غير مصنف

غرقت “في شبر موية”.. هل فاجأ الخريف الحكومة الجديدة؟

الخرطوم: باج نيوز

الاحصاءات والأرقام الأولية التي أعلن عنها المجلس الأعلى للدفاع المدني مساء أمس، والتي كشفت عن خسائر الأمطار التي هطلت خلال الثلاثة أو الأربعة أيام الماضية، تعطي مؤشرات أولية بشأن ما هو مقبل على مدن وقرى السودان في موسم الخريف الحالي، فحدوث (5) حالات وفاة جراء الأمطار ووقع إصابات وتضرر آلاف المنازل كلياً وجزئياً ليس بالأمر الهين، إلى جانب نفوق الماشية وغيرها من الخسائر الأخرى، ولسنوات خلت ظل الخريف يفاجئ المسؤولين بالعاصمة والولايات ويعيد ذات السيناريو من الخسائر والدمار نفسه دون جديد، وها هي حكومة الثورة تدخل أول اختبارات الخريف في عهدها الجديد، فهل تفاجأت أيضاً؟!

الاستعدادات “زي كل مرة”

في منتصف الشهر الماضي، استمعت الغرفة المركزية المشتركة لطوارئ “كورونا” بولاية الخرطوم للتقرير المقدم من وزارة البنى التحتية والمواصلات حول الاستعدادات لفصل الخريف، واشتملت على تطهير المصارف وصيانة آبار التصريف وصيانة ونظافة البوابات والمصبات النيلية وتركيب العبارات وتغطية المنهولات وترفيع التروس الواقية من السيول وترفيع الخيران، كما تطرقت الاستعدادات للمناطق التي تحتاج لمعالجات آثار الخريف الماضي.

إلا أن ولاية الخرطوم تعرضت في اليومين الماضيين إلى أمطار غزيرة، وتأثرت أجزاء واسعة من محلية شرق النيل بسيول قادمة من الشرق. وتفقد والي الخرطوم أيمن خالد نمر، مناطق شرق النيل، وشملت الجولة المناطق المتأثرة بالسيول وهي أبو قرون جنوب وغرب والنزيلة والغابة والعسيلات وأم ضواًبان، ووقف الوالي ومرافقوه على المناطق المحاصرة بالسيول.

ووجه الوالي بالشروع فوراً في إجراء معالجات هندسية إسعافية سريعة لتصريف المياه، وتم إرسال مواد غذائية للأسر المتأثرة والبدء في إجلاء المواطنين الذين حاصرتهم السيول وترحيلهم الى مناطق آمنة.

وعقد الوالي، اجتماعاً طارئاً أجرى تقييماً شاملاً للمناطق المتأثرة بالسيول من واقع الزيارات الميدانية للوالي وزيارات منظمات المجتمع المدني.

وشرعت الغرفة فور تكوينها في حصر المناطق المتأثرة والانهيار الكامل والجزئي للمنازل، والوقوف على عمليات إخلاء المواطنين المحاصرين وايوائهم في مناطق آمنة، وتوفير الأغذية والخيم والمشمعات.

وتشبه هذه الإجراءات إلى حد كبير ما ظل يحدث كل عام، إذ تبدأ المعالجات بعد أن تكون الخسائر قد حدثت فعلاً وفعلت الأمطار والسيول فعلتها في مناطق السودان المختلفة، خصوصاً العاصمة الخرطوم.

وقد كشف تقرير المجلس الأعلى للدفاع المدني عن خسائر شملت 26 مرفق تعليمي ومساجد بولاية الخرطوم بجانب (78) متجر ومخزن، فيما نفقت (41) من الحيوانات، بجانب إنهيار كلي لـ(463) منزل، وجزئي لـ(493).

كيف الصحة؟

في يونيو المنصرم استعرض مدير إدارة صحة البيئة بالإدارة العامة للطب الوقائي مصعب محمد أحمد خلال اجتماعه مع اللجنة العليا لطوارئ الخريف، خطة طوارئ الخريف 2020م بميزانية بلغت (63.139.300) جنيه، وأشار إلى تكوين (114) فريق.

وشملت الخطة كلورة الآبار ذات الاحتكار العالي والتأكد من مطابقة مياه الشرب بالمحطات والشبكة العامة للمواصفات القياسية من الناحية الإحيائية، وتطبيق الإشتراطات الصحية بمحلات إنتاج وإعداد وتقديم ونقل الأغذية، والعمل على تفتيش ومعالجة مواقع توالد الذباب وإغلاق كمائن الطوب بالولاية.

مدير إدارة مكافحة الملاريا د. مجدي عبد السلام، أوضح أن الهدف من خطة الطوارئ هو إحتواء وباء الملاريا للعام 2020م وتقليل كثافة البعوض الناقل للملاريا، وإتاحة التشخيص السليم والمعالجة الناجعة، والعمل على رفع الوعي الصحي للمواطن وتقوية نظام المتابعة والتقييم. وأشار إلى توفير المبيدات اللازمة وتوفير (324) ماكينة هدسون و(134) ماكينه ضبابية و(30) ماكينة مريوما استعداداً لمكافحة البعوض أثناء فصل الخريف بميزانية كلية بلغت (141963326) و(650) عامل.

فاجأنا الخريف

ظل الخريف في كل عام يفاجئ النظام المخلوع خلال الثلاث عقود الماضية، كل عام تمر الحكومة بامتحان (خريفي) عسير، فعند سقوط أول قطرة ماء من السماء في فصل الخريف تصبح المنازل والمرافق عُرضة للغرق، وفي الخرطوم فإن الولاية بمحلياتها المختلفة تعلن كل عام استعداداتها المبكرة لفصل الخريف، ومع نزول أول قطرة من السماء ينكشف المستور، وتنكشف هشاشة هذه الاستعدادات وتغرق العاصمة “في شبر موية”.

وعلى الرغم من انه قبل اسبوعين تقريباً بدأت محليات الخرطوم بفتح مصارف الخريف، الا أن هواجس مواطن الولاية في الخريف لاتزال قائمة من تراكم النفايات حيث شكلت النفايات تحدياً كبيراً لجميع الحكومات الماضية، ومع تمديد الحظر الصحي بسبب جائحة “كورونا” أصبحت الخرطوم مكباً للنفايات، فضلاً عن تدفق مياه الصرف الصحي للشوارع، وتطل أزمة النفايات مرة أخرى في الاحياء والطرق الرئيسية في الوقت الذي تنشغل فيه سلطات الولاية في محاربة “كورونا”.

واتصلت محررة (باج نيوز) بوالي الخرطوم أيمن خالد عدة مرات للتعليق على الأوضاع، الا انه لم يرد على هاتفه.

مجلس الدفاع يحذر

وفي الياق، كشف وزير الداخلية، رئيس المجلس القومي للدفاع المدني الفريق أول شرطة حقوقي الطريفي إدريس دفع الله، أن مناسيب الأنهار بمحطات الديم، ود مدني، الخرطوم، شندي، عطبرة ودنقلا، سجلت منذ “السبت” معدلات أرقام أعلى من معدلات نفس اليوم من العام 2019م. وأوضح أن الأمطار المتوسطة إلى غزيرة بجميع المحليات أدت إلى تراكم المياه وإنحدار السيول بمحلية شرق النيل.

وأكّد الطريفي في تعميم صحفي، إشراف حكومة الفترة الإنتقالية ومتابعتها لجهود المجلس القومي للدفاع المدني في الوقوف على حجم الأضرار من خلال الزيارات الميدانية للمواقع المتأثرة ومواقع الهشاشة، وتقديم الدعم اللازم، ولفت إلى أنه تم تقديم خيام، شيكارات، طلمبات شفط، معدات حفر وردم، لنشات قوارب، مولدات (لعمل شرطة الدفاع المدني).

وتابع: “سجلت زيارات للمناطق المتأثرة وتم تقديم دعم عبارة عن خيام، مشمعات، خيش وطلمبات سحب قدمت بواسطة المجلس القومي للدفاع المدني، الذي شرع في سحب المياه المتراكمة وإخلاء بعض السكان من بعض المناطق الخطرة”. ولفت إلى تقديم مواد غذائية ببعض المحليات وتقديم الكلور وبعض المعدات الطبية بواسطة وزارات الصحة الولائية.

وكشف الطريفي عن فتح ارتكازات نيلية على بعض مواقع الهشاشة، إضافة للمجهودات في التنبؤ والرصد والتحليل والاحصاءات والإرشادات.

وكان المجلس القومي للدفاع المدني، أعلن رصد ارتفاع في مناسيب النيل، عقب هطول الأمطار بمناطق متفرقة في البلاد، وأكد أنه يبذل جهوداً مقدرة في تقديم المساعدات، متابعة التنبؤ والرصد، وحصر الخسائر، وطالب المواطنين بتوخي الحذر في التعامل مع الكهرباء أثناء الأمطار، وفي القيادة بطرق المرور السريع لتلافي السيول والحفاظ على الأرواح والممتلكات، ونوه لضرورة اتخاذ كافة درجات الحذر خصوصاً للمتاخمين في السكن لضفاف نهر النيل والقاطنين بمناطق السيول.

The post غرقت “في شبر موية”.. هل فاجأ الخريف الحكومة الجديدة؟ appeared first on باج نيوز.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى