سجلت قرية (العمارة كاسر) بولاية الجزيرة فى وقت سابق أكثر من 40 حالة إصابة مؤكدة بفايروس كورونا حسب الفحوصات الطبية ولم يتم تسجل أي حالة وفاة.
وخضعت القرية التابعة لوحدة طابت الإدارية بمحلية الحصاحيصا لإجراءات وقائية وصحية نفذتها لجان محلية بجهد ذاتي ومجتمعي عزز من فرص الخروج من الأزمة على نحو آمن.
وكالة السودان للأنباء زارت المنطقة وإستطلعت أهلها عن تجربة معايشتهم للمرض والجهود التي قادوها لمحاصرته من خلال الإحترازات الصحية المتبعة مع المعزولين والمحجورين.
وكشف آدم مصطفى محمد أحمد مدير الشؤون الصحية بمحلية الحصاحيصا أن المرحلة الأولية من المرض بالقرية كشفت عن 16 حالة مؤكدة من بين 17 عينة عشوائية أخذتها فرق الإستجابة السريعة عقب تلقيهم بلاغات من أهل القرية، قائلاً إن قرية العمارة كاسر خالفت ما هو سائد من ردود أفعال سالبة حيال الإعلان عن حالات مؤكدة بالمناطق الريفية وسرعة الاستجابة فى التعامل معها.
وأضاف أن القرية تصدت للجائحة دون تدخل خارجي وكونت لجاناً طبية وخدمية، قائلاً إنه رغم وجود إصابات بين كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة لم تُسجل أي حالة وفاة وذلك نتيجة للرعاية والإهتمام الشديد الذى بلغ حد توفير أسطوانات الأوكسجين بالقرية.
وأوضح أنهم تحملوا العبء نيابة عن الدولة والوزارة المختصة، وعدّها تجربة يحتذى بها ونبراساً إنتقل لمناطق أخرى وزاد : (أهل العمارة كانوا رواداً أسسوا لتجربة مكتملة وناضجة).
وبدوره طالب أحمد الخضر أحمد مدير الطب العلاجي بمحلية الحصاحيصا وعضو فريق الإستجابة السريعة بتعميم تجربة العمارة كاسر على طوارئ أخرى من بينها الخريف ونوه لإسنادهم غرفة طوارئ شباب القرية والروابط خارجها بالمعينات اللازمة وتمليكهم الإرشادات الطبية وأسس التباعد الإجتماعي للإستعانة بها في عبور الجائحة.
وأوضحت هبة الضو يوسف عضو اللجنة الطبية لمكافحة الكورونا بالمنطقة أن اللجنة إستشعرت خطورة الموقف بعد إعلان تزايد عدد الإصابات بالحي الشمالي بالعمارة كاسر حيث تم تطبيق إجراءات إحترازية مشددة وفرض العزلة الكاملة وإستنفار الدعومات من الخارج والداخل لتوفير كميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الصحية تبع ذلك قيادة حملة تثقيفية عن المرض ومحددات التعامل معه.
إلى ذلك كشفت تسنيم عبد الله الطيب عضو اللجنة الطبية عن توفير أجهزة خاصة بقياس نسبة الأوكسجين فى الدم وقياس الضغط والسكر والسماعات فضلاً عن علاجات الكورونا وغيرها من الأمراض المزمنة، وقالت إن اللجنة أشرفت على توزيع العلاجات المجانية وطرق إستعمالها دون تعامل مباشر مع المريض لتقليل نسبة العدوى، منوهة لتفاوت أيام شفاء الحالات نظراً لإصابة البعض بأمراض مزمنة.
وذكرت أن نسبة وعي المواطن العالية بالحي خلال فترة الحظر الجزئي أدت لعدم ظهور حالات جديدة ليتم الإعلان بعدها بأسبوع عن فك الحظر بشكل كامل وأعلنت عن إخضاع أعضاء لجان الخدمات للحجر الصحي بإعتبارهم مخالطين من الدرجة الأولى.
وكشف الغزالي كرم الله هاشم مسؤول لجنة الخدمات والتوصيل عن توزيع أكثر من 40 شاباً على خمس لجان تفرعت إلى مجموعات للإشراف على الخدمات وتوصيلها للبيوت دون تواصل مباشر مع الإلتزام الصارم بالإجراءات الوقائية والتباعد الإجتماعي، مشيراً إلى أن لجنتهم ضمت 18 شاباً في الإشراف كل واحدٍ منهم حدد له ثلاثة منازل، وأعلن عن إصابة ثلاثة شبان منهم بالكورونا، لافتاً إلى أن اللجنة الطبية قررت حجرهم بشكل كامل. فيما ذكر مسؤول لجنة التعقيم أنهم باشروا عمليات تعقيم المنازل ورشها بصورة دورية وإعداد المعقمات بعد التواصل مع الجهات المختصة ومعرفة طريقة التصنيع.
وأضاف سر الختم كرم الله هاشم عضو لجنة توفير الإحتياجات من خارج القرية أنهم عملوا على توفير الاحتياجات اللازمة من مناطق الحصاحيصا وطابت ومن بينها الوقود والمنتجات الغذائية وذلك لمنع الخروج والإحتكاك مع القرى المجاورة.
وأشار إبراهيم البشير كاسر أحد الخاضعين للحجر إلى أن شباب المنطقة إحتاطوا للأمر بخطواتٍ إستباقية وفروا من خلالها دعماً عينياً بجانب تشكيل مجموعات خدمية، لافتاً إلى أن بعض الإصابات دخلت مرحلة الخطورة غير أنها وجدت العناية اللازمة.
وأبان جمال يوسف مساعد ،معلم سبعيني بالمعاش وأحد المتعافين من المرض أن الأعراض بدأت معه بألم في الحلق وعشراقة وحمى ليلية قادت لعزله وإبلاغه بأنماط السلوك أثناء فترة العزل بجانب حجر المخالطين له وتعريفهم حدود التعامل هذا بجانب مطلوبات التعامل مع المحيط المنزلي مؤكداً إلتزامه بما يتلقاه من موجهات صحية وخضوعه للرعاية وإهتمام فى الجانب العلاجي والتغذوي.
وامتدح تجربة شباب الحي وإعتبرها غير مسبوقة وتدعو للفخر والإعزاز وقال إنهم بنهاية فترة العزل تلقوا إرشادات حول الأسس الصحية والتباعد الصحي بين الناس.
وذكرت هبة عبدالله الطيب أصغر المصابات بفايروس كورونا أنها ومنذ شعورها بالأعراض أبلغت اللجنة الطبية والتي قررت بدورها إستدعاء فريق الوبائيات لأخذ العينة وأشارت لخضوعها للحجر المنزلي لمدة أسبوع تحت إشراف اللجنة الطبية التي وفرت كل المستلزمات المطلوبة حتى بلوغها مرحلة التعافي.
وأثنت المتعافية نفيسة ميرغني كاسر على جهود شباب الحي تجاه التهيئة الكاملة والمعالجة المجانية، مضيفة أن الخدمات التي وصفتها بالمميزة والمرتبة كانت تصلهم حتى باب المنزل وفقاً للإشتراطات الصحية، مؤكدة تقبلهم للحجر التام.
وكالة السودان للأنباء