السودان اليوم:
وعلا صراخهم و وجلهم على سفينة (قحت) الغارقة يوماً بعد يوم وطفقوا يسدون النصح بصوت لاهج متهدج ولعابهم يسبق حبرهم ، بعض الأقلام المحسوبة على الحرية والتغيير لم تعد تكابر وتراهن على الفشل وبدأت تلك الاقلام خلع (الهدوم) قالوا نعم ان (قحت) لا تمثل الشعب السودانى وقالوا صائحين (الحقوا) المُحاصصة و (التكويش) على المناصب إنها أهلكت من كانوا قبلكم ، وقالوا أن هناك حملة تشويه سُمعة (للأمورة) قحت و محاولة لتقليم أظافرها وقالوا أن أي إنتكاسة لقحت تعنى العودة لحكم (الكيزانبعُلو) ودعوا الى توحيد الصفوف بشكل عاجل وسد الذرائع و إبعاد العناصر الفاشلة من الوزراء وإن تطلب ذلك إعفاء السيد حمدوك و هتفوا وطالبوا بأصلب العناصر لأصلب المواقف (نفس كلام أركان النقاش بالجامعات) وإعترفوا بالترضيات والمُحاصصة التى يمارسونها الآن . وإعترفوا بممارسة التخدير والخداع فقال إن ما تقوم به (قحت) من إعتقالات لأعضاء النظام السابق ما هو إلا تنشيط لذاكرة الثوار لتبقى حية سمّاها (بالذاكرة الثورية) ليس إلاّ ! و أبدت بعض الأقلام القحتاوية أسفها لتطاول صفوف الرغيف وما تمارسه (شلّة المزرعة) فى (تدوير) السيد حمدوك وتحسرت على طاقات الناس التى تهدر خلف الصفوف وبكت طويلاً عند الكهرباء والمواصلات والأسعار وإستحيت وهى تُجفف دموعها بظاهر كفها من أن تقول (يا حليل الانقاذ) ،ثم حذّرت تلك الاقلام مِن مَن سمتهُم (بالكيزان الجدد) داخل الحرية والتغيير ! شئ مُضحك حالة من الذعر والخوف غير مبرره أين الكيزان من الحكم يا أخى ! وقالت و بصوتٍ مُتهدج إن الشعب لن يصبر أكثر من هذا مُتوسلةً أن تري بوادر أمل كإفتتاح مشروع أو سفلتة طريق أو حملة نظافة او غرس بذرة ثم يممت تلك الاقلام كعادتها صوب (حائط المبكى) معرفةً (الكوزنة) أنها ليست تنظيماً وإنما سلوكاً مُتهمةً بعض وزراء (قحت) وسمّتهُم بأسمائهم أنهم (كيزان) . وكفى بالمرء إثماً أن يكون (كوزاً) .
كل هذه المرثية القحتاوية المُضحكة كانت بالأمس القريب من أقلام لم تتوقف من قرع طبول التأييد الأعمى وبث الكراهية والحقد ضد الاسلاميين بل ومنهم من نادي بنصب المشانق بلا محاكمة وإعدام المهربين والمضاربين بالدولار (كده) بلا قانون و إستمر (النباح) والتحريض دون تقديم أى برنامج أو حرفاً واحداً عن معالجة الالوضع الاقتصادي المتردي يساعد حكومتهم الهزيلة فكانوا كمن يراهن على حصانٍ أجرب هذيل فى سباق . نعم فشلوا وخسروا وسيفشلوا ، فضحتهم الصفوف وأرهقتهم (الرغيفة) والسيولة الأمنية وتوفير الدواء والكهرباء والغاز فمثل هؤلاء لا يُطالبون بإفتتاح مشروع لا يملكون مجرد همّة التفكير فيه ناهيك عن تنفيذه أو إفتتاحه ، يا سيدى الحكم رجال وبرنامج وسند شعبى فماذا تملك (قحت) من ذلك ؟ فالهتافات لن تبنى وطن و(إسدال الشعر المضفور) لن يشيد مصنعاً والبنطلون الناصل لن يحمل (كوريقاً) ولا (كدنكة) ولا (واسوق) يا سيدى لا تبكوا على (قحت) فالبكاء لن يحيي ميتاً فقد ماتت (قحت) ينتظرُ قطيعها (جنازة بحر) فلا عبروا ولا صبروا ولن ينتصروا ومتى إنتصر القاعدون والقواعد؟ إحترقت كل الأوراق بسرعة لم يتخيلها أسوأ المتشائمين فلم تعد هناك وسيلة لالهاء شعب جاع ومرض ويئس وخُدع وسُرقت ثورته فى وضح النهار ، إنتهت اللعبة يا سادتى وأضحت ورقة من تاريخ السودان سيطويها الزمن قريباً وسينساها الناس فلا تبكوا يا كتاب (قحت) فما ترونه هو الوضع الطبيعى لا الصور الوردية التى ظلتم ترسمونها مع بواكير التغيير . و إن كنتم فاعلين فقسموا سطوركم فثلثٌ لشرابكم وثلث لنفسكم وثلث لقحت فالدنيا دواره فلا تحرقوا مراكب العودة ولا تكونوا (قحتاويين) أكثر من القحت ولا إقطاعيين أكثر من القطيع فالكل يُعلف فمن بالمزرعة يُعلف ومن بالمكاتب يُعلف ومن يهتف يُعلف و(قصع الجرة) يكون بعد الرعي وويقول الظرفاء أنه مدعاة للتأمل . والى كل (قحّتاوي) أو مخموم أو مُخّدر يحلم بإصلاح الحال (هاك) منى هذه الطرفة : يُقال أن أهل قرية ذهبوا لعيادة مريض من أقاربهم فى قرية مجاورة ويبدو أنهم وجدوا المريض (يحتضر) فطال إنتظارهم ولكن لم يحين الاجل . وفى اليوم الثالث نهض كبيرهم مُتأبطاً عصاه رافعاً يدية (بالفاتحة) قائلاً لهم (آأ ناس راجيانا زراعة وبهائم وقفانا أعوج دحين آآ أخوانا الفاتحة الفاتحة) . فهل تفهمها (قحت) أو (حمدوك)؟ أو يقبلها القطيع الفاتحة الفاتحة .
قبل ما أنسي :ــــ
عزيزي القارئ كم عدد الشيوعيين فى (حلتكم) ؟ أقسمهم على عدد سكان السودان ، أختار أي تعداد يعجبك ثم أضرب الناتج فى مائة كم النسبة المئوية ؟ بعد كم صفر من الفاصلة العشرية وجدت رقماً صحيحاً ، بعد عُدّة أصفار اليس كذلك ؟ هل فهمت عزيزي القارئ لماذا نقيق ثلاثة من (الضفادع) فقط يمكنها أن تمنعُنا النوم ليلاً ؟
The post ها ناس (الفاتحة).. بقلم صبري محمد علي appeared first on السودان اليوم.