلاً هو يريد أن تكون نهايته الفشل ، ويختم فترة حكمه بسخط شعبي يجبره على التنحي ولكن إن اراد النجاح فعلاً والعبور والانتصار كما يقول فلابد أن يعيد النظر في طريقة ادارته للأمور ويقف ايضاً على حقيقة الذين يقفون حوله فالشيخ خضر وما ادراك ما الشيخ دارت حوله كثير من الأقاويل آخرها حديث وزير الطاقة والتعدين وقبلها أحاديث اخرى عن صراعاته السابقة مع الوزراء وأشهرها صراعه مع البدوي وإزاحته من منصبه ودفعه بوزيرة المالية الحالية لتحل مكانه وهيمنته وسيطرته على كثير من الأمور ، وهمس العديد من الاشخاص داخل مجلس الوزراء عن دوره وتدخله بعمل رئيس مجلس الوزراء ، فإن صدق الوزير وغيره فالرجل بلا شك يعتبر حجر عثرة كبيرة في مسيرة الإصلاح والمعالجات الاقتصادية والوصول الي حلول ناجعه ، لا سيما انه يتدخل في القرارات الجوهرية لرئيس مجلس الوزراء تدخلاً سلبياً ولا يعمل لتخرج السفينة الى بر الأمان ، بل كل افعاله الخفيه تثبت إنه سببا في الإخفاق المستمر ، لذلك يجب ان يزيحه حمدوك من منصبه دون تردد ، حتى لو كان صديقه المقرب لسنوات ، فالحكم الرشيد لا يتقدم بالعلاقات الشخصية والصداقات والمحسوبية والمصالح ، الحكم يحتاج التجرد من كل العواطف والانتماءات والنظر بعين المصلحة العامة ، إلا ان كان حمدوك لم يقرأ دفتر الثورة جيداً !!
وعندما يتعارض وجود أحد مع مسيرة التغيير والإصلاح تبقى المطالب بإعفائه واجبه فماذا يفيدنا الشيخ خضر كمستشار إن كان لافرق بينه والمخربين الذين يرفعون شعار الثورة ويعملون على هزيمتها من الداخل فإما أن يحدث ذلك أو أن نهاية حمدوك ستكون في تشبثه وتمسكه بشخصيات تعتبر ( عالة ) وعقبة امام طموحات الشعب وأمنياته فالوزير السابق للطاقة قال إن كبير مستشاري حمدوك يقف عائقاً ويتدخل في كل شيء ويسيطر على الامور بصورة كبيره وضارة ، وهذا يعني اننا نعاني من وجود شخصيات في الظل تتمتع بالقوة وتترك الضعف ظاهراً يقع على رئيس مجلس الوزراء ، لذلك وجودهم في مواقعهم يعني ان حمدوك يريد فعلا ان يفقد ثقة ودعم الشارع ، ويفقد موقعه تلقائياً فالثورة لا تعرف إلا النور وكل من في الظل والظلام هو ضدها غض الطرف عن ماهية علاقته وحزبه وانتمائه ، فانتصارنا وعبورنا يجب ان لايعرف انتماء إلا للثورة والوطن ، ومادونهم كله باطل …ولحمدوك ان يختار إما شعبه وإما صداقاته الخاصة التي ستجلب له ( الكفاوي ) وبما أنه لا مصلحة فوق مصلحة المواطن ولاهم لنا إلا تحقيق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة يأتي السؤال هنا ليطرح نفسه ماذا يفيدنا وجود الشيخ خضر خلف حمدوك أو ( أمامه ) .. ان كان وجوده لافرق بينه وبين وجود الكباشي في مهمة وخاصية ( العرقلة ) نحو طريق المدنية والتغيير الفعلي ؟؟
لابد ان يدرك حمدوك خطورة الموقف ويسرع بالتخلص من بعض الاسماء التي تعد فعلاً خصماً على مسيرته فلا خير في الشيخ خضر ولا في عمر مانيس الذي لاتسع المساحه للحديث عنه وعن دوره الضبابي ، وعمله الذي لايتوافق مع التغيير وهو الاقرب لسياسة حكم المخلوع وحاشيته ماننتظره هو قرارات حاسمة وقوية من رئيس مجلس الوزراء لاتحتاج حتى التفكير فيها لأنها واضحة كيوم شرقت فيه شمس ديسمبر المجيدة التي ملأت الدنيا ضوء ، عندها لاح في الأفق رجل أسمه حمدوك
فالذكرى لاتأتي عفواً… إلا عندما يقف البعض على حافة النسيان !!!
طيف أخير:
المجد والخلود لشهداء الثورة والأمل والعشم في لجان المقاومة.. ابقوا الصمود
The post من يدفع حمدوك للهاوية ؟!.. بقلم صباح محمد الحسن appeared first on السودان اليوم.