السودان اليوم:
ما يجب أن يسأل عنه الناس ليس اللقاء الذي حدث في أديس ابابا .. و لكن عن اللقاءات التي سبقت بين مناع وقوش و مايكل آرون السفير البريطاني ، و مو ابراهيم ، في بدايات ٢٠١٧م …
و لقاءات دبي و الشارقة المتتالية ، و الشراكات المالية بين الأربعة ، و يجب أن تضع الف خط عند تعيين الحكومة البريطانية لعرفان صديق سفيرا للخرطوم ، بعد اسبوع واحد من إعادة البشير لصلاح قوش مديرا لجهاز المخابرات ، عرفان الدبلوماسي ، و رجل المخابرات الذي عمل مع قوش في ملفات المنظمات الجهادية و بالذات المعلومات المهمة التي قدمها الأخير عن تنظيم القاعدة ، و التي رفعت من أسهمه لدى الغرب .
أو عن اللقاءات بين ياسر عرمان ، و اسماعيل جلاب ، و الشفيع خضر ، و الخطة بعيدة المدى ..
السبب الذي دعى المجلس العسكري للإنقلاب على قوش و إبعاده كما قلنا مرارا و تكرارا ، هو تسلط الرجل و عدم قبوله بمنصب سوى على رأس الطاولة .. و كلنا نتذكر تصريح البرهان بعد اضراب افراد هيئة العمليات ، بأن قوش كان يعتبر جهاز الأمن ملكا له …
و لأن العسكر يضعون يدهم مع اسامة داؤد ، و مو ابراهيم ، و الكثيرين … كان لابد من ان يذهب قوش بعد إنتهاء دوره ، و الذي لم يكن لأحد ان يقوم به سواه ، لأسباب يعلمها الجميع .
فأتى الإتفاق بعد مجزرة القيادة بوساطة آبي أحمد ، الرجل الذي يساند مو في رؤيته ، التي أتت بحمدوك ..
لاحقا انقلب مو ابراهيم نفسه على حمدوك و صار من المغازلين لزعيم الجنجويد كونه رجل يريد فقط ان يحافظ على ما يملك ، و إن كانت طموحاته في الحكم تعترضها الكثير من العواقب…
فكان طرد قوش ، و كذلك ترحيل ياسر عرمان … و استدعاء عرفان من قبل المجلس العسكري .. و احداث متشابكة مترابطة نعود إليها بالتفصيل بعد العيد …
لكن أي محاولة جديدة لتلميع صلاح قوش ، رجل الأمن الأكذوبة و الذي فشل في تأمين نفسه من تطبيق (الأيمو) أثناء ممارساته المشينة ، تعني وجود خلاف عميق حول كيفية إدارة الفترة الإنتقالية ، فما بين رغبة البراغماتية الكبار ، اعني بريطانيا و الأوربيين ، و التي لا تريد حكم عسكري آخر …
و بين رغبة دول المحور و الولايات المتحدة التي ترى في العسكر خيارا مفضلا لديها دائما … ستستمر الخزانة المثقوبة بالنزف بأسرار لا يعرف ما ستحدثه من أضرار إلا الله …
و الحديث عن إنه سايقها صلاح ، إنتهى تماما ، و كل ما يستطيع تقديمه هو ما يختزنه من اسرار ، ربما تمكنه من النجاة من حرب الأغتيالات التي ستبدأ في مرحلة ما …
لكن الا يجعلك وجود صلاح مناع في لجان إزالة التمكين تشعر ببعض الغرابة ؟؟؟
The post تلخيص لما قاله مناع.. بقلم مجاهد بشري appeared first on السودان اليوم.