السودان اليوم:
تابع العالم ظهر الاثنين انباء مصدرها الجانب الاسرائيلى مفادها ان اشتباكات وقعت بين جيشهم ومقاتلين من حزب الله – بحسب رواية وسائل الاعلام الاسرائيلية المستندة الى إعلان الجيش الصهيونى – ، وقد عملت القنوات على تغطيات واسعة للاحداث وبث حى ومتابعة لما جرى لكن رويدا رويدا بدأت الشكوك تتصاعد حول صحة الانباء خاصة وان مصدرها الجانب الاسرائيلى المعروف بالكذب والخداع.
و ما زاد الامر غموضا وجعل العدو يتخبط والجميع بما فيهم الجمهور الاسرائيلى يتشككون فى رواية الجيش الصهيونى ذلك الصمت الذى التزمته المقاومة الاسلامية فى لبنان لعدة ساعات ، وقد جاءت افادات الجانب الاسرائيلى باهتة لم تقنع حتى الاسرائيليين ، ولم تصمد امام اسئلتهم التى اثاروها خاصة بعد ورود انباء من الحدود
اللبنانية الفلسطينية عن هدوء الاحوال واستبعاد حدوث اشتباك كما ادعى الجانب الاسرائيلى ، وقد لاحظ المراقبون ان الجيش اللبنانى وقوات اليونفيل كانوا هادئين جدا ولا يشبه وضعهم وضع من يكون فى ساحة حرب ، كما ان هذه المواجهات التى ادعاها الجانب الاسرائيلى لم ينتج عنها جرحى ولاقتلى مع انه ادعى سقوط قتلى من حزب الله فى المواجهة ، وفى هذه الحالة من الطبيعى بل من الراجح ان تكون الحركة ظاهرة فى المنطقة وبالذات الاسعاف والطواقم الطبية هذا غير الحركة العسكرية التى يلزم ان تصاحب اى نشاط من هذا النوع من المواجهات .
ومع مرور الساعات والصمت الذى التزمته المقاومة بدا الشك يدب فى نفوس الكثيرين وبالذات فى الشارع الاسرائيلى الذى اصبح يستقى معلوماته بشكل اساسى من قنوات المقاومة وبالذات قناة الميادين ، وعندما ادعى الجيش الاسرائيلى سقوط قتلى لحزب الله ونقلت قناة الميادين عن مصادرها ان هذه المعلومة غير صحيحية ضجت وسائل اعلام العدو وهى تنقل نبض شارعها الذى يقول ان ما يقوله حزب الله والقنوات المرتبطة بالمقاومة هو المقدم على افادات الجانب الاسرائيلى ، ولابد ان يحسب هذا لصالح جيهة المقاومة ونجاحا لحزب الله الذى اصبح الجمهور الاسرائيلى يصدقه اكثر من تصديقه لحكومته.
وقبل ان يصدر بيان حزب الله الذى نفى حدوث اى اشتباك سواء داخل فلسطين المحتلة او مع الحدود ، فان الجمهور الاسرائيلى قد اقتنع تماما بكذب رواية حكومته التى احست بالحرج فقالت ان لديها فيديو بالاحداث مما دفع الجمهور الاسرائيلى لتحدى حكومته ان تنشر الفيديو لكنها لم تفعل ولن تفعل لانه لاتوجد اشتباكات اصلا، وحتى عندما ظهر نتنياهو فى المؤتمر الصحفى كان مرتبكا جدا ولغة الجسد تبين وبوضوح تام كذب الرجل الصريح وانه واقع فى مشكلة كبرى لم يستطع الخروج منها .
وفى المؤتمر الصحفى لنتياهو وبدلا من ذكر تفاصيل ما ادعته حكومته الفاشلة من نجاح الجيش الصهيونى فى قتل خلية لحزب الله تسللت الى داخل فلسطين المحتلة فانه تحول الى بث التهديد والوعيد مع علمه انه لا يعنى المقاومة فى شيء اذ ليست امرا جديدا وتعرف المقاومة جيدا ان ما قاله نتنياهو وقادة العدو لايعدو الا ان يكون تهويلا لا قيمة له البتة ، ويعلم العدو جيدا ان حزب الله لاتخيفه هذه التهديدات ، وعلى الرغم من ان الجيش الاسرائيلى يملك ترسانة ضخمة من الاسلحة وامكانات هائلة لكنه لايستطيع الوقوف امام المقاومة بتكتيكاتها وانجازاتها وتراكم خبراتها ، وهاهو الجيش الاسرائيلى فى حالة استنفار دائم وحقا اوقف حزب الله عدوه على رجل ونصف كما قالها يوما امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بالعامية اللبنانية مخاطبا نتنياهو وجيشه : اقول للجيش الاسرائيلى على الحدود من الليلة اوقف على اجر على اجر ونص, وهاهو واقف طوال هذه الفترة على رجل ونصف كما قال السيد نصر الله .
العدو اليوم مرتبك خائف لايعرف ماذا يفعل ، وهو يجتهد ان يفهم كيف يفكر حزب الله وما الذى يمكن ان يقدم عليه ولكنه يفشل كما فشل من قبل فى الوصول الى اى نتيجة مرجوة .
ان قدرات حزب الله فى الرد وصمته القاتل اربكت الاسرائيليين وجعلت منهم اضحوكة امام العالم وفى المقام الاول جعلت من الجيش الذى لايقهر جيشا مقهورا مذعورا مرتبكا خائفا يحارب بعضه من فرط ارتباكه. وهاهو رئيس وزرائه كالمريب يقول خذونى.
حزب الله جعل اسرائيل تعيش قلقة متوترة ومهانة فى صميمها ، وقد فند حزب الله الرويات الاسرائيلية والمسرحية سيئة الاخراج سيئة الاداء وحقا انطبق على العدو قول الله تعالى يحسبون كل صيحة عليهم .
The post هزيمة اخرى لاسرائيل .. يحسبون كل صيحة عليهم .. بقلم محمد عبد الله appeared first on السودان اليوم.