غير مصنف 2

دس الطحنية.. بقلم العيكورة

السودان اليوم:
جاءت خُطبة جمعة العيد بالامس فى أغلب مساجدنا خالية الوفاض من التذكير بالسُنة النبوية وما يجب على المُضحي فعلة من السُنن والمُستحبات والواجبات والشروط الا فى جزئيات يسيرة من أواخرها واتجهت جلها لتشخيص الحالة السياسية بالسودان وهذا (برأيي) لا غُبار عليه أن تفرد المساجد مساحة واسعة لشأن الناس و حياتهم اليومية متناولةً ما سبقها من غلاء الاضاحى وتعذرها على الطبقة الوسطى من الناس ناهيك عن فقراء الامة .
ولم تكن خطبة السيد الصادق بدعاً من هذا الاطار السياسي الواسع الذى إسترسل فيه الامام مُستغلاً خطبة العيد فى (نعي) قحت والاسلاميين (حتّة واحدة) معاً طارحاً حزبه كبديل وسطي لا ثاني له وأظن هذا من (حقه) كسياسي ورئة لا يتنفس حزبه إلا عبرها ولا تعقيب لما يقول وهذه هى قناعتهم ولا شان لنا بها ولكن ما عوّد عليه الامام الصادق الوسط الاعلامي فى كل محفل هو إبتداع عبارات جديدة لها صوت (مُوسيقي) تشغل الاعلام لبرهة ثم تندثر فبلامس بعد أن إنتقد (قحت) و (تجم) واضعاً أمامهما إمّا العمل الحزبى الخالص أو العمل النقابي المختص (النقابة للجميع وكلٌ له حزبه) كقاعدة ذهبية يعلم إستحالة تطبيقها ، كما أكد أن الوطن بحاجة الى حزب بين (العلمانوية) و (الاسلاموية) الظلامية كررها أكثر من مرة وبطّأ فى نُطقهما وكأنه يقول (اسمعوها جيداً) ، مُتهماً الطائفتين بالارتباط الخارجى وكأن الأمارت التى يحج اليها شهرياً هى الولاية التاسعة عشر بالسودان ! وقال ان الوطن يحتاج للتيار الوسطي طارحاً نفسه و حزبه هُم ذلك الوسط المُرتجي !!
من حق الامام أن يستغل منبره ومسجده ب (ود نُوباوي) فى طرح ما يشاء . كثير من المراقبين أكدوا أنه لا يُمكن فصل المفردات الصريحة للامام الصادق (العلمانوية والاسلاموية) وعن زيارته الاخيرة لدولة الامارات العربية المتحدة والتى و إن أعلن أنها جاءت لمشاركة السيد الصادق فى ندوة ما إلا أن بعض المراقبين ذهب الى أن بالزيارة ما هو جهراً و سراً و لم يقرأها بعضهم خارج نص الآية الكريمة (إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون) الآية (34) سورة النمل وأن هناك ترتيب قد تم لطرح حزب الامة كبديل أوحد بالساحة السياسية وأنه ما كان للامام أن يقول ما قال فى خطبته لو لا ضمانات قدمت له وإلا فلا يستقيم أن ينعي (قحت) وما زال جُلبابه وعُمامته معها وبإمكانه العودة فى أي وقت لإرتدائهما داخل (الخيمة) ، أما نعته للاسلاميين شُركاء الامس الذين كان حقة يأتيه منهُم (نيّئاً ومطبوخاً) عبر ابنه مُساعد رئيس الجمهورية الذي عبر من رتبة العميد الى الفريق لا كما يعبر سائر الضباط ما هى إلا (قربان) يقدمه سرعان ما سينسي مع آخر وجبة (كوارع) وسينكرها الصادق فى يومٍ ما ورغم أن السيد الامام قد تبرأ من ولده (سياسياً) حينها و قال إنه لا يُمثل الحزب إلا أن ذلك لم ينطلئ على فطنة المراقبين وكذبتة الايام على الاقل (فالرجل وماله لابيه) ومما أكد أن الامر كان (لعبه) برمته أن الفريق عبد الرحمن قد إتعذر عن مشاركته بعد قفزة من سفينة (الانقاذ) الغارقة وعاد لحضن أبيه مماا يعنى بداية التحضير لمرحلة قادمة بدأت منذ أن تأبط الامام خيمته مُغادراً ساحة الاعتصام وما زالت فصولها مُستمرة بالرحلات المعلنة والغير مُعلنة لدولة الامارات وميثاق العقد الاجتماعى الذى ما زال الامام (حرّدان) بسببه . و(برأيي) أن السيّد الامام ليس بمقدوره فعل شئ سوي أن يُدافع بقوة ضد تمديد الفترة الانتقالية كما قال هو فى خطبته و سُرعة أن يحتكم الناس لصناديق الاقتراع . الأمام يُراهن وكأن أنصاره سيكتسحونها ولكن هذا الامر(برأيي) بعيد المنال (حسابياً) فى ظل تشظى حزب الامّة ما لم يتم دعمه من سبعة مليون من (إسلامويين) ما زالوا يمشون فى الاسواق ولم تبتلعهم الارض ولكن هل سيقبل الاسلاميون بدعم حزب الامة جناح الصادق ؟ فهذا ما ستجيب عليه فترة ما قبل الاقتراع . ولا أظن بضاعة (التنظير الفكري) التى ظلّ يُسوقها الامام لاعضاء حزبه سيسهل عليه مُجرد طرحها أمام دهاء الاسلاميين ولن يكُن إستقطابهم سهلاً لدعم الصادق إذاً بأصوات من يراهن الصادق على الفوز ؟ بفعله هذا يذكرنى تماماً ما يفعل بعض الطاعنين فى السن فى مرحلة متقدمة من (الخرف) أن (يدسو الطحنية) من أحفادهم ظانين أنها ما زالت لها قيمة .
قبل ما أنسي : ـــــ
أحد الأصدقاء قال لى أنه عندما كان صغيراً كان كثير (الحَرَدَ) والحرد هو الرفض إحتجاجاً على شئٍ ما كمن يرفض تناول الطعام أو الذهاب للمدرسة بسبب فعل آخر لم يعجبه و هكذا ، قال لى أن (رضوته) كانت فى (الشعيرية) يتم طبخها له وينتهى الامر ! طيب يا جماعة هسه (هناي) ده يرضُوهُ بى شنو؟

The post دس الطحنية.. بقلم العيكورة appeared first on السودان اليوم.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى