ليس غريباً ان يكون عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي كمال كرار الذي كان قد تهكم قبل نحو شهرين من حشمة إحدى مذيعات تلفزيون السودان، ليس غريباً ان يكون هو ذات الرجل الذي اشتكت منه د. امل هباني متهمة اياه بالتحرش الجنسي وبأنه اعتاد على تقبيل النساء! اورد الخبر عدد من الصحف الالكترونية، منها متاريس، فبعد ان كتبت شكواها اضافت امل هباني تعليقاً ساخراً قالت فيه: (حيرتونا يا الشيوعيين تطردوا ناس الشفيع خضر المفكرين وتدخلوا ناس ك. ك. المتحرشين؟!)
كان الشيوعي كمال كرار قد علق على الزي الاسلامي الذي ترتديه احدى مذيعات نشرة الأخبار بتلفزيون السودان بتغريدة قال فيها: (لسع توجيهات الطيب مصطفى ماشة)؟! واتبعها بالسؤال: (الحل شنو)؟ متوقعاً ان تأتي مداخلات قطيعه وذبابه الالكتروني الشيوعي مساندة له بالعبارة السوقية المتداولة (الحل في البل)، فإذا بشباب السودان ورجاله ونسائه ينتفضون انتصاراً لدينهم و (يردمونه) بلا رحمة ولا هوادة و (يبلونه) ويغلظون له ولحزبه الشيوعي القول، حتى اضطر الى سحب مداخلته المستفزة لدين وقيم وتقاليد شعبنا المسلم.
نفتأ نجتر القول ونردده إن الشيوعيين غرباء عن دين وهوية وثقافة بل وتقاليد هذه البلاد، كونهم تتلمذوا على تخرصات وخزعبلات عرابهم الملحد كارل ماركس، وليس من قرآن ربهم ودين آبائهم وامهاتهم، ولذلك تظل الفضائح تلاحقهم كل حين.. وبالرغم من سوئهم وشرورهم واحقادهم، فقد جثموا على صدر هذه البلاد وشعبها بعد ان اختطفوا الثورة واغتصبوا السلطة في غفلة من الزمان، كما فعلوا قديماً عقب ثورة اكتوبر 1964م، فهل نسمح لهم بذلك وهل يرضى عنا ربنا إن مكناهم من رقابنا، سيما وقد أذاقونا من صنوف الذل والقهر والجوع والتخلف، وشنوا الحرب على ديننا وقرآننا واعراضنا وهويتنا وقيمنا وتقاليدنا السمحة؟
لم تكن صفعة السوشال ميديا هي الوحيدة التي يتلقاها كمال كرار بعد لطمة زميلته أمل هباني، فقد استمسكت المذيعات بحشمتهن بعد أن استفززن من الرجل الذي احتقرهن حين اعتبرهن مجرد منافقات لم يلبسن التزاماً بدين اعتنقنه، وإنما انصياعاً لتوجيهات ادارية.
لتبيان ذلك الالتزام وتأكيده زأرت المذيعة بالتلفزيون الاستاذة هالة محمد عثمان، لتلقن ذلك الشيوعي المستهتر وامثاله درساً لن ينسوه، ولتقول له ولقبيله من الشيوعيين وبني علمان: لسنا كما تظن ايها الضال المضل، فما سترنا اجسادنا من المتطفلين ومحبي اشاعة الفاحشة في الذين آمنوا استجابةً للطيب مصطفى، وإنما التزاماً بدين آمنا به منذ الصغر، ذلك أنه مما استقرت عليه الفطرة السليمة، ان تجوع الحرة ولا تأكل بثديها(.
كتبت الاستاذة هالة محمد عثمان ما ارجو ان يثقل كتابها يوم يقوم الناس لرب العالمين وما يسجل في اضابير التاريخ بمداد من نور.. فقالت ما يلي:
(واهم من ظن ولو بالخطأ انني يمكن ان أخلع حجابي لمجرد الظهور كمذيعة في قناة السودان او غيرها من القنوات).
)واهم من حدثته نفسه أو وسوس له الشيطان ان يناقشني في أمر كهذا او يجادلني او حتى يمازحني, واقول كما يقول المثل: تجوع الحره ولا تأكل بثديها(.
)فيا دعاة الحرية والمدنية .. من قال لكم ان حشمتنا وحجابنا ضمن خططكم وقوانينكم البائسة لانحلال المجتمع ونشر الفساد؟!
لا والله فلم يكن لبس الحجاب ولا الاحتشام لدينا موضة ولا قانون ولوائح فرضتها علينا مؤسساتنا.. وليس للطيب مصطفى أو غيره يد في فرض الحجاب عليَّ بشكل خاص، فلقد اقتنيت الحجاب وانا في الرابعة عشرة من عمري عندما قرأت آية الحجاب في سورة (النور)، واقتنعت بالأمر الرباني دون ضغط او ترهيب او ترغيب حتى من اسرتي الصغيرة، فالأمر أمر دين واقتناع، وليس أمر دنيا أو مظهراً او موضة.
وأقـول بالرغم من الضغوط التي يمارسها البعض وبالرغم من علمنا اننا نمشي على خطوط النار، وبالرغم من صعوبة الخيارات المطروحة الآن على طاولة اللاعبين الجدد، الا اننا لن نحيد ولن نتنازل ولن نخذل مئات بل آلاف الأسر التي سمحت لنا بالدخول عبر الشاشة في منازلهم، لنكون قدوة حسنة لبناتهم ونسائهم، لن نخذلهم ولن نتسبب في دمار وضياع جيل كامل من الصغيرات اللائي تزين بالحجاب لمجرد اننا كنا قدوةً لهن.
وليعذرني الجميع ــ من كان مهتماً او متابعاً ــ اذا قررت الاعتزال في يوم ما ــ فاعلموا انني لم اجد مكاناً لائقاً يحفظ كرامتي ولا يستبيح ستري ويرعى حرمتي).
بت المك : هالة محمد عثمان
صحيفة الانتباهة